أحاول فقط


إيمان زيّاد – فلسطين


صار من الطبيعي؛
أن تلقي بي إلى عين حمئة
وتأمر لهيب النار؛
 باسم آلهة وقودها فتيل مفترس؛
أطرافي تتدلى عن أطرافها
ولحمي يتجرّد من ليونته
وهناك فمي يذوب..
صار من الطبيعي أن تحتمي بغضبك
وتملؤ نفسكَ هذه الرغبة؛
أن تترك سقر تعاقر جسدي
وحدي في المدى الغربيّ
أتلقّى الصفعات بآلة أثرية
ويسدّ أذنيّ عن مداركها الطين
فلا أسمع أنين طفلتي؛  
طفلتي التي استسلمت تحت حديد البيت
لا أدري..
كم لبثنا هنا؟
فأنا أجهل إحصاء وحدات الوجع
وخلايا جسدي منتهية الصلاحية؛
مثل علبة تونة مُهرّبة في الحصار
علقت تحت الردم
مثل ردم يحتاج للوقوف ثانية
مثل صندوق البريد بلا عنوان
مثل قُبّرة لم تتعلم الطيران
مثل قلم يبري صخب الخشب عن الرصاص
مثل رصاص فارغ في حضن الضحية
وكذا لم أعد أكترث لياقة قميصي
المفتوق تحت العنق
بمقاس شظيّة ضارية
ولم أعد أرتعب من عقرب يقضي
على ليلة هدنة كاذبة
بلسعة حقيقية
صار من الطبيعي جداً
أن أتوّسل جرة الماء الخاوية في بيتي
أن أتسلل إليها كل دقيقة ..
أن أدخل رأسي فيها
أن أصرخ بكل ما أوتيت من صبا..
والصدى يصمّ قلبي..
فلا ماء يرتطم به ولا أحياء في الحيّ
يردّون: بنعم
فيرتد لقاعي مكتوماً
كم لبثنا هنا؟
قد لا يهم
فأنا لا أحاول فكّ اشتباك الصور المستفزة
ولا رائحة النرجس التي تتفوق على دمي
ولكنّي
أحاول فقط أن أجد لك سبباً مقنعاً
لطرق رأسي من جديد

 

تعليق عبر الفيس بوك