قلعة الزعيم تتصدع

أحمد السلماني

سيناريو غريب وغير متوقع يعيشه الفريق الكروي بنادي ظفار، إذ لم يكن في حسبان منتسبي القلعة الحمراء أنها تتصدع وآيلة للسقوط، فالوسط الكروي برمته لم يضع في حسبانه أو حتى مجرد التوقع أن بطل دوري الموسم الفائت يتذيل جدول ترتيب دوري هذا الموسم و أن يكون مهدداً بالهبوط لدوري الدرجة الأولى والذي وإن حدث لا قدر الله فإنها الأولى على مدى تاريخه الطويل والممتد منذ 47 عامًا.

القلعة الحمراء تحتفظ في ردهاتها وأبراجها بـ9 ألقاب دوري و8 كؤوس غالية وكأسين للاتحاد ومثلها في كأس السوبر و3 كؤوس توج بها في مهرجان صلالة السياحي الشهير، كل هذه شواهد تاريخية دونها أبناء ظفار بأحرف من ذهب.

قبل أن أكتب هذه السطور، تواصلت مع شخصيات عدة من أبناء هذا النادي لأقف على حقيقة ما يجري والأسباب الحقيقية وراء التراجع المريع للفريق هذا الموسم، أدهشني الإجماع الكبير على أنهم يعرفون أين هو الداء ويعدون الدواء ولا يُريدون البتة الحديث عن الفريق أو حتى القسوة عليه بل إنهم يطالبون بتجنب كل ذلك والتركيز حالياً على إعادته لطريق الانتصارات، أعتقد أنه تفكير منطقي وسليم وينم عن وعي كبير بحجم المعضلة وكيفية التعاطي معها.

القراءة العامة لوضع ظفار تقول بأنَّ ما يحدث جاء بعكس المؤشرات والترشيحات التي صبت في خانة "الزعيم" بعد التعاقدات الرنانة التي أبرمها مجلس الإدارة مع الجهاز الفني وزمرة من صفوة لاعبي السلطنة وهو النادي الوحيد الذي استعد خارج السلطنة والبداية كانت قوية لكن الفريق كان يفتقد القائد داخل الملعب وخارجه، ربما ظفار يفتقد هاني الضابط، شطحات إعلامية وتصريحات رنانة بداية الموسم لم يكن لها من داع، 14 أو 15 لاعبا من خارج أسوار النادي وليسوا من أبنائه وهو رقم كبير، فهم ورغم قوة الأداء والتفاني الكبير الذي قدموه وسيقدمونه إلا أن تواصله مع المحيط الخارجي من لاعبين قدامى وجمهور قليل لمناقشة الأوضاع وطرح الحلول، كما تم تعطيل عمل "اللجنة الفنية" هذا الموسم وهذه من الأهمية بمكان في تقديم الدعم الفني والقراءة الفنية ومن يراقب المؤشر العام لأداء الفريق من جهاز فني ولاعبين وعين الإدارة التي تبصر بها لمعرفة الخلل وهي من يفترض أن تملك القرار مع الجهاز الفني في التعاقدات المطلوبة والمعقولة للفريق.

أصدقائي في نادي ظفار، والرسالة لكل الأندية التي تصارع من أجل البقاء وما أكثرها إذ يعيش القاع حالة غير مسبوقة من الزحام، لا زالت الفرصة كبيرة وكبيرة جدا لتدارك الوضع، 7 جولات كفيلة بأن تقفز بالنادي لمناطق الدفء، التاريخ يقول"قد يمرض ظفار لكنه لا يموت"، الغالبية العظمى من منتسبي النادي وجماهيره والشخصيات الداعمة له ملتفة حولكم، الجهود كلها اليوم منصبة باتجاه الفريق لضمان بقائه، والأهم من هذا كله هو استيعاب الدروس والعبر، إذا لا أمان بالمطلق للساحرة المستديرة، فهي كروية متقلبة، قبل رحيله بأيام كنت قد تذكرت في مقال "رئيس ذهبي لنادي الذهب" لكي نفي هذا الرجل من سبقه شيء من حقه، أعتقد أن وصيته بالنادي يجب أن تصان وما هكذا يكون الوفاء للشخصيات التي شيدت بنيان هذه القلعة بأساس متين، اسمحوا لي عُمان كلها قاطبة تقول"ليس هذا مكان زعيم الأندية العمانية".