ملحمة مكونو

 

في المحن والشدائد تظهر المعادن وتتجلى قيمة وتقاليد الدول وعمقها الحضاري، وقد جاء إعصار مكونو ليُثبت كيف أنَّ أبناء عمان قادرون على مواجهة الشدائد بروح صلبة وقدرات هائلة وعزائم كبيرة، كيف تتداعى المحافظات والولايات والرجال والنساء من كل حدب وصوب، لتتحد على قلب رجل واحد، من أجل هدف واحد وهو حماية هذا البلد والذود عنه بكل غال ونفيس.

هكذا ضرب العمانيون المثل أمام العالم على يقظتهم واستعدادهم الدائم لمواجهة أي شيء يمس بلادهم، لديهم استراتيجيات وخطط جاهزة لمواجهة أي احتمالات مهما كانت، لديهم كوادر وكفاءات مدربة على أعلى مستوى، لديهم استعداد للتنفيذ بسرعة قصوى من أجل الوطن وحماية أبنائه ومن يقيمون على أرضه حيث لا فرق.

فقد تصاعدت وتضافرت جهود مختلف الجهات المعنية، إضافة إلى الجهود الكبيرة التطوعية، وأطلق نفير التأهب العام وإعلان حالة الطوارئ، وقبل قدوم الإعصار بفترة عقد قطاع البحث والإنقاذ بالمنظومة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة اجتماعا تنسيقيا مع المؤسسات الحكومية والأعضاء بالقطاع، لمناقشة الجوانب التحضيرية وإعداد الخطط المناسبة لآلية التعامل مع هذه الأزمة للتخفيف من آثارها، فيما تواصل انعقاد اجتماعات اللجنة العسكرية الرئيسية لإدارة الحالات الطارئة بقوات السلطان المسلحة.

ولا أحد يمكنه أن ينسى الجهود الكبيرة التي بذلها سلاح الجو السلطاني العماني من أجل إخلاء أسر المواطنين والمقيمين العاملين بمحافظة ظفار، لمختلف محافظات السلطنة من خلال تسيير عدة رحلات جوية.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك