دراما النهاية.. وبرج الصحوة

المعتصم البوسعيدي

 

انفض السامر عن دوري عمانتل 2017 – 2018م بتتويج السويق في آخر مبارياته على استاد السيب، دوري شهد في ختامه أحداثا مؤسفة في قضية التلاعب التي طفت مرة أخرى السطح، بل وكانت هذه المرة باحتجاجات رسميّة من بعض الأندية وما بين الشكوى ورد الاعتبار أجد أنّ ما حدث هو أمر صحي عسى أن يفضي إلى الاستفادة منه، وتلافيه على كافة الأصعدة سواءً في الاتحاد العماني لكرة القدم أو الأندية أو حتى اللاعبين الذين طالهم انتقاد مباشر وبشكل علني كان يمكن تمريره بطريقة أفضل مما حدث.

في جولة النهاية هبطت ثلاثة أندية هي فنجا والمضيبي والسلام، وإن كان الأخيرين عاد إلى الدرجة الأولى بعد موسم صعود أول، فإنّ الأمر يجب ألا ينظر إليه بالسلبية على الإطلاق، فهذا وضع طبيعي يحدث في دوريات كثيرة وحتى في دورينا عبر مواسمه السابقة، لكنّ هبوط ناد بقيمة نادي فنجاء لا شك أنّه يعني الكثير وذو مؤشر بالغ الخطورة، علمًا أنّ الملك الفنجاوي كان بطل الدوري قبل موسمين فقط، بل وكاد يحدث ذلك لحامل اللقب الزعيم الظفاري لولا تداركه الأمر ونفاده من أكبر مفاجأة الموسم على الإطلاق.

إن دراما الدوري هذا الموسم حظيت بأحداث وتفاصيل كثيرة، على غرار الجدول الطويل والتوقفات الكثيرة، وفوز المنتخب بكأس الخليج، واستقالات موظفي الاتحاد وتخلي البعض عن مسؤولياته، والأخذ والعطاء في ساحات التواصل الاجتماعي بين مجموعة من الإعلاميين فيما بينهم من جهة، ومع أعضاء مجلس الإدارة من جهة أخرى، وصولاً إلى النهاية التي ذكرناها سلفاً، وحتى يكتمل المشهد الدرامي، كان "برج الصحوة" الشهير في مدرجات الكرة العُمانية يرفع راية الرحيل الأبدي، ذلك هو الرجل الباسم البسيط المتدفق انتماءً وولاءً لهذا الوطن ولسلطانه المفدى، حمد المخيني بشعاره المتفرد "وشعاره سيفين والخنجر عمانية" جاء رحيله مع ختام الموسم الكروي، فكانت الرسالة التي يجب أن يلتفت لها الجميع على المستوى الرياضي والإنساني؛ ألا شيء يستحق أن يكون اختلافنا خلافا يتجه للشخصنة دون أن يعطي نتيجة للصالح العام، وأنّ هذا الوطن يتسع للجميع والأخطاء واردة طالما نحن بشر، وعموماً يبقى حمد المخيني كبرج الصحوة؛ حيث يُعد أحد معالم كرة القدم في عُمان والخليج، فرحمة الله تغشاه وإلى جنات الخلد بإذن المولى عز وجل.

لقد كتبت نهاية الدوري فصلا مهما من فصول كرة القدم العُمانية بكل ما يحمله هذا الدوري من سلبيّات وإيجابيّات، دراما يجب أن تتطور بعيدًا عن "حارة الأصحاب"؛ فالعمل المؤسسي يقوم على ضبط المعايير وتقويم نقاط الضعف والاستفادة من كل الفرص المتاحة، وتعزيز نقاط القوة، وإيجاد الحلول الناجعة، وعلى الاتحاد العُماني أن يمضي قُدماً في هذا الاتجاه ولا يسمح أن تكون دراما النهاية في كل موسم مؤسفة وحزينة.. "صح لاه"؟!!