"النقل والاتصالات" تحتفل بافتتاح الطريق أمام الحركة المرورية

272 كيلومترا من طريق الباطنة السريع تجسد مشوارا من المثابرة والإنجاز على مدى 6 سنوات

...
...
...
...
...
...
...
...

 

≥ الفطيسي: الطريق من مفاخر النهضة الحديثة للسلطنة وإضافة للمنظومة الاقتصادية والاجتماعية

≥ النعيمي: يدعم الرؤية الإستراتيجية للحكومة لتنشيط الاستثمار في النقل واللوجستيات

≥ الحجري: من أهم مشاريع البنية الأساسية اللازمة لخطط التنوع الاقتصادي

≥ اللمكي: يسهل الحركة التجارية في محيط "صناعية صحار" ويختصر المسافات بين المحافظات

≥ يسهم في تفعيل الربط اللوجستي بين المنافذ البرية والبحرية والجوية ومواقع الإنتاج

≥ يحفز حركة النقل بين الموانئ والمطارات والمناطق الصناعية والاقتصادية الحرة

 

احتفلتْ وزارة النقل والاتصالات، اليوم الأثنين،  بافتتاح طريق الباطنة السريع أمام الحركة المرورية، بحضور معالي الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات، وصاحبيْ السعادة محافظي شمال وجنوب الباطنة؛ إيذاناً بتكامل الربط اللوجستي بين المنافذ البرية والبحرية والجوية ومواقع الإنتاج؛ المتمثلة في: ربط الموانئ والمطارات والمناطق الصناعية والاقتصادية الحرة ومنظومة المواصلات الحديثة بطريق إستراتيجي يلبِّي مُتطلبات التنمية المستدامة، ويجسِّد النمو المستقبلي للسلطنة نحو تنمية مستدامة في قطاع النقل واللوجستيات.

الرستاق - طالب المقبالي

 

 

وقال معالي الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات: نبارك لعُمان قاطبة هذا الإنجاز الكبير؛ حيث يعدُّ الطريق من مفاخر النهضة الحديثة لعُمان، وهو إضافة للمنظومة الاقتصادية والاجتماعية في السلطنة. والطريق يعدُّ الأضخم على مستوى جميع الطرق في السلطنة وما أنشأته الوزارة إلى الآن. وترجع ضخامة الطريق إلى وجود أربع حارات على طول الطريق الممتد إلى 272 كيلومترا. والطريق مُهيَّأ لجميع أحوال الطقس وبه العديد من الجسور والأنفاق ومعابر الأودية، وهذه العوامل تجعل الطريق أضخم ما نفذته الوزارة في تاريخها. وهو بالتأكيد طريق بديل للباطنة ويختصر مسافات للمحافظات مثل البريمي والظاهرة، وهو مهم للعابرين إلى دولة الإمارات العربية المتحدة/ ومنها للدول الخليجية الأخرى، كما للطريق قيمة اقتصادية من خلال إمكانية فتح مجالات اقتصادية كبيرة على جانبيه. وتوجد حاليا 3 مشاريع ضخمة على جانبي الطريق؛ هي: مشروع جامعة عُمان ومدينة العلم والتكنولوجيا المرتبطة بها والمدينة الطبية ومشروع خزائن المدينة اللوجستية، ويعتبر الطريق ممرًا لوجستيًّا مؤثرًا بعد نقل حركة الأنشطة التجارية من مسقط إلى صحار. وبذلك؛ تمَّ ربط ميناء صحار بالعاصمة مسقط عن طريق الباطنة السريع، من خلال عبور جميع السلع والبضائع من صحار عبر الطريق بشكل سلس.

 

تنشيط الخدمات اللوجستية

وقال سعادة المهندس سالم بن محمد النعيمي وكيل وزارة النقل والاتصالات للنقل: إنَّ طريق الباطنة السريع من أكبر المشاريع التي نفذتها الوزارة، ويبلغ طول الطريق حوالي 270 كيلومترا، وقد صُمم بأربع حارات في كل اتجاه وفقا لأعلى المعايير الهندسية، ووفقا لأحدث المقاييس والمواصفات الفنية. والمشروع يعدُّ الأول من نوعه في السلطنه وقد تضمن إنشاء 12 موقع محطة أوزان للشاحنات و23 تقاطعا رئيسيا لربط طريق الباطنة بالطريق الحالي، إلى جانب 17 جسرا علويا لتوزيع الحركة كما تضمن 12 نفقا لخدمة جانبي الطريق.

ويدعَم الطريق رؤية الحكومة لتنشيط النقل البري واللوجستي، خصوصا في الجوانب الاقتصادية والسياحية والتجارية، وسيكون محركا فاعلا في المنطقة للنمو العمراني والحضاري على طول مساره. والطريق مفتوح للاستثمار في مجال توفير الخدمات على طول مساره. وأشار سعادته إلى أن العمل في المشروع استغرق حوالي ست سنوات وبلغ عدد العمالة فيه 19700 عامل من مهندسين وفنيين ومختصين وعمالة. وتم تشغيل 4320 معدة لإنجاز المشروع.

من جانبه، قال محافظ جنوب الباطنة سعادة الشيخ هلال بن سعيد بن حمدان الحجري: أهنئ كافة المواطنين والمقيمين والزائرين بافتتاح المشروع الحيوي، وباسم أبناء محافظة جنوب الباطنة يشرفني أن أرفع أسمى آيات الولاء والعرفان إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم على المكارم المتوالية على هذا الوطن. وأضاف: إن افتتاح الطريق له أهمية كبيرة لخدمته أبناء عمان أجمعين وأبناء محافظتي شمال وجنوب الباطنة على وجه الخصوص، وسيكون للطريق مردود إيجابي في المجال الاقتصادي أو التجاري أو السياحي وكذلك الاجتماعي؛ حيث يربط مناطق كثيرة على جانبي الطريق؛ مما يفتح المجال لاستثمارات اقتصادية وسكانية من خلال المخططات التجارية أو السكانية أو الصناعية.

وأكد سعادة الحجري أن الطريق من أهم مشاريع البنية الأساسية، وتعوِّل عليه الحكومة كثيرا في مسألة التنوع الاقتصادي على طول مسار الطريق، ابتداءً من حلبان بمحافظة جنوب الباطنة وحتى خطمة ملاحة بمحافظة شمال الباطنة، ويمر على مواقع سياحية مهمة، ويسهل كذلك إنشاء المزيد منها بتمويل من القطاع الخاص، وبالتعاون مع الجهات الحكومية، خصوصا وأنَّ جنوب الباطنة من المحافظات التي تتميز بالتنوع السياحي الكبير في الأودية والقلاع والحصون...وغيرها من مناطق الكثبان الرملية في خبة الجعدان بولاية نخل على سبيل المثال.

وأشار سعادته إلى أن الحكومة تواصل العمل على مشاريع البنية الأساسية، لكن في الوقت نفسه لابد من تعزيز دور القطاع الخاص في مختلف المجالات، خصوصا في سبيل تطوير مشروعات القطاع السياحي. ولفت إلى وجود المنطقة اللوجستسة "جزائن" في جنوب الباطنة، والتي تعد الميناء الجاف الأول على مستوى السلطنة، كما تعد ميزة نسبية بين ميناء صحار والمنطقة اللوجستية، وكلها عوامل تؤكد دعم الحكومة للقطاع الخاص على أكثر من مستوى.

 

اختصار المسافات

وقال محافظ شمال الباطنة سعادة الشيخ مهنا بن سيف بن سالم اللمكي: إن أبناء محافظة شمال الباطنة يتقدمون بعظيم الشكر والامتنان والعرفان إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- على مكرُماته التي لا تعدُّ ولا تُحصى؛ ومن ضمنها: طريق الباطنة السريع الذي يُعتبر نقلة نوعية من منجزات العهد الزاهر الميمون الذي طال انتظاره. وأضاف محافظ شمال الباطنة: إن المشروع سيُسهِّل الحركة التجارية بالمنطقة الصناعية الحرة في صحار، ويقرِّب المسافات بين مختلف المحافظات والدول المجاورة.

ويعد مشروع طريق الباطنة السريع إضافة إلى شبكة الطرق المترامية بين السهل والجبل، والذي يُعد تواصلاً لمسيرة البناء والتعمير على طريق التقدم والنماء على أرض عُمان الخير. ويمتدُّ طريق الباطنة السريع بطول 270 كيلومترا، رابطاً ثلاث محافظات ببعضها البعض؛ وهي: مسقط، وجنوب الباطنة، وشمال الباطنة، عبر مروره من خلال عدة ولايات؛ هي: بركاء، نخل، المصنعة، ووادي المعاول، والعوابي، الرستاق، السويق، الخابورة، صحم، صحار، لوى وشناص، مزوداً بأعمدة الإنارة بمجموع 11,400 عمودَ إنارة، إضافة إلى 250.000 من العواكس الأرضية ذات الجودة العالية والمواصفات العالمية. ويشتمل طريق الباطنة السريع على أربع مسارات لكل اتجاه مع أكتاف داخلية وخارجية، وروعي في تصميمه أعلى معايير السلامة العالمية وأرقى المواصفات الدولية وفق أحدث المقاييس العلمية، والتي تضعه في مستوى تنافسي مع نظرائه من الطرق ليس على مستوى المنطقة فحسب بل على المستوى العالمي أيضاً.

ولتأمين الانسيابية الكاملة والتامة للحركة المرورية على طريق الباطنة السريع، تم إنشاء 52 منشأً خرسانياً؛ مشتملة على 23 محولاً للحركة، و17 جسراً علويا، و12 ممراً أرضيا للمركبات، ورُوعي في إنشائه أن يكون صالحاً لجميع أحوال الطقس؛ من خلال إقامة 25 جسراً للأودية، و1.106 عبارة صندوقية بمختلف القياسات والأحجام، واعتمدت سرعة 198 كم للرياح كسرعة تصميمية في الأجزاء التي يلزمها ذلك. وتم الانتهاء من هذا الإنجاز الكبير من خلال العمل المميز بكل المعايير والمقاييس والجد والاجتهاد لكافة القائمين عليه من مهندسي الوزارة ومنتسبيها من كافة الاختصاصات والشركات المنفذة والمشرفة على المشروع.

 

استحداث فرص استثمارية

وعند تسليط الضوء عن قرب على مميزات وخصائص طريق الباطنة السريع، يتضح المساهمة البنَّاءة والفعالة في تحقيق رؤية وأهداف الحكومة الإستراتيجية؛ من خلال توفير الوقت اللازم للرحلة من وإلى العاصمة مسقط باتجاه كافة المحافظات والولايات الواقعة على مساره، حيث يعتبر الطريق أكثر أمناً من الطرق الأخرى، لسهولة القيادة عليه واتساعه وانسيابية الحركة عليه، ويتضمن الطريق وسائل السلامة المرورية المتعددة كالحواجز المعدنية والسلكية والخرسانية والتخطيط الأرضي للطريق، إضافة للعواكس الأرضية واللوحات الإرشادية والمرورية المتنوعة، وسيعمل على تشجيع ودعم الحركة الاقتصادية والتجارية والسياحية على طول مساره، واستحداث فرص استثمارية جديدة ومتنوعة تبعاً لذلك، وبالتالي تنوع مصادر الدخل.

وسيكُون الطريق مُحركاً للتوسع العمراني والحضاري على امتداد مساره، وموثقا لأواصر الترابط الاجتماعي؛ حيث يعتبر إحدى ركائز الاقتصاد الوطني في قطاع النقل واللوجستيات، والتي حسب سياسة هذه الوزارة ستكون في المرتبة الثانية ترتيباً في سلم روافد الاقتصاد المحلي، وقد وفر المشروع عبر سنين إنشائه فرصَ عمل كبيرة ومتنوعة للموردين من الشركات المحلية؛ لذلك لم يكن الوصول إلى هذه اللحظة المميزة سهلا؛ حيث اكتنفتها الكثير من التحديات والصعاب، ولمواجهتها تم إعادة جدولة المهام ودراسة التحديات والصعوبات، ومن ثم تم وضع الحلول الناجعة والخطط الواقعية المحكمة، وبذل في سبيلها الجميع بلا استثناء الجهد والوقت.

وقد أشارت وزارة النقل والاتصالات في بيانها إلى مسيرة ممتدة على مدار ست سنوات من العمل الدؤوب والجهد الحثيث منذ بداية العمل في الحزمة الأولى من هذا المشروع في أبريل 2012م، وصولاً للسابع من مايو 2018م، مثمنة مشاركة عدد كبير من الجهات الحكومية ذات الصلة المباشرة بالمشروع، وموجهة لها كل التقدير والامتنان.

واستكمالاً لهذا المشروع، ولتحقيق الفائدة القصوى منه، فإن الوزارة تعكف حالياً على تنفيذ عدد من الوصلات الحيوية والمهمة بين طريق الباطنة وطريق الباطنة السريع؛ ومنها على سبيل المثال لا الحصر: وصلة العقدة، وصلة السويق ووصلة صحم، وقد شارف بعضها على الانتهاء كوصلة العقدة، وسيجري الإعلان عن تقدم مراحل العمل بها، لحين الانتهاء منها حسب البرنامج الزمني المعد لها بمشيئة الله.

تعليق عبر الفيس بوك