أعجوبة المسابقات

وليد الخفيف

أبت أعجوية المسابقات أن تنتهي بسلام، فلأنه الدوري الأعجوبة شكلا، الفريد في المحتوى والتنظيم والإدارة، تواصلت حلقاته المعروفة سلفا بفتح ملف يطل برأسه نهاية كل عام، إنّها قصّة التلاعب في النتائج المقرر دراستها موسمًا تلو الآخر والنتيجة كل عام لم ينجح أحد.

فالأندية المتضررة رفعت أنين شكواها لاتحاد الكرة بعدما أعلن الأخير رسميا هبوطها لدوري الدرجة الأولى، متمسكة بخيط رفيع اسمه الأمل في البقاء، فخيط العنكبوت الوهن الذي يتشبث به البعض لا يمكن أن يعيدها للأضواء آسفا، إنما هو سراب سيتلاشى مع مضي الأيام القادمة لترضى طوعا أو كرها بواقع تواجدها في أزقة ودروب دوري الأولى الوعرة، وما المشهد الراهن سوى اجتماعات "سورية" لا يمكن أن تفضي لشيء، لأنّ الحصول على دليل مادي يؤكد حالة التلاعب ويتطلب دواءً مختلفا لا يتوافر في صيدلية السيب، فالواقع مر ولجنة النزاهة لم تفعل رغم تشريع وجودها من المجلس السابق، وبالتالي فلم تجتمع تلك اللجنة، إذن فلا إجراءات اتخذت قبل الأحداث محل الشكوى، وشكرا على حسن تعاونكم الدائم معنا ونلتقي بكم الموسم القادم في أحداث مشابهة.

فما أشبه اليوم بالبارحة، وما أجمل أن تسقط في نفس الفخ لمرات عديدة في أزمنة مديدة والبسمة لا تفارق شفتاك! فلم نأخذ العظة من قصة الموسم الماضي، وهبوط الرستاق وتصريحات مدربه محمد البلوشي والأحداث التي أفضت لإيقافه لمدة عام، فلم ندرس ما قاله الأخير، إنما حاولنا إجهاض مسعاه لكشف ما يراه حقيقة بإيقافه، وإبعاده، ليبدو السيف لامعا في وجه من تسول له نفسه الحديث عن الأمر، ويضحى الطريق ممهدا لبدء موسم جديد يحمل نفس الظاهرة التي بدت جزءا من الدراما الرمضانية.

ولتوثيق الأحداث يبقى الشكر الجزيل موصلا لمن مدّ أمد دورينا لتسعة أشهر كولادة متعثرة من رحم مشوه بتوقفات غير مسبوقة في تاريخ علم المسابقات الكونية، فالربان الماهر – كما وصفه البعض – أبحر بسفينة دورينا ذات المجداف الواحد المتهالك محاذيًا الشاطئ، رافضا الدخول في المياه العميقة، ليصطدم أحيانا بأفواه تطلب مزيدًا من الدعم، وشعابا مرجانية صلبة تصرخ من الديون تخطت الحدود الحمراء، لتواصل غير عابئ بأحد بتقاليدك الأبدية رافضا التغيير، لتكمل المسير سباحة في المياة الضحة متلكئًا حتى وصول مكونو لأرض اللبان ليأخذ الأخير نصيبا من حقه في إيقاف المسابقة، ولما لا وقد أوقفها كل عابر سبيل، وكأنّ السنة أمام اتحادنا 100 يوم، وأمام الدول الأخرى 500 يوم أو تزيد، فعفوًا العقل يرفض مبرراتكم ولكن قلوب الهوى تقبلها أحيانا، فصحيح الهوى غلاب.