غزلانكِ ترعى أعشاب القلب


رحيم جماعي – تونس


(1)
الشّجرة العجوز
الواقفة في آخر الحيّ
سيّدة مزمنة
تخيط أيّامها اليابسات
بأنامل الوحدة.
(2)
الرّاحلون شمالا...
على متن قوارب رثّة
صاروا وجبات شهيّة للسّمك
أولئك الرّاحلون خِفافا...
لا يحبّون سيادة البحر
إنّهم فقط فقراء البلاد
يقتفون خطى الأماني
الهاربات وراء البحار.
(3)
الأبواب آباء...
ينامون وقوفا
في انتظار عودة الأبناء
من فم الحرب .
(4)
ذا الألم الّذيذ...
ليس عطبا في الرّوح
أو خللا في الجسد
هي فقط...
غزلانكِ ترعى...
أعشاب القلب
(5)
سمعتُ أنّكِ...
قادمة على مهلٍ
فَنَبَتَتْ لقلبي عيون...
واسعة للإنتظار .
(6)
كان يكفي...
أن تجوبي العالم
ببسمتك النّادرة
فتنتهي جميع الحروب
وتبدأ...أخرى
(7)
وْسِعْ...
قبرك قليلا يا أبي
لقد تعبتُ من...
الشّوارع .
(8)
حين وُلِدْتُ...
خاف والدي...
على العالم من...
كواسر حزني...
فسمّاني رحيم .
(9)
مناديل الوداع البيضاء
كانت قديما دموعا
صلوات وأدعية...
خَلْفَ خطى الرّاحلين
لكنّها من فرط الحنين
صارت...نوارسَ .
(10)
عاجز على...
رسم قوس قزح
حبر القلب...
 رماديّ .
(11)
كلّ هذه الخفقات
ولم يتحوّل بعد...
إلى طائر...قلبي .

 

تعليق عبر الفيس بوك