البوسعيدي في المركز الأول والشيرازي ثانيا والجهضمية ثالثا

كلية العلوم الشرعية تكرم الفائزين في مسابقة "ابن عمير للبحث العلمي"

...
...
...
...
...

 

مسقط - الرؤية

كرّمت أمس الثلاثاء كلية العلوم الشرعية ومجموعة شركات ابن عمير الفائزين في مسابقة ابن عمير للبحث العلمي في نسختها الرابعة عشرة والتي ترعاها مؤسسة ابن عمير للبحث العلمي والأعمال الخيرية.

وذلك برعاية سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي الأمين العام بمكتب الإفتاء، وبحضور سعادة الشيخ رشاد بن أحمد بن مُحمد الهنائي وكيل وزارة الشؤون الرياضية، والشيخ حمود بن أحمد بن محمد الهنائي نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات ابن عمير، والشيخ عيسى بن يوسف البوسعيدي مستشار معاليه لشؤون مجلس أمناء الكلية، إضافة إلى أعضاء لجنة المسابقة  وعدد من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية وجمع من الطلاب.

بدأ الحفل الذي قدمه الطالب عبد العزيز بن زهير الفارسي بآيات قرآنية تلاها الطالب محمد بن ناصر الوهيبي، بعدها ألقى الشيخ ناصر بن سليمان السابعي رئيس لجنة المسابقة وعضو هيئة التدريس بالكلية كلمة أشاد فيها باستمرار المسابقة إلى نسختها الرابعة عشرة المحتفى بها، وإعلانها عن التسجيل في النسخة الخامسة عشرة، وما لذلك من أثر كبير على تشجيع الطلاب والطالبات على البحث والاطلاع، ورفد للمكتبة العمانية بالكثير من البحوث في موضوعات متنوعة، فضلاً عن الغوص في مكنونات التراث العماني والعمل على دراسته واستخراج نفائسه.

إثر ذلك استمتع راعي الحفل والحضور بمتابعة العمل الفني المعد خصيصاً لعرض ملخصات البحوث الفائزة بالمراكز الأولى.

وقد حصل الطالب إبراهيم بن عيسى بن يوسف البوسعيدي على المركز الأول عن بحثه "السيد حمد بن سيف البوسعيدي ومكانته العلمية"، الذي سلك فيه منهج توثيق التاريخ الشفوي حيث يقول في مقدمة البحث "لم يمض الكثير من الزمن على رحيل الشيخ حمد عن الدنيا، فلا توجد مصادر وافية تسد رمق الباحث وتبني له الهيكل الأساسي لبحثه سوى اللقاءات والمقابلات"لهذا فإنَّ مادة البحث أغلبها مما لم يكن مدوّنا من قبل، مما يضفي على هذا الجهد أهمية خاصة.

وحول شخصية السيد حمد البوسعيدي محل الدراسة يقول الباحث: إنه من أهل سمد الشان بشرقية عمان، عاش في القرن الرابع عشر الهجري، العشرين الميلادي، حيث ولد في العام 1341هـ/1922م، وقد ارتبط السيد حمد –وفق الباحث- بعدد من أهل العلم والرياسة في عمان، حيث تتلمذ على يدي الإمام محمد بن عبد الله الخليلي رحمه الله وكبار أهل حضرته من العلماء، ثم تقلد القضاء والولاية في زمن الإمام الخليلي، والسلطان سعيد بن تيمور، وجلالة السلطان قابوس بن سعيد –حفظه الله-.

وعن مكانة السيد حمد بن سيف البوسعيدي العلمية يقول الباحث: ترك السيد آثارا علمية عدة اتخذت موضوعين رئيسيين: أولهما الفقه وله فيه كتاب (إرشاد السائل في أجوبة المسائل) وكتاب (الجواهر السنية في المسائل النظمية)، أما الموضوع الثاني من آثاره العلمية فكان في مجال التاريخ العماني، حيث ألف السيد حمد كتاب (الموجز المفيد نُبَذ من تاريخ البوسعيد) وكتاب (قلائد الجمان في أسماء بعض شعراء عمان).

وحاز موضوع (جهود العمانيين الدعوية في زنجبار) للطالب محمد بن صالح بن جمعة الشيرازي جائزة المركز الثاني، وقد هدف الشيرازي في بحثه إلى بيان الدور العماني في خدمة الدعوة الإسلامية في زنجبار، والتعريف بجهود العمانيين في النهضة الاجتماعية والسياسية والتجارية للمنطقة، مبينا أن زنجبار اكتسبت شهرتها الذائعة بعد نزول العمانيين فيها، وخاصة بعد نقل السيد سعيد بن سلطان عاصمته إليها، وقد تناول الباحث الأدوار التي قام بها العمانيون في حماية الإسلام ونشره من خلال تعاملاتهم التجارية الحسنة مع السكان، كما تحدث الباحث عن جهود العمانيين في المجالات العلمية، كالتأليف ونشر العلم وبناء المدارس والمساجد والقيام عليها، ووقف الأوقاف الخاصة بها وما إلى ذلك من الجهود التي ساهمت في الحضارة الفكرية والعلمية لزنجبار حتى أصبحت مقصدا يأتيه الناس سواء من الجزيرة العربية لطلب الرزق والبحث عن الاستقرار، أو من شبه القارة الهندية أو حتى من قبل الدول الغربية الاستعمارية آنذاك. 

وخصص الباحث فصلاً للحديث عن التسامح الديني الذي مارسه العمانيون في زنجبار سواء من قبل الأفراد أو الحكومات، حيث لم يسع العمانيون إلى نشر مذهبهم الإباضي بالقوة بين الناس، بل يؤكد الباحث أن حكومات سلاطين البوسعيد في زنجبار كانت لا تفرق في الاستعمال بين القضاة الشافعية والإباضية، بل وجد الكثير من القضاة والفقهاء من المذهب الشافعي ممن تقلد عددا من المناصب والأعمال في مختلف الحكومات التي حكمت زنجبار.

 

فيما حصل بحث "الإرشاد الديني النسوي في عمان بين الواقع والطموح للطالبة أبرار بنت زايد بن سليمان الجهضمية على المركز الثالث، وقد سعت الباحثة من خلال تناول هذا الموضوع إلى إلقاء الضوء على الإرشاد النسوي في المجالات الدينية من حيث واقعه، ومستقبله، مبينة أن المرأة في المجتمع المسلم لها دورها الكبير في مجال إرشاد بنات جنسها وتعليمهم أمور دينهم، وقد ظهرت في المجتمع العماني نماذج مشرقة في هذا الجانب، مؤكدة أن على من تتولى أمر الإرشاد الديني أن تتحلى بصفات لابد منها وهي الإخلاص والصدق والرحمة والتواضع والصبر، حيث إن إرشاد الناس والعمل على تفقيههم يتطلب قدرا كبيرا من الإخلاص والصبر والتحمل، وقدرة علمية على فهم المسائل والإجابة عليها، وذكرت الباحثة في موضوعها عددا من العقبات التي قد تعترض طريق المشتغلات بأمر الإرشاد، وهذه العقبات منها ما هو اجتماعي ونفسي ومالي وغيره.

 

وفي الختام ألقى الطالب زاهر بن سعيد السابقي قصيدة عبَّر فيها عن معاني الطموح والارتقاء لدى طالب العلم منوهًا بدور الشيخ أحمد بن محمد بن عمير ورعايته للعلم وأهله.

تعليق عبر الفيس بوك