أنا امرأة عادية


أحلام عثمان – شاعرة سورية – تقيم في فانكوفر
(1)
أستيقظ في ساعة مبكرة من الصباح
أشغّل الراديو لأدخل الشمس إلى بيتي
وتغنيها فيروز.
أصنع قهوتي وأصفُّ حبات الهال على النافذة،
لتشاركني بها العصافير.
-    والنوارس والغربان -

أكتفي بتفاحة خضراء
أحكها بطرف بيجامتي
وأقضم عروقها حتى آخر بذرة.

أقضي طيلة نهاري بصحبة الرّتابة   
أنظف
أطهو
أذهب إلى عملي
وأنا أجر ورائي  
ظّلي الأزرق.

أمرّ  عليّ - في طريق العودة -
أتفقدني  وأمسح عن أوراقي،
غبار الفراشات.

أنا امرأة عادية ،
متعبة مثلك
وجداً بدونك.

(2)
ليس عن كروم الكلام واستوائها فينا،
لا عن عنب صوتك الذي كان،
وبقي يكرج على ظهر قلبي
ضحكةً زهريّة .

ليس عن عظام اللغة، وطقطقة مفاصلها بنا.
لا عن "أحبّك" وهي تخشخش بدمي
أساور زرقاء،  تغني باسمينا.

ليس فقط عن جلدك المجنون،
وخلايا رغبة ترتجف عليه مرتبكة.
لاعنكَ، ولاعنّي ...!
بل أنا .

(3)
هذا الفراغ  بشع،
ووحشٌ فجعان .
مرحبا...!
كانت كافيه لتسكب نهر ارتباك في فمي.
-
أُكمل المسير، وأجرح بالغياب قُبّرة قلبي.
-
في شرنقة الضوء أدسّ هوائي
وأُلقي في البئر رؤاي.
-
أنا مجموعة النساء الحزينات
يعددن في البلاد قصائدَ بطعم البحر  
أزرفها هنا فراشاً على سرير المساء.
-
جسدي المسافة التي مابيني وبين الحب
أعبث باللهفة، لأستمر .
-
هذا الفراغ بشعٌ،
ووحشٌ يلتهمني.
أهلاً:
لاتكفي لأنطقني.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك