علي بن بدر البوسعيدي
كانت فلسطين ولا تزال وستبقى رمزاً للصمود والمقاومة، وصورة للواقع العربي منذ بدء الاحتلال، مروراً بالهزائم والانتصارات والانكسارات العربية، حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، أراض عربية مُحتلة، وشعب يواجه آلة القتل والإرهاب وحده، دون أن يقف إلى جواره أحد من أشقائه العرب وأبناء عمومته، الذين يكتفون بالكلام وإطلاق البيانات الفارغة من أي مضمون، والتي تكتب فقط من أجل حفظ ماء الوجه.
مُنذ إعلان ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وقد اشتعلت شرارة المقاومة والانتفاضة التي ما زالت مستمرة حتى اليوم؛ حيث تتواصل المظاهرات والاحتجاجات لإعلان رفض الفلسطينيين تلك الجريمة، وأنهم ماضون في طريقهم لتحرير بلادهم أيًّا كانت النتائج.
وقد تجَّلت أعظم البطولات والتضحيات يوم الأرض؛ حيث واجه الفلسطينيون الأبطال العزل -شبابا وبنات وشيوخا- رصاص الاحتلال، وسقط منهم العشرات (46 شهيدًا على الأقل)، قتلهم المجرمون بدم بارد، دون أن تطرُف لهم عين، في ظل تواطؤ دولي كامل، وصمت غريب يساوي بين محتل مدجج بالسلاح والقنابل والكراهية والعنصرية والتطرف، وعربي احتُلت أراضيه، وتم تهجير أهله أو قتلهم او تشريدهم أو اعتقالهم، لا يحمل في يده شيئًا إلا حجر يعبر به عن غضبه بقذفه في وجه الظلم والإرهاب، فقد يستيقظ العالم من سباته ويعيد إلى تلك البلاد العريقة وهذا الشعب الأبي حقوقه المسلوبة بتواطؤ دولي لم يحدث مثله في التاريخ.