السنيدي يفتتح مشروع المركز الوطني لطب الأعماق

...
...
...
...
...
...
...
...

 

مسقط - الرؤية

احتفلت وزارة الصحة أمس الأربعاء بافتتاح مشروع المركز الوطني لطب الأعماق بالمستشفى السلطاني بولاية بوشر بمحافظة مسقط بتكلفة إجمالية بلغت حوالي مليونين وثلاثمائة ألف ريال.

رعى حفل الافتتاح بموقع المشروع بمحيط المستشفى السلطاني معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي – وزير التجارة والصناعة - بحضور معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي – وزير الصحة - وعدد من أصحاب السعادة والمسؤولين في الدولة من مدنيين وعسكريين وجمع من المدعوين.

تضمن برنامج الافتتاح كلمة لوزارة الصحة ألقتها الدكتورة عائشة بنت حبيب البلوشية - الطبيب المسؤول عن المركز الوطني لطب الأعماق - قالت فيها: لقد انتهجت وزارة الصحة نهج التخطيط السليم والبنّاء متمثلًا في خطط التنمية الصحية منذ عام 1976م، التي أدت إلى دعم النظام الصحي ورفع المستوى الصحي العام للمواطنين والمقيمين، وقد اعتمدت الوزارة منهجية "التخطيط الاستراتيجي" مما ساعد على توفير الرؤية الواضحة والتوجه السليم لتحديد الاحتياجات ذات الأولوية.

وأضافت: تعدُّ السلطنة من الدول المتقدمة في مجال تحسين حياة سكانها صحيًّا، إذ وفرت وزارة الصحة خدمات صحية متنوعة ومتجددة لمختلف المجالات. وقد شهدت الوزارة نقلة واسعة من خلال المشاريع الكبيرة التي تنفذها كالمشروع   الوطني للسكري والغدد الصماء والمشروع الوطني لأمراض القلب والمشروع الوطني لطب الأعماق وغيرها.

وأضافت: إننا نستضيء بتوجيهات جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه - إذ يقول: "عندما نصل بالتعليم إلى الدرجات العليا فنحن مطالبون بأن نضيف إلى تلك المعارف معارفَ جديدة، أن نبحث، نستنبط، أن نفكر، أن نتدبر، وعلينا أيضًا أن نصحح معارفَ من سبقنا لأنّه في كثير منها نظريات والنظريات تكون متجددة، فلا نقول إن ما وصلنا إليه في الماضي هي المعرفة.. لا.. المعرفة ليست مطلقة، المعرفة متجددة..." وما المركز الوطني لطب الأعماق إلا استجابة للتوجيهات السامية ولبنة مهمة في سبيل البناء والتنمية، وتطورٌ طبيعي لمنجزات وزارة الصحة.

بعدها عرجت البلوشية إلى التعريف بطبَ الأعماق موضحة أنّه يعدُّ أحد فروع الطب الحديثة والذي يقدم غاز الأكسجين النقي كدواء أساسي في بيئة يزيد الضغط الجوي فيها عن مستوى سطح البحر، فهو يساعد على زيادة قدرة أنسجة الجسم على البناء والتجدد وخاصة الأنسجة التي تتعرض للهدم بسبب المرض المزمن أو الإشعاع أو الحروق. وسيشكل هذا العلاج علامة فارقة في حياة كثير من مرضى السكري والمرضى الذين يعانون من مضاعفات علاج الأورام السرطانية كما يسهم في علاج بعض حالات الغوص وانسداد الأوعية الدموية بالفقاعات وعلاج التسمم بغاز أول أكسيد الكربون وغيرها.

وأضافت: لم تأل الوزارة جُهدًا في تدريب وتأهيل الكوادر العمانية؛ ليكونوا دعامة للنظام الصحي وهي العمود الفقري في تقديم الخدمات الصحية، فقد خضع كافة أفراد الطاقم الطبي بالمركز الوطني لطب الأعماق لبرنامج تدريبي مكثف في المجمع الطبي بقاعدة سعيد بن سلطان البحرية، بالإضافة إلى المراكزَ المتخصصة في ألمانيا والنمسا.

كما اشتمل الافتتاح على فقرات أخرى من بينها عرض مرئي عن المراكز ومكوناته وخدماته العلاجية.

وفي الختام قام معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي – وزير التجارة والصناعة – . راعي المناسبة - بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية للمشروع معلنا افتتاح المركز الوطني لطب الأعماق رسميا، وتفقد مع الحضور أقسام المركز ومرافقه المختلفة، واستمع إلى شرح واف عن الخدمات التي يقدمها.

أقيم المركز على مساحة بناء تبلغ (851) مترا مربعا، وتم تزويده بكافة المعدات والأجهزة الطبية. ويتألف مبنى المركز من قسم السجلات الطبية وغرفة الحاسب الآلي وغرفة المعاينة و(3) غرف للتشخيص والعلاج، ومخزن، والغرفة الرئيسية التي تحتوي على ثلاثة أجهزة علاج بالأكسجين المضغوط تعد الأحدث من نوعها في مجال طب الأعماق على الصعيد الدولي. جهازان منهما يتسعان لــ (12) شخصًا لكل جهاز، وجهاز واحد لغرفة علاج فردية.

وقد رُوعي عند إنشاء المركز الذي بدأ تشغيله في وقت سابق من العام الحالي؛ أن يتوافق مع كافة إجراءات وأنظمة السلامة، ولذلك تم تزويده بمعدات الإطفاء وأجهزة الإنذار وحساسات إطفاء داخل أجهزة الأكسجين المضغوط، فضلا عن مخارج الطوارئ المتعددة.

الجدير بالإشارة أن العلاج بالأكسجين المضغوط يعد أساسياً لعدة حالات، أهمها: انسداد الأوعية الدموية بالفقاعات الهوائية، وحالات التسمم الحاد بغاز أول أكسيد الكربون، ومرض اختلال الضغط للغواصين.

كذلك يستخدم الأكسجين المضغوط كعلاج تكميلي مساعد في العديد من الحالات المرضية، بما في ذلك: تقرحات القدم السكري، والإصابات الناتجة عن الحروق، وحالات فقد السمع المفاجئ، والتهاب التسوس المزمن في العظام، والتهابات الأذن المزمنة، وإصابات السحق (الحوادث)، فضلاً عن استخدامه في علاج بعض الحالات المرضية التي تسببها الميكروبات الحادة، والجروح والتقرحات بطيئة الالتئام.

 

تعليق عبر الفيس بوك