بدعم فني من "الفاو" ولأول مرة على المستوى الإقليمي.. ومشاركات دولية واسعة

إبراز الأبعاد الاقتصادية لكنوز الموارد الوراثية بالسلطنة مع انطلاق "منتدى التنوع الأحيائي"

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

◄ 142.7 تريليون دولار القيمة السنوية للنظم الطبيعية الإيكولوجية للسلع والخدمات في العالم

◄ 190 مليار دولار قيمة عمليات تلقيح الحشرات في قطاع الزراعة سنويا

◄ 50% من سوق الأدوية مشتق من الموارد الوراثية

◄ تدشين "نوى" بتشكيلة واسعة من المنتجات الطبية المستخلصة من اللبان العماني

انطلق، أمس، منتدى المنافع الاقتصادية للتنوع الإحيائي، الذي نظَّمه مركز عُمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية -التابع لمجلس البحث العلمي- تحت رعاية معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية، وبحضور سعادة الدكتور هلال بن علي الهنائي أمين عام مجلس البحث العلمي.

وتأتي إقامة المنتدى بدعم فني من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، كأول حدث من نوعه على المستوى الاقليمي، بمشاركة علماء وباحثين وأكاديميين من دول ماليزيا والمغرب وأسكتلندا وتايوان وإنجلترا والسلطنة، إضافة لمجموعة من رواد الأعمال العمانيين. واستهلت الدكتورة نادية السعدية المديرة التنفيذية لمركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية، كلمتها في المنتدى، بتوجيه الشكر إلى منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الأمم المتحدة "الفاو" على دعمهم ومساندتهم لتنظيم المنتدى، الذي يستمر لمدة يومين، مشيرة إلى أن تصميم منتدى الأعمال والمنافع الاقتصادية للتنوع الاحيائي يهدف لتحقيق تأثير طويل المدى على كيفية التفكير في قطاع الأعمال والقطاع العام ومجتمع الأعمال المتنامي في الموارد الوراثية بالسلطنة، وآليات الاستفادة منها بشكل مستدام من الإمكانات العديدة التي توفرها هذه الموارد الطبيعية المتميزة، علاوة على الهدف الأبرز المتمثل في إظهار القيمة الاقتصادية والاجتماعية وإنهاء حالة إخفاء البُعد الاقتصادي لهذا الكنز من الموارد الوراثية.

الرؤية - فايزة الكلبانية

وبيَّنت أن السلع والخدمات التي تقدمها النظم الإيكولوجية الطبيعية توفر مجموعة واسعة من الضروريات والراحة؛ ابتداء من وعاء الإفطار الخاص بنا من الحساء والفاكهة، والتي أصبحت ممكنة بفضل ما تقوم به الحشرات من عمليات التلقيح إلى كوب الماء من المياه العذبة المنقاة من الأراضي الرطبة إلى حبة الأسبرين لتخفيف آثار الصداع؛ فالطبيعة موجودة لتلبية احتياجاتنا، ولكن مع ذلك فإن معظمنا لا يدرك القيمة الاقتصادية الكبيرة. وتابعت بالقول: إن القيمة السنوية للنظم الطبيعية الإيكولوجية للسلع والخدمات قدرت بمبلغ 142.7 تريليون دولار أمريكي، وهي أكثر بكثير مما ينتجه الإنسان كل عام. وأوضحت أنه ووفقا لتقرير اقتصاديات الأنظمة البيئية والتنوع الأحيائي، فإن القيمة السنوية لما تقوم به الحشرات في عمليات التلقيح في قطاع الزراعة قد تصل إلى 190 مليار دولار أمريكي في السنة، بينما ما يتراوح بين 25 إلى 50% من سوق الأدوية الذي يقدر بـ1.1 تريليون دولار أمريكي مشتق من الموارد الوراثية، مشددة على أن نظامنا البيئي الطبيعي لا يقدر بثمن.

وحول موضوعات المنتدى، قالت السعدية إنه وخلال يوميْ الانعقاد يناقش المنتدى مجموعة من الموضوعات من الابتكار الرقمي إلى التغير المناخي، لتنمية الأحياء المائية إلى مستحضرات التجميل، والأمن الغذائي، والميكروبات البحرية، والنباتات الطبية، والنفايات العضوية والاقتصاد الدائري، ومن خلال المناقشات ستتضح الصورة حول كيفية قيام النظم الايكولوجية للتنوع الأحيائي وقدرتها على المساهمة في النمو الاقتصادي المستمر في عُمان، وإظهار كيف يمكن للأنشطة الحيوية المستدامة من تحقيق التقدم والاستقرار والرفاهية في جميع أنحاء السلطنة.

ومضت تقول: إن 75% من أغذية العالم يتم إنتاجها من 12 محصولا و5 أنواع من الحيوانات فقط، بحسب "الفاو"، ومع التوقعات في زيادة عدد سكان العالم والوصول إلى 9 مليارات نسمة والحاجة إلى إطعامها بحلول عام 2050، فإنه من الأهمية أن نحمي ما تبقى من التنوع الجيني الزراعي لديمومة الحياة. وأكدت أن السلطنة تمتلك الأصناف العمانية التي تتحمل الجفاف ومقاومة الآفات، ويمكن أن تؤدي دورا كبيرا بالبقاء نتيجة للتغيرات المناخية التي يشهدها العالم وتدهور أو انقراض بعض النباتات والحيوانات نتيجة لارتفاع درجات الحرارة.

وتحدثت السعدية عن دور التكنولوجيا الحيوية في توسيع نطاق استخدام الموارد الجينية البحرية؛ بما يتجاوز الغذاء؛ ليشمل منتجات قيّمة أخرى؛ مثل: النكهات والعطور والإنزيمات، وعلى الرغم من استخدام النباتات الطبية كأدوية لآلاف السنين، فهي لا تزال تدعم احتياجات 80% من سكان العالم، إلا أن استخدام الموارد الجينية البحرية لأغراض أخرى غير الغذاء يزدهر الآن.

وسلطت السعدية الضوء على مبادرة مركز عمان للموارد الوراثية بعنوان "مارثون أفكار التنوع الإحيائي"؛ حيث شارك فيها 20 من الباحثين العمانيين من المصممين والمسوقين والمبتكرين وعلى مدى يومين لإثارة الابتكار وتطوير المنتجات والخدمات الخضراء التي تستفيد من الثروة الطبيعية للسلطنة.

بعد ذلك، قدمت سعادة الدكتورة نورة أورابح حداد المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" في السلطنة، كلمة لها بهذه المناسبة، حول التنوع الأحيائي والأمن الغذائي والتغذية. وتضمنت فقرات المنتدى عرض فيلم عن المنافع الاقتصادية للتنوع الإحيائي، وتدشين منتج "نوى" الذي يتضمن تشكيلة واسعة من منتجات العناية بالبشرة والجسم والمستخلصة من اللبان العماني، كتعاون بين المركز وشركة الأصيلة للمشاريع المتكاملة.

وانطلقت جلسات العمل لليوم الأول من المنتدى، وحملت أولى الجلسات عنوان "إطعام عالم متنامٍ"، برئاسة الدكتورة زانا رياح يوجانج من ماليزيا، واشتملت على كلمة افتتاحية لسعادة الدكتورة نورة حداد عن أهمية التنوع للأمن الغذائي، وشارك المهندس صالح الشنفري للشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة، بورقة عمل حول الاستثمار للمستقبل، وقدم الدكتور حميد الخفاجي خبير الموارد الوراثية والسياسات وتحليل البيانات بمركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية، ورقة عمل بعنوان شكل الموارد الوراثية وتأثيرها على الأمن الغذائي، وقدمت الدكتور نوفل رشيد مرشد السياسات الزراعية والاستثمار بوزارة الزراعة والثروة السمكية، ورقة عمل بعنوان شكل مستقبل نظام التغذية الحيوانية في عمان، كما قدم الدكتور حسن اللواتي رئيس قسم بحوث علوم النحل بوزارة الزراعة والثروة السمكية بسلطنة عمان، ورقة عمل حول مستقبل تصنيع عسل النحل من وجهة نظر صناعية في سلطنة عمان.

وفي جلسة العمل الثانية بعنوان "مستحضرات التجميل الطبيعية: حياة خضراء"، برئاسة البروفيسور لؤي راشان، والمقررة الدكتورة أماني الرواحية، شارك الدكتور سالم الوهيبي نائب الرئيس للبحوث والابتكار بشركة أولبان بسلطنة عمان، بورقة عمل بعنوان "أولبان: قصة نجاح عالمية"، وقدمت الدكتورة زانا رياح يوجانج مديرة أولى في معهد بحوث الصناعية والمقاييس في مملكة ماليزيا، ورقة عمل بعنوان "البحوث والتطوير في منتجات التجميل الطبيعية"، وقدمت الدكتورة سعدية زاريرة باحثة ومحاضرة في معهد الحسن الثاني بالمملكة المغربية، ورقة عمل بعنوان منتجات التجميل الطبيعية المغربية بين الأصالة والمعاصرة، وقدم الدكتور تنفير علم إخصائي العطور في وحدة الإنتاج التجاري للنباتات الطبية والعطرية العمانية من جامعة نزوى، ورقة عمل بعنوان "العطور الطبيعية والألوان في مستحضرات التجميل.. مفتاح الإمكانيات في عمان".

ومع انطلاق ثالث جلسات العمل لليوم الأول بعنوان "ارتباط وثيق بالاستدامة"، شارك الدكتور بشير الريامي باحث غذاء ومرشد تطويري في شركة المحيطات الخمسة بسلطنة عمان، بورقة عمل بعنوان "زيادة الجودة الطبيعية لمنتجات الأسماك"، وشارك أندرياس نتاتسوبولوس من شركة تطوير الأحياء المائية بسلطنة عمان، بورقة عمل عن جهود الشركة، وقدمت ياسمين العلوية رئيسة قسم مراقبة الأحياء المائية بوزارة الزراعة والثروة السمكية، ورقة عمل بعنوان "تربية الأحياء المائية في عمان"، وقدمت الدكتورة وينريستي جالاردو بروفيسور مشارك ورئيس قسم العلوم البحرية والسمكية بكلية الزراعة والعلوم البحرية بجامعة السلطان قابوس، ورقة عمل عن "الاستدامة في الأحياء البحرية"، وقدم ناثن إدموندس مرشد متخصص في مركز علوم الأحياء البحرية والسمكية والبيئة بالمملكة المتحدة، ورقة عمل عن "الحشرات كغذاء للأحياء البحرية في المستقبل".

ويواصل المنتدى، اليوم الأربعاء، إقامة فعالياته لليوم الثاني على التوالي، عبر إقامة أربع جلسات عمل مهمة، تحمل جلسة العمل الأولى عنوان "النباتات الطبية في العالم الحديث"، وتعقبها جلسة عمل بعنوان "البقايا العضوية.. الاقتصادي التدويري". أما ثالث جلسات العمل لليوم الثاني من المنتدى، فتحمل عنوان "الميكروبات البحرية.. البحر مستقبلنا"، وآخر جلسات العمل لليوم الثاني والمنتدى عموما فوسمت بعنوان "الابتكار الرقمي.. مناخ متغير وقوعد متغيرة".

يُشار إلى أن مركز عُمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية التابع لمجلس البحث العلمي يسعى الى تحقيق التميز في مختلف المجالات ذات الصلة بالموارد الوراثية، وتعزيز الاستخدام المستدام والاستفادة منها عن طريق تعزيز البحث العلمي؛ حيث يهدف منتدى المنافع الاقتصادية للتنوع الأحيائي إلى نشر الوعي في القطاعين العام والخاص ومجتمع الأعمال المتنامي في عمان حول أهمية الموارد الوراثية المتنوعة في السلطنة، وكذلك الترويج لاستغلال الموارد الوراثية وصونها بطريقة مستدامة ومربحة من أجل تنويع الاقتصاد العماني، إلى جانب الجمع بين الخبراء المحليين والدوليين لبحث ومشاركة الفرص التي يُمكن أن يتيحها الاستغلال والصون المستدام للموارد الوراثية من خلال مشاركة الأدوات والمنهجيات الخاصة بكيفية تحقيق ذلك، وسيكون المنتدى حلقة وصل بين المشاركين والخبراء المحليين والدوليين ورواد الأعمال وخبراء الأعمال والمشاريع الزراعية والمنتجين الزراعيين وصانعي السياسات ومختصي التسويق والتعبئة والعلامات التجارية والتقنية والمستثمرين ورواد الفكر في هذا المجال.

تعليق عبر الفيس بوك