يتضمن شاشات عرض ومواد سمعية وبصرية

تزامنا مع موسم الخريف.. "السياحة" تضيف حصن مرباط إلى قائمة المزارات الثقافية

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

صلالة - الرؤية

افتتحت وزارة السياحة حصن مرباط بمحافظة ظفار أمام السياح والراغبين في الاطلاع على المعالم الحضارية والتاريخية التي تزخر بها السلطنة، في إطار جهودها الهادفة لتحويل القلاع والحصون إلى مزارات تاريخية يرتادها الزوار من داخل السلطنة وخارجها.

وقال عبدالله الذهلي المدير العام المساعد لتطوير المواقع التاريخية والمنتجات السياحية بوزارة السياحية: إن الوزارة أضافت في شهر يوليو معلما من المعالم التاريخية إلى المنتجات السياحية التي تشكل قيمة مُضافة عالية للسياحة الثقافية التي تسعى الوزارة لترسيخها كأحد المكونات السياحية في السلطنة، والاستفادة من هذه المقومات الحضارية كأحد منتجات الجذب السياحي التي تتمتع بها السلطنة.

وأشار إلى أن افتتاح حصن مرباط جاء بالتزامن مع بدء موسم الخريف في محافظة ظفار لهذا العام، وليضيف بعدا آخر لهذا الموسم الرائع بطقسه المعتدل الذي تتمتع به المحافظة، ويُسهم في إثراء الحركة السياحية المتنامية في محافظة ظفار، مؤكدا أن إضافة منتج سياحي جديد بحجم حصن مرباط يشكل إضافة قيمة وعالية المستوى للقطاع السياحي في المحافظة، وسيغدو أحد أهم المعالم التاريخية التي يُشد إليها الرحال للاطلاع على ما تحتويه من مقتنيات تعكس جانبا من حياة المجتمع المحلي بولاية مرباط إضافة للآثار التاريخية.

وأضاف عبدالله الذهلي: إن حصن مرباط يشكل تحفة معمارية أنيقة ومتألقة، ويبعد 80 كيلومترا تقريبا عن مركز مدينة صلالة، ويتميز بموقعه الإستراتيجي على ساحل مرباط المطل على بحر العرب، وقد بُني لحماية المدينة وسكانها. ونوه بأن المصادر القديمة ذكرت أن تشييده كان في القرن الثالث عشر الهجري/التاسع عشر الميلادي، وقد أمر السلطان سعيد بن تيمور بتدعيم الحصن من الناحية الشمالية لتقويته وذلك بعد فيضانات عام 1948، وتبلغ مساحة الحصن 467 مترا وارتفاعه 12 مترا. وقال إن حصن مرباط يتكون من دورين؛ حيث يشمل الأول البرزة (قاعة تجمع)، وسجناً ومخازن أسلحة وأطعمة. أما الدور الثاني، فيتكون من القسم الجنوبي ويستخدم كسكن لعائلة الوالي، والشمالي سكناً للجنود.

من جانبه، قال سلطان المخمري المكلف بأعمال مدير دائرة المواقع التاريخية: إنَّ وزارة السياحة قامت بتأهيل وتطوير الحصن؛ وذلك من خلال تنفيذ معرض متكامل يحوي عدداً من الجوانب التاريخية للحصن، إضافة لتوثيق وعرض مختلف الحرف التقليدية للمجتمع المحلي والجوانب التاريخية والجيولوجية والمعمارية والاجتماعية والإقتصادية والحياة البحرية باستخدام الوسائط والتكنولوجيا الحديثة. وأشار المخمري إلى أن حصن مرباط له خصوصية من حيث الموقع؛ فهو يُطل على بحر العرب والشواطئ الجميلة الممتدة أمام الحصن، موضحا أن الزائر يستطيع التقاط صور رائعة من أعلى الحصن للشواطئ والمراكب والبيوت القديمة المحيطة بالحصن، ويُمكنه الاستمتاع بجمال المناظر الخلابة؛ حيث تعانق الجبال الشواطئ مع هبات نسمات البحر، مؤكدا أن أهمية ولاية مرباط تكمن في كونها تقع بجانب السوق والميناء القديم الذي كان تُصدر عبره الكثير من المنتجات كاللبان والخيول، ويتم استيراد منتجات متنوعة من الهند والصين، وهو ما يعكس تطور الحركة التجارية لمدينة مرباط، مع وجود مكتب خاص أمام الحصن يسمى بيت الجمارك، والذي تمر من خلاله السلع الواردة والمصدرة.

وأشار المخمري إلى أن الوزارة بذلت الكثير من الجهد في سبيل جمع وتوثيق المعلومات التاريخية وعرضها لزوار الحصن في قوالب عرض يسهل الاطلاع عليها ومعرفة القصص والحكايات التي مرت بها ولاية مرباط العريقة، منوها بأن الوزارة حرصت من خلال مشروع تأهيل وتطوير حصن مرباط على إشراك المجتمع المحلي بشكل فعال من خلال المشاركة في الأفلام الوثائقية، وفي الصور الفوتوغرافية وفي الدراسات التاريخية، إضافة لمشاركة الجمعيات كجمعية المرأة العُمانية في مرباط وهيئة الصناعات الحرفية المتنوعة بتزويد الحصن بالمقتنيات والمشغولات اليدوية، إضافة للمشاركات الفردية من قبل المجتمع المحلي.

وأشار إلى أن جوانب التطوير إشتلمت على إستنهاض عالم مليء بالحيوية من خلال التفاعل المباشر للزوار مع المعلومات والحقائق التاريخية للولاية، ليجد الزائر نفسه أمام مجموعة متنوعة من شاشات العرض التي تروي تفاصيل حياة المجتمع المحلي في مرباط؛ وذلك باستخدام نصوص مقروءة ومواد سمعية وبصرية، كما تم تركيب جدران متحركة ثلاثية الأبعاد لاستيعاب الحلول التفسيرية لعرض القطع التاريخية والنماذج والصور، وإعادة تأثيث الحصن وتزويده بالمعلومات واللوائح التعريفية اللازمة، مع إدخال المواد السمعية والبصرية وأجهزة العرض والشاشات الخاصة ونظام الصوت والإضاءة المتحفية الداخلية والخارجية، مع تزويد الحصن بنظام تكييف متكامل.

تعليق عبر الفيس بوك