الثالثة ثابتة

 

حسين الغافري

لم يكن الأمر جديداً على الملكي تحقيق لقبه الثالث توالياً في "أبطال أوروبا" والثالث عشر في تاريخه مساء السبت. بطولة كبيرة جديدة في رصيد النادي وبطولة أيضاً تأتي لإثبات قدرات الفرنسي زين الدين زيدان في كفاءته الفنية وكيف تمكن في فترة وجيزة أن يقود الملكي إلى الألقاب رغم أنّه جاء كحل مؤقت قبل موسمين ونصف الموسم عوضاً للإسباني رفائيل بنتيز.

نهائي كييف لم يكن إلا رسالة للجميع بأن الريال لا يرحم أوروبياً وهو بعيد كل البعد عن بقية الأندية عندما يأتي الحديث عن أوروبا ولقبها الأغلى. بشكل عام جاء النهائي بتقلبات مختلفة رغم الشوط الأول الذي كان متوازناً نسبياً. ولعل ظروف كثيرة ساهمت في تحول مجريات اللقاء بين الفريقين. إصابة محمد صلاح كانت واقعة ونذير شؤم أضعفت الخيارات الهجومية لليفربول وأراح ريال مدريد بشكل كبير. وهنا تظهر أهميّة وجود دكة بدلاء على قدر كبير من الكفاءة وبالتالي تمنح خيارات واسعة للمدرب في إعادة ترتيب الأوراق. خروج صلاح كان بداية الصدمة الأولى لجماهير ليفربول وهو الذي يعيش فترة تألق مع ناديه وسرعة تحول الفريق من الناحية الدفاعية إلى الهجومية في ثوان معدودة.

بغض النظر حول الحديث عن إصابة صلاح وتعمد راموس من عدمه، إلا أنّ اللوم الأول يتحمله حارس المرمى الذي لم يكن على قدر كبير من الحضور الذهني في المباراة وتسبب في أخطاء فادحة في الهدفين الأول والأخير. وهو أمر يساهم بشكل كبير كذلك في إضعاف الحضور الذهني لبقية زملائه عندما يشاهدون حارس مرماهم وهو لم يكن بذلك المستوى وبالتالي فإنّ الشعور ينتقل إلى بقية الفريق!

في المجمل فإنّ وصول ليفربول إلى النهائي بحد ذاته يعد إنجازا كبيرا يجب أن تبني الإدارة عليه في قادم الوقت ومحاولة ضخ دماء جديدة قادرة على أن تقدم الإضافة المرجوة. الفريق يمتلك عددا من اللاعبين الأكفاء وبحاجة إلى تدعيم كافة خطوطه لمواصلة التقدم والتطور والمنافسة. أضف إلى ضرورة احتفاظه بأهم عناصره التي كانت لها دور إيجابي هذا الموسم.

إذاً، إنتهى نهائي أبطال أوروبا هذا العام والحقيقية التي لا يمكن تجاهلها أن الفريق الملكي سيد أوروبا والمُتمرِّس في لقاءاتها. الملكي بقيادة زيدان يسير بشكل مستقيم في دوري أبطال أوروبا وحتى يضمن بقاءه في الواجهة الأوروبية لابد من تعاقدات بسيطة ليكمل مسيرته الناجحة بقيادة زيدان. عموماً لا نستعجل الحديث عن العام القادم فالملكي يعمل بهدوء وما نجاحه إلا لهدؤه وتعامله الجيد في بطولة يملك مفاتيحها السحرية ولا نستبعد إطلاقًا تحقيقه اللقب الأوروبي للمرة الرابعة توالياً العام المقبل. وعلى العكس يجب أن يحسب المنافسون ذلك الحساب، فغالبية لاعبي الريال لديهم من الخبرات والألقاب الأوروبية ما يعادل أندية تاريخية وبعضهم يتجاوزها.