ذكريات مارادونا تغازل نابولي

حسين الغافري

انتهتْ القمة الكبيرة في الكالتشيو الإيطالي بفوز كبير للسيدة العجوز في اللحظات الأخيرة من المباراة.. كبيرة ليس من ناحية كثرة الأهداف؛ فالمباراة انتهت بثلاثة أهداف لهدفين، ولكن كبيرة بطريقتها، وتوقيتها، وتعلّق آمال نابولي بها. اليوفي اعتاد على مباريات من هذا النوع، ويدّرك كيفية إدارتها، ولكن للأمانة فالإنتر كان في الموعد، وقدم واحدة من المباريات التي تستحق الثناء والإشادة. عموماً، تبدو الأمور في الميدان ومهمة اللقب السابع توالياً بحاجة لتضحيات كبيرة في الأنفاس الأخيرة، ولكن فارق النقاط الأربع الآن عن نابولي سيكون بمثابة الدفعة المعنوية التي جاءت في وقتها المثالي، ونعلم بأن اليوفي يتزعّم البطولة ومصيره بيده هو لا غيره، ولكن دعونا نتفق أن حظوظ نابولي أيضاً قائمة في الميدان وحتى الآن يقدم واحداً من المواسم اللافتة في الدوري الإيطالي مع مديره الفني ساري السيدة العجوز بفوزه المُثير أمام إنتر تجاوز أحد المهام الصعبة في آخر الأمتار، ولعل مباراته أمام روما في الأولمبيكو ستحدد هوية البطل في الجولة السابعة والثلاثين، ومن المناسب توصيفها بأنها مباراة الموسم، والفوز لا غيره يضع اليوفي في طريق مفتوح للبطولة السابعة، خصوصاً إذا ما سلَّمنا وبالقراءة الأولية سهولة مباراتي بولونيا وهيلارس فيرونا. وفي المقابل، فإن أحلام محبي نابولي في التتويج باللقب هذا العام أصبح مطروحاً بقوة. ذكريات الأعوام والتتويجات التي عاشها جمهور نابولي أيام مارادونا قد تعود هذا العام بعد عقود. نابولي وبإمكانيات فردية لا تقارن بتلك التي يمتلكها يوفنتوس قادر على صناعة الإنجاز. وما يحسب لنابولي بنظري استثماره الجيد في اللاعبين الذين استقدمهم خلال العقد الأخير. نابولي قدم أسماء كبيرة خصوصاً في خط المقدمة أمثال هيغواين ونابولي. الفريق أيضاً ظهر بمظهر المنافس صاحب طريقة لعب واضحة. اكتسبها من الخبرة الأوروبية نظير مشاركاته في بطولتي الدوري الأوروبي ودوري أبطال أوروبا، إضافة لتنافسية عالية بسقف طموحات عالٍ جعله واحداً من أكثر الفرق تطوراً في إيطاليا.

ما يفصل نابولي عن اللقب هذا العام أربع مباريات بلقاء مساء اليوم الذي سيجمعه بفيورنتينا. مباراة فيورنتينا مهمة لأبناء ساري لمواصلة الضغط على اليوفي بشكل أكبر، واستمرار القتال على حلم اللقب. نابولي وإن تجاوز الفيولا الليلة سيقاتل بقوة في آخر ثلاثة مباريات ومطالب بالفوز بها جميعا. وهذا وحده لا يكفي بل على اليوفي أن يسقط بالتعادل على الأقل كما ذكرنا، ولعلي أظن بأن جمهور نابولي سيعلق جل أحلامه في لقاء روما واليوفي في الأسبوع قبل الأخير.

الموسم الإيطالي شارف على نهايته، ونعيش واحدا من أجمل المواسم تنافسية، ولعل كثيرين يتعاطفون مع نابولي بعد الموسم المثير الذي صارع فيه حتى الأمتار الأخيرة. عموماً جميلة هي اللقاءات عندما تكون كذلك، المستفيد هو المتابع محب لكرة القدم، على عكس دوريات كبرى من حسمت أمرها بعد جولات قليلة من البداية... دعونا نستمتع.