إلى العهر القابع في رؤوس البعض


غادة سعيد لشبونة - البرتغال


كتبت بكل أريحية عن كل شيء يخالج عقلي ومارست حريتي وتخلصت من القيود..
 كتبت عن عشقي للأسمر و لسوريا ولكل الأوطان..
كتبت عن القصيدة والرواية وعن عودة السنونو وفيضان الأنهار..
كتبت عن المرأة وأحلامها المغيبة من رائحة القرنفل والحياة..
كتبت عن المؤخرات المكتنزة والصدر الواقف والشامخ كشموخ جبل "قاسيون" وعشقي للسفر وللسجائر والويسكي وعدم اكثراتي للدين وجهنم الحمراء:
في هذه الخربة دونت أحلامي وفواجعي.
لـــــــذا:
أنا سيدة الحزن الجميل، أصنع من وجعي نبيذا وقصيدة، وأحيانا أرسم وجعي ونزيفي رواية..
لا أرتدي بدلة الدموع والآهات، بل أتعرى!. لأعانق خيبتي حتى أصل لنشوة اللذة والثمالة.
أحتفل بغياب الفرح وأفتح نوافذ الليل للنسيان، وأنشد كربي كفراشة تطوف حول فانوس خافت تبحث عن فرصة انتحار..
فالانتحار كتابة!.. وشم للحرف على خليفة جدارية بيضاء..
قبل أن أنتهي من ثمالة عالقة في قعر كأس روحي المتشققة..
العهر لا يوجد في فستان أنيق لونه صارخ بالحياة، أو في طلاء الأظافر المتوهج كقمر الصيف أو في خصلة شعر ترقص خارج القماش، أو صورة بالية نختبئ  وراءها لنقصف رصاص الكلام على ميزان الهوان..
العهر لا يأخذ قيلولته بين النهدين ولا يقف على عرش حلمة منتصبة لشهوة الحياة، ولا يختبئ بين فخدين مفتوحتين بدون عقد للبيع أو للإيجار.. ولا في قبلة تفطر جائع سبيل القلب...
العهر يوجد وراء الأبواب الموصدة للأفكار، في القيل والقال في الأخبار الكاذبة وفي الجهل الذي ورثناه بالسمع، وطبقناه بأناة مغرورة...
لن أسامح غروركم و كبرياءكم..
لن أسامح جرحكم الموشوم بطعنة لسان، فمازال ترياق وعودكم لم يشفِ ندوب روحي...!
آسفة... فالموت هي العملة الوحيدة الصادقة

 

تعليق عبر الفيس بوك