"الريدز" و"الملكي".. نهائي صلاح ورونالدو

 

حسين الغافري

عاشت الجماهير العاشقة للمستديرة مُباراتان من طراز عالي المستوى في إياب نصف نهائي أبطال أوروبا بوصول ريال مدريد الإسباني للمرة الثالثة توالياً إلى نهائي البطولة وهو بحد ذاته إنجاز تاريخي في البطولة المحببة للنادي وجمهوره وحامل الأرقام القياسية فيها ودلالة واضحة على عمل كبير من جميع المشاركين في وصول الفريق، أيضاً وصول ليفربول الإنكليزي إلى النهائي بعد سنوات عجاف غاب فيها الفريق عن الواجهة الأوروبية طويلاً قبل أن يُرمم الألماني كلوب صفوف المجموعة وينتشل الفريق إلى مستويات ملفتة سواء على الصعيد المحلي أو الأوروبي بتواجد نجمنا العربي المصري محمد صلاح.

البطولة هذا العام شهدت جدلاً تحكيمياً واسعاً خصوصاً في الأدوار الإقصائية أنتجت لغطا واسعا. ومع أنّ تقنية الفيديو والعودة إلى الحالات الجدلية سيفقد جمالية المنافسة بالتوقفات التي ستحدث، إلا أنّ الأمر لن يكون سهل إطلاقاً، فمن هذه اللقطات ما هو مثار خلاف حتى بعد مشاهدة الحالة.

من تابع مشوار الفريق في البطولة هذا العام يدرك تماماً المستويات الكبيرة التي قدماها حتى نضمن مشاهدتهما في نهائي كييف يوم 26 مايو من هذا الشهر، الريال بدأ بتخبط في دور المجموعات وتأهل ثانياً، لكن دور المجموعات ليس مقياسا لجدية المنافسة على اللقب ربما اللعب على بطاقتي تأهل. العمل حضر بشكل أكبر في الأدوار الإقصائية وشاهدنا "ملكي" بطل منذ مباراة الفريق أمام باريس سان جيرمان. الجدية حضرت أمام نادي طموح والكل رشحه على تجاوز ريال متخبط وقتها. ولكن ومن يدرك هوس الملكي بالبطولة وعشقه لها يؤمن بأنّ الحظوظ لا يمكن أن تؤول لغيره، لذلك شهدنا فوزان كبيران ذهاباً وإياباً وهي رسالة لم يستوعبها يوفنتوس عندما أستقبل الملكي بسقوط قاسي في دور الثمانية بثلاثية بيضاء رغم العودة الكبيرة إياباً، ولكن كما ذكرت فاليوفي ودّع بشرف وخرج من الباب الواسع. الحال ذاته للبايرن الذي قدم مباراة إياب مختلفة.

ليفربول أكثر فريق أعجبني هذا الموسم، فريق تمكن من فرض نفسه رقماً صعباً بهجوم فتاك. ولا زلت مُدركا تماماً بأنّ خروج البرازيلي كوتينهو أوجد للفريق خيارات واسعة من ناحية نقل الكرة بشكل أسرع والتحوّل من الدفاع إلى الهجوم. قدرات الفريق الحالية ذكرتني ببرشلونة في عهد انريكي قبل ثلاثة أعوم. وكلنا نتذكر بأن أنريكي صبّ كل تركيز في الشق الهجومي مع ميسي وسواريز ونيمار، ولقب الأبطال في عام 2015 ينسب إليهم بشكل كبير جداً. ولكن هذه الخطة قد لا تكون ملائمة على المدى البعيد لأنها تجعل مهمة لاعبي خط المنتصف "توصيل الكرة" إلى الثلاثي الأمامي.

على العموم حتى موعد المباراة هناك متسع من الوقت لمزيد من القراءات الفنية من الجانبين والتهيئة النفسية. ولكن مُباريات النهائيات مؤكد أنها ستحمل طابعا مختلفا بعيدا عن التوقعات، والحسم سيأتي من جزئيات صغيرة جداً.