كيف واجهت عُمان إعصار (فيت) والعاصفة (أشوبا)؟

د. عيسى الصوافي - سلطنة عمان
دكتوراه في إدارة الأزمات

 

لقد بدأ الإعصار المداري (فيت) في التكون ببحر العرب بعد عامين بالضبط بعد الإعصار المداري (جونو) في يونيو 2007. ويعد الإعصار المداري (فيت) من الأعاصير الخفيفة إلى المتوسطة التي أثرت على السلطنة. والجدير بالذكر أن مراكز نشأة الإعصارين (جونو) و(فيت) تكونت في المحيط الهندي بين خط عرض 15 ــ 18 درجة شمالاً وخط طول 60 ــ 66 درجة شرقاً.
على أن العاصفة المدارية (أشوبا) وإن كانت أقل عنفاً من الإعصار فإنها أتت شبيهة بتلك العواصف التي تعرضت لها السلطنة خلال الفترة من عام 806م ــ 1942، وتحولت تدريجيا إلى منخفض جوي عميق ثم منخفض مداري عند وصولها اليابسة في المنطقة بين جزيرة مصيرة ورأس الحد، ولم تأت بتهديدات خطيرة كما لم تسفر عن خسائر جسيمة. وبالتالي سيكون التطرق لها على سبيل العرض والمقارنة لا غير.

المطلوب الأول: الإعصار المداري فيت 2 - 4 يونيو 2010م
لقد تمت تعبئة الطاقات والهيئات العمانية المختصة لمواجهة إعصار «فيت» كما حصل الأمر مع سابقه إعصار «جونو». فقد تدخلت الهيئة الوطنية للدفاع المدني وكذا القوات المسلحة العمانية وفق مخططات مدروسة كللت بالنجاح وأسفر عنها التوفيق في التصدي لهذه الكارثة الطبيعية.

الفقرة الأولى: النشأة وضرب مناطق السلطنة
من خلال الرصد والمتابعة عبر الشبكة العالمية «الانترنت» ومصادر الإدارة العامة للأرصاد الجوية وأيضاً تبادل المعلومات مع الهيئات الدولية المختصة، روقبت نشأة وتطور مسار الإعصار المداري (فيت) على النحو التالي 1:
■  بتاريخ 1 يونيو 2010م الساعة العاشرة صباحاً أشارت آخر صور الأقمار الاصطناعية وتحليل الصور الجوية إلى تواجد منخفض جوي عميق يتمركز في غرب بحر العرب عند خط عرض 16 درجة شمالاً وخط طول 63 درجة شرقاً. واستبعدت دائرة الأرصاد الجوية احتمال وجود تأثير مباشر حينذاك على أجواء السلطنة.
■ بتاريخ 2 يونيو 2010م الساعة العاشرة صباحاً أشارت آخر صور الأقمار الاصطناعية وتحليل الصور الجوية والتنبؤات العددية إلى تحول العاصفة المدارية إلى إعصار مداري تمت تسميته (فيت) باللغة التايلاندية ، ويتمركز عند خط عرض 17.7 درجة شمالاً وخط طول 60.5 درجة شرقاً غرب بحر العرب مع احتمال تأثر جزيرة مصيرة والساحل الشرقي الممتد من رأس مدركة إلى رأس الحد يومي 3 و4 يونيو 2010م.
بتاريخ 2 يونيو 2010م الساعة الثانية عشرة ظهراً أشارت آخر صور الأقمار الاصطناعية وتحليل الصور الجوية لتمركز الإعصار المداري (فيت) عند خط عرض 18 درجة شمالاً وخط طول 60.3 درجة شرقاً غرب بحر العرب، ويبعد المركز عن جزيرة مصيرة 325 كم تقريباً، في حين تبعد أقرب كتلة للسحب الركامية المصاحبة حوالي 150 كم تقريباً، في حين تبعد أقرب كتلة للسحب الركامية المصاحبة حوالي 150 كم تقريباً، وتقدر سرعة الرياح حول مركز الإعصار بحوالي 150كم/ ساعة. ويتحرك في الاتجاه الشمالي الغربي بسرعة 10 كم/ ساعة باتجاه سواحل محافظة جنوب الشرقية من السلطنة خلال الـ 24 ساعة القادمة. مع احتمال تأثر جزيرة مصيرة والساحل الشرقي الممتد من رأس الحد يومي 3 و4 يونيو 2010م. بتاريخ 2 يونيو 2010م الساعة السادسة مساء أشارت آخر صور الأقمار الاصطناعية وتحليل الصور الجوية لتمركز الإعصار المداري (فيت) عند خط عرض 18.5 درجة شمالاً وخط طول 59.5 درجة شرقاً غرب بحر العرب، ويبعد المركز عن جزيرة مصيرة 220 كم تقريباً، في حين تبعد أقرب كتلة للسحب الركامية المصاحبة حوالي 100 كم تقريباً، وتقدر سرعة الرياح حول مركز الإعصار بحوالي 165كم/ ساعة. وصنف حينذاك كإعصار من الدرجة الثانية، ويتحرك في الاتجاه الشمالي الغربي بسرعة 10 كم/ ساعة باتجاه سواحل محافظتي الشرقية من السلطنة. كما أشارت التنبؤات إلى اقتراب مركز الإعصار من جزيرة مصيرة خلال الأربع والعشرون ساعة القادمة ليؤثر على محافظات الشرقية والوسطى. مع احتمال أن يمتد تأثير السحب الركامية ليشمل محافظات الداخلية ومسقط.
بتاريخ  3 يونيو 2010م الساعة الواحدة صباحاً أشارت آخر صور الأقمار الإصطناعية وتحليل الصور الجوية لتمركز الإعصار المداري (فيت) عند خط عرض 18.9 درجة شمالاً وخط طول 59.2 درجة شرقاً غرب بحر العرب، ويبعد المركز عن جزيرة مصيرة 190 كم تقريباً، في حين تبعد أقرب كتلة للسحب الركامية المصاحبة حوالي 90 كم تقريباً، وتقدر سرعة الرياح حول مركز الإعصار بحوالي 170 كم/ ساعة. ولا زال يصنف حينذاك كإعصار من الدرجة الثانية، ويتحرك في الاتجاه الشمالي الغربي بسرعة 8 كم/ ساعة باتجاه سواحل محافظة جنوب الشرقية من السلطنة. كما أشارت التنبؤات إلى اقتراب مركز الإعصار من جزيرة مصيرة خلال الأربع والعشرين ساعة القادمة ليؤثر على محافظات الشرقية والوسطى، مع احتمال أن يمتد تأثير السحب الركامية ليشمل محافظات الداخلية ومسقط.
بتاريخ 3 يونيو 2010م الساعة السابعة صباحا بدأ هطول الأمطار على جزيرة مصيرة وولاية صور، وأشارت آخر صور الأقمار الاصطناعية وخرائط الطقس إلى تمركز الإعصار المداري (فيت) عند خط عرض 18.54 درجة شمالاً وخط طول 59.4 درجة شرقاً غرب بحر العرب، ويبعد المركز عن جزيرة مصيرة 180 كم تقريباً، في حين تبعد أقرب كتلة للسحب الركامية المصاحبة حوالي 100 كم تقريباً، وتقدر سرعة الرياح حول مركز الإعصار بحوالي 180كم/ ساعة. وصنف حينذاك كإعصار من الدرجة الثالثة، ويتحرك في الاتجاه الشمالي الغربي بسرعة 8 كم/ ساعة باتجاه سواحل محافظة جنوب الشرقية من السلطنة. كما أشارت التنبؤات إلى اقتراب مركز الإعصار من جزيرة مصيرة خلال الأربع والعشرين ساعة القادمة ليؤثر على محافظات الشرقية والوسطى. مع احتمال أن يمتد تأثير السحب الركامية ليشمل محافظات الداخلية ومسقط والباطنة.
بتاريخ 3 يونيو 2010م الساعة الواحدة ظهراً استمر هطول الأمطار على جزيرة مصيرة وأجزاء من المناطق الساحلية لمحافظة جنوب الشرقية مصحوبة برياح وصلت سرعتها إلى 70 كم/ ساعة. وأشارت آخر صور التوابع الاصطناعية وخرائط الطقس إلى تمركز الإعصار المداري (فيت) عند خط عرض 19.3 درجة شمالاً وخط طول 59.3 درجة شرقاً غرب بحر العرب، ويبعد المركز عن جزيرة مصيرة 160 كم تقريباً، وتقدر سرعة الرياح حول مركز الإعصار بحوالي 180 كم/ ساعة. ومازال تصنيفه حينذاك كإعصار من الدرجة الثانية، كما أشارت التنبؤات إلى احتمال دخول مركز الإعصار في المنطقة الواقعة ما بين الدقم وجزيرة مصيرة ومحافظتي الشرقية والوسطى. مع احتمال حدوث مد للأمواج على المناطق الساحلية ومتوقع أن يمتد تأثير السحب الركامية الممطرة تدريجياً ليشمل محافظتي مسقط والبريمي ومحافظات الباطنة والداخلية والظاهرة خلال الـ 24 ساعة القادمة.
بتاريخ 3 يونيو 2010م الساعة السادسة مساء استمر هطول الأمطار على جزيرة مصيرة وأجزاء من المناطق الساحلية لمحافظة جنوب الشرقية مصحوبة برياح وصلت سرعتها إلى 110كم/ ساعة. وأشارت آخر صور التوابع الاصطناعية وخرائط الطقس إلى تمركز الإعصار المداري (فيت) عند خط عرض 20 درجة شمالاً وخط طول 59 درجة شرقاً غرب بحر العرب، ويبعد المركز عن جزيرة مصيرة 70 كم تقريباً، وانخفظت سرعة الرياح حول مركز الإعصار لتصل إلى حوالي 140كم/ ساعة.
وبالتالي تم تصنيفه حينذاك كإعصار من الدرجة الثانية، كما أشارت التنبؤات إلى تغير اتجاه حركة الإعصار ليتحرك بموازاة السواحل الشرقية لجزيرة مصيرة بسرعة 15كم/ ساعة. ومن المتوقع دخول مركز الإعصار في المنطقة الواقعة ما بين شمال جزيرة مصيرة ورأس الحد صباح يوم 4 يونيو 2010م ليؤثر بشكل رئيسي على محافظات شمال وجنوب الشرقية مع احتمال حدوث مد للأمواج على المناطق الساحلية قد يصل ارتفاعه إلى 3 أمتار. ومتوقع أن يمتد تأثير السحب الركامية الممطرة تدريجياً ليشمل محافظتي مسقط والبريمي ومحافظات الباطنة والداخلية والظاهرة خلال الـ 48 ساعة القادمة.
بتاريخ  4 يونيو 2010م الساعة 00:10 صباحاً استمر هطول الأمطار على جزيرة مصيرة ومحافظتي الشرقية ومصحوبة برياح وصلت سرعتها 150كم/ ساعة. وأشارت آخر صور التوابع الاصطناعية وخرائط الطقس إلى تمركز الإعصار المداري (فيت) على بعد 309كم من سواحل نيابة الأشخرة عند خط عرض 21 درجة شمالاً وخط طول 59.2 درجة شرقاً غرب بحر العرب، وتقدر سرعة الرياح حول مركز الإعصار 155كم/ ساعة. ومازال تصنيفه حينذاك كإعصار من الدرجة الثانية، ومن المتوقع دخول مركز الإعصار في المنطقة الواقعة ما بين مصيرة ورأس الحد خلال الساعات القليلة القادمة مصحوباً بمد للأمواج على المناطق الساحلية ومتوقع أن يمتد تأثير السحب الركامية الممطرة المصاحبة للإعصار تدريجياً ليشمل محافظتي مسقط والبريمي ومحافظات الباطنة والداخلية والظاهرة خلال الـ 48 ساعة القادمة.
بتاريخ 4 يونيو 2010م الساعة الثامنة صباحاً استمر هطول الأمطار على محافظتي الشرقية مصحوبة برياح وصلت سرعتها إلى 110كم/ ساعة. وأشارت آخر صور التوابع الاصطناعية وخرائط الطقس إلى تمركز الإعصار المداري (فيت) جنوب ولاية صور ويتحرك نحو الشمال الشرقي باتجاه السواحل الباكستانية، وتقدر سرعة الرياح حول مركز الإعصار بـ 120كم/ ساعة وصنف حينذاك كإعصار من الدرجة الأولى، ومن المتوقع أن يتواجد مركز الإعصار على اليابسة أو قريب من السواحل خلال الساعات القليلة القادمة، وبذلك استمرت الأمطار شديدة الغزارة المصحوبة برياح عاصفة تؤدي إلى جريان الأودية واحتمال فيضانها في محافظات جنوب وشمال الشرقية والجبال المجاورة لها. ومتوقع أن يمتد تأثير السحب الركامية الممطرة الممتدة من الإعصار والمصحوبة برياح نشطة على محافظتي مسقط والبريمي ومحافظات الباطنة والداخلية والظاهرة خلال الـ 24 ساعة التالية مع جريان الأودية وفليضانها.
بتاريخ 4 يونيو 2010م الساعة الثانية عشرة ظهراً تحول الإعصار إلى عاصفة مدارية تتحرك نحو الشمال الشرقي وتقدر سرعة الرياح حول المركز بحوالي 85 كم/ ساعة. واستمر تأثير العاصفة المدارية على محافظتي مسقط والبريمي ومحافظات الباطنة والداخلية والظاهرة مع هطول أمطار غزيرة مصحوبة برياح نشطة وجريان الأودية وفيضانها. وفي الساعة السادسة مساء تواجد مركز العاصفة المدارية في بحر عُمان على بعد 46 كم من قلهات وتتحرك باتجاه الشمال الشرقي الى السواحل الباكستانية. وفي الساعة العاشرة مساء أصدرت المديرية العامة للأرصاد الجوية بياناً يفيد بابتعاد الحالة.

دور اللجنة الوطنية للدفاع المدني في مواجهة «فيت»
اجتمعت اللجنة الوطنية للدفاع المدني الإجتماع الأول لها وأصدرت التعليمات التي تتضمن تنفيذ خطة إدارة الكوارث وأن اللجنة في حالة انعقاد طوال فترة تنفيذ العملية، وكذلك تم رفع حالة التأهب من قبل كافة الحهات المعنية لمواجهة الأنواء الاستثنائية وتفعيل الخطط التفصيلية لمواجهة الإعصار.

أولاً : التنبؤ والاستعداد:
أصدرت المديرية العامة للأرصاد الجوية بوزارة النقل والاتصالات (العضو في اللجنة الوطنية للدفاع المدني) ثمانية إنذارات خلال هذه الفترة أوضحت فيها متابعة اتجاه حركة الإعصار والمناطق التي قد تتضرر من الإعصار. كما تم تفعيل وتنشيط كافة اللجان الفرعية للدفاع المدني في المحافظات وإصدار التوجيهات التفصيلية لها لمواجهة الحالة وخصوص اللجان الفرعية في محافظة مسقط ومحافظة جنوب الشرقية. وتم تحديد أماكن الإيواء الآمنة وتجهيزها ببعض المستلزمات الضرورية، حيث كانت إعداد أماكن الإيواء (12) في محافظة مسقط و(31) في محافظة جنوب الشرقية و(6) في محافظة البريمي و(10)  في محافظة الداخلية و(19) في محافظة الوسطى.

ثانياً: البحث والإنقاذ:
بعد أن سمحت الأحوال الجوية بدأت اللجنة في الاستجابة لبلاغات المتضررين وتوجيههم إلى أماكن الإيواء المحددة في كل من محافظة مسقط والمحافظات الأخرى وعملت على حفظ الأمن والنظام العام وفرض السيطرة على كافة المحافظات المتأثرة بالإعصار من خلال نشر الدوريات وفرق الإنقاذ والإسعاف حيث تمكنت من إنقاذ عدد كبير من المواطنين باستخدام كافة الوسائل المتوفرة وبدع كبير من القوات المسلحة، وكذلك تم نشر المئات من أفراد شرطة المهام الخاصة في المحافظات للمساهمة في البحث والإنقاذ وحفظ النظام.
وقامت اللجنة بتنسيق البرامج اليومية لإيصال المؤن والمياه ومواد الإغاثة بشكل عام إلى المحافظات المتضررة براً وجواً وبحراً وتسهيل إجراءات دخول المؤن عبر المراكز الحدودية لمشتريات وزارة التجارة والصناعة، وكذلك إصدار خطة حراسات ثابتة على مراكز الإيواء ومواقع تجميع مواد الإغاثة، بالإضافة إلى دعم جهود وزارة الصحة ووزارة التنمية الإجتماعية حول توفير الرعاية الصحية والتغذية للمتضررين في مراكز الإيواء والمواقع الأخرى.

ثالثاً: إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه:
أصدرت اللجنة الوطنية للدفاع المدني توجيه العمليات (مرحلة ما بعد الأزمة) شمل الموقف الميداني، والمهام والواجبات، حسب الأولويات لكل تشكيلات ووحدات شرطة عمان السلطانية لمواصلة عمليات البحث والإنقاذ بالتنسيق مع قوات السلطان المسلحة والوزارات الحكومية المعنية لإعادة الأوضاع إلى ماكانت عليه قبل الإعصار.
ولقد كان لوزارة الإعلام كالعادة دور مميز أثناء الإعصار ابتداء من مرحلة التنبؤ والاستعداد وحتى زوال الإعصار حيث عكفت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وبشكل مستمر ومتواصل (كما حدث في الإعصار المداري جونو) وبأسلوب وسائل أفضل لنقل الأحداث أولاً بأول وبشفافية تامة، مما أسهم ذلك وبشكل فاعل في بث الطمأنينة في نفوس الجميع من خلال اللقاءات والمقابلات التي تمت مع المسؤولين المعنيين في الدولة ونقل الصورة الحقيقية والآتية وعلى الهواء مباشرة مع ممواقع الأحداث في محافظة مسقط والولايات التابعة لها والمحافظات الأخرى.
وبذلت الوزارات والهيئات الحكومية المعنية جهوداً ملمومسة ومقدرة بصورة أفضل من ما قدمته في الإعصار المداري جونو. أما القطاع الخاص فلم يكن له أي دور يذكر في هذا الحدث وكما حدث تماماً في الإعصار المداري جونو . وقد تكرر مشهد الملحمة الوطنية التي شكلها المواطنون التي حدثت خلال الإعصار (جونو).

دور القوات المسلحة في مواجهة «فيت»:
لقد برهنت الأحداث في الإعصار المداري (فيت) بأن دور قوات السلطان المسلحة كان حيوياً للغاية كما حدث في الإعصار المداري (جونو) ابتداء من مرحلة إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه.

أولاً: التنبؤ والاستعداد:
حسب المعلومات المتوفرة نفذت قوات السلطان المسلحة نفس الإجراءات التي اتخذت خلال فترة التنبؤ والاستعداد لمواجهة الإعصار المداري (جونو) لإسناد اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث بالتركيز على المناطق التي من المتوقع أن تتعرض للإعصار.

ثانياً: البحث والإنقاذ وتقديم الإسناد وإعادة الأوضاع إلى ماكانت عليه
نفذت القوات المسلحة خطتها لمواجهة الإعصار (فيت) بكفاءة عالية بأسلوب أفضل مما حدث في الإعصار المداري (جونو). وقد تمثلت جهود قوات السلطان المسلحة في انتشار عدد كبير من وحدات «ق.س.م» (بلغ عدد الأفراد 18000 فرد تقريباً وعمليات إخلاء وإنقاذ برية وجوية وبحرية لعدد 7078 شخصاً)، وإنقاذ (12) سيارة ومهام نقل بري بلغت (86) مهمة ومهام نقل جوي بلغت (72) طلعة جوية وتزويد المؤسسات المتضررة بالمياه بلغت (54400) جالون ومهام نقل بحري بلغت (4) مهام.
 
الأضرار التي خلفها الإعصار المداري (فيت):
بما أن الإعصار المداري (فيت) يعتبر من الإعاصير الخفيفة إلى المتوسطة التي تعرضت لها السلطنة فإن الأضرار كانت أقل بكثير عن تلك التي خلفها الإعصار (جونو)، وهذا يعود إلى استيعاب الدروس المكتسبة من الإعصار المداري (جونو) والبدء تنفيذ التوجيهات السامية في هذا الشأن. حيث خلف الإعصار خسارة بشرية بلغت وفاة سبعة عشر شخصاً وفقدان شخصين.1 وإذا أخذنا في الاعتبار الخسائر البشرية التي حدثت في الأعاصير المشابهة للإعصار (فيت) بل والعواصف التي ضربت دول عديدة في العالم، سنجد بأن الخسائر البشرية التي خلفها الإعصار (فيت) مقبولة خصوصاً أنها كانت نتيجة عدم الاهتمام بالتحذيرات والإنذارات التي تصدرها الجهات المختصة لأخذ الحيطة والحذر في مثل هذه الظروف.
على الرغم من الإجراءات الإحترازية التي تم اتخاذها من قبل اللجنة الوطنية للدفاع المدني والجهات الأخرى ذات الاختصاص للتقليل من الخسائر والأضرار. إلا أن الإعصار خلف أضراراً متوسطة في الممتلكات العامة والخاصة في ولايات محافظة مسقط وولايات محافظة جنوب الشرقية تمثلت في انقطاع شبكات المياه والكهرباء وتوقف عمل محطات ومقاسم الاتصالات وانيهار عدد كبير من الطرق بالإضافة إلى أضرار في قطاعي الثروة السمكية والزراعة والغاز والممتلكات الخاصة كالمنازل والمحلات التجارية وغيرها. وهذا أمر طبيعي في مثل هذه الظروف لأنه مهما تم اتخاذه من إجراءات احترازية ستظل واهنة أمام حقائق مجهولة لما سيسببه الإعصار من أضرار. وقد أثبت التاريخ أن الدول الكبرى وغيرها التي تتعرض لأعاصير شبه منتظمة لم تتمكن من التنبؤ الصحيح واتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة وتجنب الأضرار التي قد تنتج عنها.

العاصفة المدارية (أشوبا) 10 ــ 12 يونيو 2015م
إن العاصفة المدارية (أشوبا) شبيهة بتلك العواصف التي تعرضت لها السلطنة خلال الفترة من عام 806م ــ 1942م، وتحولت تدريجياً إلى منخفض جوي عميق ثم منخفض مداري عند وصولها اليابسة في المنطقة بين جزيرة مصيرة ورأس الحد.

كرونولوجيا العاصفة المدارية (أشوبا):
من خلال الرصد والمتابعة عبر الشبكة العالمية الانترنت ومصادر المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة بالمديرية العامة للأرصاد الجوية، ووفق التحذيرات التي أصدرها المركز الوطني المشار إليه، كانت نشأة وتطور العاصفة المدارية على النحو التالي:
■ في تمام الساعة الرابعة مساء يوم 10 يونيو 2015م، أوضحت خرائط الطقس بأن تمركز العاصفة المدارية (أشوبا) في بحر العرب على بعد 260كم من سواحل السلطنة تقريباً مقتربة من سواحل السلطنة، وتراوحت سرعة الرياح السطحية ما بين 60 و82 كم في الساعة، واستمر البحر هائج الموج إلى شديد الهيجان وتراوح أقصى ارتفاع للموج ما بين 4 إلى 7 أمتار.
■ في تمام الساعة العاشرة مساء يوم 10 يونيو 2015م، أوضحت خرائط الطقس أن تمركز العاصفة المدارية (أشوبا) في بحر العرب على بعد 190 كم من سواحل السلطنة تقريبا مقتربة من سواحل السلطنة، وتراوحت سرعة الرياح السطحية ما بين 63 و83 كم في الساعة، واستمر البحر هائج الموج إلى شديد الهيجان وتراوح أقصى ارتفاع للموج ما بين 4 إلى 7 أمتار.
■ في تمام الساعة الرابعة صباح يوم 11 يونيو 2015م أوضحت خرائط الطقس بأن تمركز العاصفة المدارية (أشوبا) في بحر العرب على بعد 170 كم من سواحل السلطنة تقريبا مقتربة من سواحل السلطنة، وتراوحت سرعة الرياح السطحية ما بين 63 و83 كم في الساعة، واستمر البحر هائج الموج إلى شديد الهيجان وتراوح أقصى ارتفاع للموج ما بين 4 إلى 7 أمتار.
■  في تمام الساعة العاشرة صباح يوم 11 يونيو 2015م، أوضحت خرائط الطقس بأن تمركز العاصفة المدارية (أشوبا) في بحر العرب على بعد 140كم من سواحل السلطنة تقريباً، وتراوحت سرعة الرياح السطحية ما بين 60، 71 كم في الساعة، واستمر البحر هائج الموج إلى شديد الهيجان وتراوح أقصى ارتفاع للموج ما بين 4 إلى 7 أمتار. وبدأ ضعف العاصفة المدارية.
■ في تمام الساعة الخامسة عصراً يوم 11 يونيو 2015م، أوضحت خرائط الطقس أن تمركز العاصفة المدارية (أشوبا) في بحر العرب على بعد 130كم من سواحل السلطنة تقريباً، وكانت سرعة الرياح السطحية 65 كم في الساعة، وكان البحر متوسطاً إلى هائج الموج ووصل أقصى ارتفاع للموج 3 أمتار. واستمر ضعف العاصفة المدارية تدريجياً ليقترب تصنيفها إلى منخفض مداري عميق.

تعليق عبر الفيس بوك