بتمويل من "العمانية للغاز الطبيعي"

الكلباني يضع حجر أساس "المركز الوطني للتوحد" بتكلفة أكثر من مليوني ريال

...
...
...
...
...

 

 

مسقط - الرؤية

ورعى معالي الشيخ محمد بن سعيّد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية أمس حفل وضع حجر الأساس لمشروع "بناء المركز الوطني للتوحد" بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة، وعدد من مسؤولي وزارة التنمية الاجتماعية والشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال ولفيف من المدعوين.

وتبلغ تكلفة المركز الواقع منطقة الخوض السادسة بولاية السيب أكثر من 2.300 "مليونين وثلاثمائة ألف ريال عماني"، بتمويل من الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، ويقع على مساحة إجماليّة تصل إلى 23600 ألف متر مربع "ثلاث وعشرين ألفا وستمائة متر مربع، إلى جانب مبنى المركز والبالغ مساحته 5225 متر مربع "خمسة آلاف ومائتان وخمسة وعشرين مترا مربعا. وستستغرق فترة بنائه 18 شهرًا.

ويهدف المركز إلى تشخيص وتقييم الحالات داخل المركز منذ سن مبكرة باستخدام مقاييس حديثة، وتنمية وتطوير قدرات حالات اضطراب طيف التوحد في مختلف الجوانب التطويرية "المعرفية، والحركية، والاجتماعية، والانفعالية" ووضع الخطط والبرامج الكفيلة بتحقيق الاندماج التام في المجتمع، إلى جانب تثقيف وتعزيز الوعي المجتمعي بهذه الفئة في كيفية التعامل مع حالات اضطراب طيف التوحد المتعايشين معهم.

ويقدم هذا المركز منظومة من الخدمات التأهيلية لحالات اضطراب طيف التوحد بدءاً من مرحلة التدخل المبكر للحالة وحتى عمر 30 سنة وتحديداً في مجالات التربية الخاصة، والعلاج الوظيفي، وعلاج النطق والتواصل، والإرشاد النفسي وتعديل السلوك، والعلاج بالماء، والعالج بركوب الخيل، والتأهيل المهني، والعلاج بالرسم والموسيقى، إلى جانب تقديم برامج الإرشاد والتوجيه الأسري لأسر هذه الحالات.

 

وأكد راعي الحفل معالي الشيخ وزير التنمية الاجتماعية أن مبادرة الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال في تقديم هذه الهدية لحالات اضطراب طيف التوحد وأسرهم هي بادرة مقدرة تشكر عليها، كما أن قطاع الإعاقة بحاجة إلى جهود الدعم والمساندة من مختلف مؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني، وقال إن وضع حجر الأساس لهذا المشروع الوطني يعد بادرة من الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال ومحفزة للمؤسسات والجهات الأخرى والتي -بلا شك- ساهمت في الكثير من القطاعات التي تعنى بالشأن الاجتماعي، ووجود هذا المركز بخبرات محلية ودولية يخدم شريحة كبيرة من حالات التوحد،  والتي أصبحت الكثير من الأسر العمانية تعاني من هذا الاضطراب وتلجأ إلى الكثير من المراكز لتقديم الخدمات لها.

وقال الشيخ خالد بن عبدالله المسن الرئيس التنفيذي للمؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال إنّ الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال تقدر الشراكة الاستراتيجية التي تربطها مع وزارة التنمية الاجتماعية والتي بدورها تمثل داعما أساسيا لتحقيق تلك الشراكة، وتأتي هذه الشراكة ضمن مبادرة "هدية لعمان" وهي مبادرة انتهجتها الشركة طوال العشرين السنة الماضية، حيث تقوم الشركة كل خمس سنوات بدعم مشروع تنموي ضخم يخدم المجتمع وبقيمة عالية، ومن ذلك مشروع مستشفى صور، ومركز السلاحف في رأس الحد، وإنشاء مدرسة الإبحار، وتقديم 26 سيارة إسعاف إلى وزارة الصحة وشرطة عمان السلطانية، وعلى أمل أن يخدم المركز الوطني للتوحد شريحة واسعة من أبناء السلطنة، كما أوضح المسن بأنّه منذ الإعلان عن هذا المشروع تم تشكيل لجنة مشتركة بين المؤسسة التنموية لشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال والمختصين من وزارة التنمية الاجتماعية والاستشاري المسؤول عن تصميم المبنى، حيث تركزت أهم أعمال اللجنة حول زيارة عدد كبير من مراكز التوحد العالمية وذلك للتعرف على أهم الحلول المتبعة في هذا المجال، وأضاف يمكننا القول إننا سنقدم للوطن مركز وطني للتوحد بصبغة عالمية بإذن الله.

من جانبه عبّر الدكتور يحيى بن محمد الفارسي رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للتوحد عن سعادته الغامرة بهذه المناسبة، والذي يعتبر ثمرة لجهود وتعاون العديد من الجهات كوزارة التنمية الاجتماعية والشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، وأشار الفارسي إلى جهود الجمعية العمانية للتوحد من خلال تثقيف المجتمع وزيادة وعيّه وتدريب وتأهيل المختصين بالتوحد، وتقديم الدعم الأسري ماديا ومعنوياً. كما اعتبر رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للتوحد أن الجمعية بمثابة حلقة الوصل بين الأسر التي ترعى أطفال توحديين وكافة المؤسسات ذات الاختصاص باضطراب طيف التوحد الحكومية أو الخاصة.

وكشف الدكتور يحيى الفارسي أن عدد حالات التوحد التي تم اكتشافها في الوقت الحالي يقارب 3000 حالة وذلك من خلال الأرقام المسجلة لدى وزارة الصحة والجمعية العمانية للتوحد مع وجود إحساس كبير بأن هناك حالات أخرى لم تكتشف بعد، مضيفا أنّهم يسعون لتقديم كافة الدعم المعنوي والمادي لتحسين وضع الأطفال وذويهم. كما أشار رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للتوحد إلى أنّ الجمعيّة تقوم بالتركيز على دورة حياة الطفل التوحدي، حيث انه لابد من الإدراك بأنّ الطفل التوحدي لا يظل طفلا طوال حيالته، بل يكبر فيحتاج إلى تعليم ودمج وإرشاد في سن المراهقة، ثم تهيئته للعمل وتوفير فرص العمل المناسبة له.

يذكر أن مبنى المركز الوطني للتوحد يشتمل على عدد من المكاتب الإدارية  كمكتب رئيس المركز، ومكتب مشرف التأهيل، ومكتب شؤون الإدارية، ومكتب الشؤون المالية، ومكتبين للأخصائيين النفسيين، ومكتبين للأخصائيين الاجتماعيين، كما يشتمل على العديد من القاعات كقاعة استراحة أخصائيي التأهيل، وقاعة اجتماعات، وقاعة التقييم والتشخيص، وقاعة الملاحظة أثناء اللعب، وعدد 15 قاعة للتربية الخاصة، و3 قاعات للجلسات الفردية، وقاعتين للعلاج الوظيفي، و5 قاعات لعلاج لنطق، بالإضافة إلى قاعة التهيئة المهنية، وقاعتين للعلاج الحسي، وقاعة العلاج النفسي، وقاعة متعددة الأغراض ومرفقاتها، وقاعتين للنشاط الموسيقي، وقاعتين للعب، وقاعة الطعام ومرفقاتها، وقاعة التقنيات المساعدة، وحوض العلاج بالماء ومرافقه، وغرفة تمريض، بالإضافة إلى تضمن المركز على بيئة محاكاة للمنزل، وبيئة محاكاة ثانية لمحل الحلاقة، وبيئة محاكاة ثالثة لعيادة الأسنان، ومصلى بمرفقاته للذكور وآخر للإناث، إلى جانب وجود ساحة داخلية مغطاة وغيرها من المرافق الأخرى.

 

تعليق عبر الفيس بوك