الأزقة دفاترُ المدينة والخطواتُ حبرها



عائشة بنيس – بروكسل

 

أنا الطِّفلةُ التّي كنت تُمسك بيدها
لِتقطع الطريق
لماذا حين ظننتَ أني كبرْتُ
سحبتَ يدكَ
وتركتَ الطريق يقطعُني؟!

(2)
يَحضنُ كفها
لـِ يعبُر معها الطريق
تُمسكُ بذراعِه
لـِ تعبُرَ به الطريق
يمضيان معاً
ويظلُّ بينهما الطريق!!

(3)
سألتني الطريقُ:
ما حِرفتُكِ؟
قلتُ:
أسحبُ الليل
ليُطل النهار
فـَ أسحبُهُ !

(4)
يا أُرجُوحة العُمر
ضفائري شابت
مِن حملـك

(5)
أشتاق أن أرسم بالطباشير مُربعات على الأرض،
ثم أقفزُ عليها بقدم واحدة..
وحين أعودُ الى البيت، أطل من نافذتي
لأرى كيف تمحو خطوات العابرين
آثار الطباشير !!

(6)
أعطوني زقاقا دافئا
أرسم فيه بيتاً
يُشبهُ بيت جدَّتي

(7)
الأزقة دفاترُ المدينة
والخطواتُ
حبرها

(8)
أعطوني خيطاً أبيض
لأُرتّق
جُيوب المدينة

(9)
تأبطتُ قدمَيْ ودخلت..
المدينةُ التي سقطَ رأسِي فيها
المدينةُ التي أسْقَطت رأسي فيها
المدينةُ التي أُسقِطَ رأسي فيها،
حين أبصرتُ سُكانها ينتعلون رؤوسهم
انتعلتُ قدميْ وخرجت..

(10)
البردُ الذي يدخل من الأبوب المُواربة
يملأ بيوتنا بوسائد ضخمة
تبتلع رؤوسنا في المساء !!

 

تعليق عبر الفيس بوك