ثلاث قصص قصيرة


جيهان رافع - سوريا


(1)
ربطة عنق تسارعَ نبضُهُ الواثقُ نتيجةَ سهرِ لياليه وألمِ عينيهِ من ضوءِ الشموعِ ، كانَ يسيرُ متعلّقاً بخيوطِ فرحٍ تخرجُهُ ، وقد أوصدَ على الماضي أغلالَ النسيانِ .... ربّتَ على كتفِهِ صوتُ ربطةَ عنُقٍ ، حين داستْ على حلمِهِ في منحةٍ يقاومُ بها عطشَ الربيعِ من عمرِهِ .... لا بدَّ أنّكَ المجتهدُ الذي تربّعَ عرشَ المرتبةِ الثالثةِ بعدَ ابني وابنِ المسؤول ال....... أجابَهُ دمعُهُ المكبوتُ : نعمْ ، هكذا يقتلوننا من دون رصاص.

(2)
سريرٌ مُنهَك استدارَ ليعانقَ شمسَ صباحِهِ ، لاستائرَ تردُّها عن فتنةِ صريرِ سريرِهِ المنهكِ تحتَ عرقِ أوراقِهِ.... أخذَ القلمَ وغادرَ من نافذةِ واقعِهِ ، وكتبَ في أوّلِ المقالةِ: رائحةُ العيدِ في حضنِ ابتسامتِكِ يا بنتي تغصُّ بورودِ استقبالِهِ وبمقلتي ، خبّأتُ لك بعضاً من قطعِ الخبزِ والألوانِ، أرسمُ بها حلماً وفستاناً لكِ ... اعتمرتْ وجهَها ضحكةٌ ، وشعرُهُ الأشعثُ بينَ يديها يدغدغُ تساقطَهُ أمامَها.

(3)
*شاهدةٌ مؤجلة * دخلتِ الوحدةَ من أبوابِها السبعةِ بعد يومٍ ضجَّ بزغاريدِ تشييعِ عُمرِها في ساحة الحياة ، جلست على حافةِ الهاوية لا يدَ تنتشلَها ولا نهايةَ ترميها أضاءت شمعةً لروحهِ وأطفأت على أنوثتِها النورِ أخذت طفلَها المكلومَ على حين غرةٍ براحتيِّ الحزنِ وهدأت بكاءَهُ بدموعِها وقليلٍ من الحليبِ الذي قد شيّبَهُ في ثدييها خبرُ استشهادهِ ،توضأت برائحةِ دمهِ وتزنرت بالخريف وكتبت على شاهدةٍ مؤجلة (وردةٌ بأولِ الربيعِ ثكلى).

 

تعليق عبر الفيس بوك