أحيي النور الضئيل بداخلك ليصبح شمساً ساطعة


تهـــى العبـــرية – سلطنة عمان

                                          
نسير في هذه الحياة على زورق مبهرج حاملاً شتى أنواع المواقف بحلوها ومرها وصامدون ومستمرون نحيا بالأمل والثقة بالله. لا أعلم كم خاب أملك لشيء جميل رسمته، وتاقت نفسك لتحقيقه ولم تصل، ولكن هذا ليس بنهاية المطاف فهناك مسؤولية من المثابرة والتضحية والاجتهاد مربوطة على عاتقك لتواصل حياتك. فالأمل هو الدافع الحقيقي لاستمرارية الحياة، والسراج الذي يضيء دربنا، يُشرق في قلوبنا لينفض غبار الحزن واليأس ويُعطي الدافع والتفاؤل من جديد للمواصلة بابتسامة جميلة.
قد تمر علينا لحظات تكسرنا كمرض عزيز، أو فشل في تحقيق حلم، أو حرمان من الزواج أو الذرية أو الوظيفة المناسبة، تبدأ هنا دوامات اليأس تثبِّت المساند لتتمكن من الإحباط وتجعلك تظن أن لا قيمة لك في هذه الحياة، وتبدأ تسأل نفسك: لماذا أنا؟ وكيف حصل هذا؟ وهل هذا حظي في الحياة؟ أسئلة قد تُضعف من قوة إيمانك وتقودك لمهالك كثيرة، ولكن هيهات أنت لست هكذا، قف وكافح نفسك داخلياً وأحيي النور الضئيل بداخلك ليصبح شمساً ساطعة وواصل مشوارك وحياتك بارتياح.
 لا تربط نفسك بأشخاص، انفرد بحياتك وتميِز ولا تكن نسخة منهم، اعرف قيمة نفسك ووظفها لتحقيق ما تريد وفق ما تمليه عليه نفسك، فآراء الناس فيك ليست مستندًا محكمًا تمشي عليه وتكون أنت ضحية هذه الآراء، عليك أن توقن في قرارة نفسك أنك قادر وستصل، أنك لست فاشلا لست محبطا؛ بل مفعمًا بالحياة، ابْنِ نفسك داخلياً وسترى ذلك في خطواتك.
كل تفكير إيجابي يخلق معه واقعًا إيجابيًا وجميلا والعكس صحيح، فكل شيء تملكه بحاجة إلى رعاية واهتمام  حتى لا يذبل، سواء أكانت قدرات، أو مواهب، أو زوجًا/زوجة، أبناء، وظيفة، ومالا وأي شيء يرجع عليك بمنفعة، بعيداً عن الأفكار السلبية التي تقتل القلب وتجلب القلق المستمر.
فكّر بالماء الذي تشربه وبالطعام الذي تأكله وبالمسكن الذي يأويك، فكِّر بحالك وأنك أفضل من غيرك، فكِّر بصحتك عندما ترى المرضى، وسيتغير تفكيرك. كل المواقف التي ستمر فيها ستكون بمثابة خبرة في حياتك تستفيد منها، لذلك إن فشلت تعلّم أن تكرر وتحاول التجربة حتى تصل، وركّزْ على تطوير ذاتك والسيطرة على مشاعرك، كلما مررت بمرحلة ضيق واكتئاب فكرْ مباشرة بشي يفرحك ويخرجك من ذلك المزاج حتى تتجدد عندك الأفكار والتي بالتأكيد تؤثر على حالتك النفسية، لذلك كُن إيجابياً.
هناك أمور بسيطة جداً تستطيع فعلها يومياً لتحافظ على نفسك وأفكارك الإيجابية ولا تأخذ منك وقتاً، فقط ركّز على ذاتك. ابتسم دائماً فالابتسامة تساعد على تخفيف التوتر والإجهاد وتخفِّض من دقات نبضات القلب فتشعر بالارتياح، ووسيلة لعلاج الاكتئاب.
أيضاً ماذا لو طبقت في حياتك "قانون الجذب" ؟ فهذا يكمن في ترجمة أفكار العقل إلى واقع ملموس، عندما تضع أهدافًا ونقاطًا تريد أن تحققها يقوم العقل بتخزينها، وكلما فكّرت أنك ستصل وأنك قادر وكلما اقتربت من تحقيق هذه الأفكار والعكس صحيح.
 حاول دائماً أن تجذب كل جميل وإيجابي باتجاهك لتصل إلى أهدافك، فهذه قناعات داخلية وثقة بقدراتك وذاتك ويتوجب عليك أن تثق فيها. أيضاً اجعل لنفسك وقتاً خاصاً لك لراحتك ورفاهيتك بعيداً عن الصخب ومشاغل الحياة، اختر مكاناً هادئاً واحتسي كوب القهوة أو الشراب الذي تحب وفكِّر بجمال المنظر الذي تجلس فيه وستخلق بيئة جميلة في عقلك بعيدة عن الأفكار التي تشوش عقلك. هذا إلى جانب القراءة، كُن دائماً على اطلاع، اقرأ وتثقف واستزد ودائما اختر كتابك بما يُغذي فكرك، فكتابك كطعامك منه النافع ومنه الضار.
فلا يأس مع الحياة، وقد بيّن الله عزَّ وجل ذلك في كتابه العزيز (وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ). إذن، فالأمل تلك النافذة الصغيرة التي مهما صغُر حجمها إلا إنها تفتح لك آفاقاً جمّة وواسعة في حياتك، فالأمل دواء طبيعي بديلا لعقاقير الاكتئاب والقلق، فابدأ مشوارك لاكتشاف ذاتك ولا تدع اليأس يعشش داخلك، كرر في داخلك "أنا قادر" ، "أنا مبدع" ، "أنا طموح" وامسح الايحاءات السلبية التي سجلها الزمن لمواقف قد تكون درساً لتتعلم ووسيله لتواصل، واقرن تفاءلك بالاستعانة بالله والتوكل عليه في كل الأمور.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك