إلى أشرف فياض: لست في حاجة لتشرح منفاك


عبد الوهاب الملوح - تونس


آخر ُ الأخبار تفيد إن الوقوف على الأطلال ثورة؛
قلنا لهم لا نحتاج صندوقا اسود لفوضى أطفالنا تقع شظايا
بينما تعبرالمجال الجوي للايديولوجيا
كم يلزم من صرخة أخرى لتروتسكي
لتكف الذئاب عن عويلها
تكفَّ الثورة ان تكون مؤنثا
ويكف الهواء عن البكاء
كنا نحلم بتأميم الضحك ونحن نبكي
كنا نحلم بالمشي قدام الكلام ولا نريد ان نصل عند الليل
كما يصعد الوعل تلال الضوء بسيقان الشهوة
كما ينبت النوار قبل رائحته كما يختفي ملك في عباءة الله
الرصيف أغنية بلا إيقاع
مرحبا أيها الموت أحيانا ؛
ننتظر ك دائما تأتي بأمر وطني أو ألهي
أنت أجمل من الذين تسيل ضحكاتهم من دمائنا
أجمل من أن نكون أحجار دومينو تسّاقط بين يدي كلاب تتآمر على طاولة نهار متعب
وتتآمر على تلاميذ لم يصدقوا بداغوجيا سبورة الإملاء ؛
مرحبا أيها الشتاء في قلب الطغاة
كنت قاسيا
كنت جادورا
كنت باكونينيا
ياشجرة الأكاسيا هناك بين القلب ومدخل البيت
يامقعدا خشبيا يبحث عن ظل له عند تفاحة آدم
أيها الشاعر لست في حاجة لتشرح منفاك لنخلة تعلقت عندها نظراتك
هل كنت تعرف ان الحب بروليتاري ايضا
جفت الروح من صباحات مائها
الصمت مشجب في الغياب
العبوا أيها الصبيان وشاكسوا النكد اليومي المنظم
العبوا بأعصاب من يشدون أوتار الشارع ؛
على مشارف قهوة الصباح كنت أعد حقيبة للهجرة من دمي
وأخري للعودة بصرخة تروتسكي للدفاتر الأولى ؟
لمراسلات العرجاء مع لينين
المحطة عاطفة تفشل في النسيان كل مر ة
مازلت أتفرغ لحزن غبي
دونما حاجة لنظارات سوداء
دونما حاجة لحيرة هاملت
دونما حاجة لأداء دور الضحية
دونما حاجة لمساندة تظاهرة للبوليس السري يطالبون بنقابة داخلية ؛
لست في حاجة لمن يستعمل منديله من أجل هيبة مفقودة
احتاج امرأة توقظني من تعبي
تأخذني إلى جولة مع البجع
تقشر لي الصباح قبلة
اهديها بحرا
فتهديني فكرة حمراء
توجز نظرتها غرفة انعاش لنهار يحتضر
هل قلت لكم ان اللابتوب يتوقف عن الكتابة حين لا وعي
الوعي في لسان العرب نباح الكلاب وهو أيضا انتفاخ الجرح وازرقاقه
وعَّى الجرح بلغ أشده ؟
أنا اللقيط من أزمنة الصمت البربري
من أزمنة العهر البري ولا علاقة للأمر بليفي شتراوس
وأنت امرأة تتجدد آمالا
كما تكبر مستحيلا
آخر الليل أنت
سيدة الوقت البدل الضائع
دانتيلا شرفات المساء
سؤال العزيز عن يوسف في السجن ؛
كيف أقولك
الممر إليك معابر مفخخة
نقاط تفتيش فيما بين الترقوة و الحواس
في النوايا وافتضاح النخاع الشوكي
تشقين الطريق العام
بسؤالك عني
عن جمهورية للذكاء كنا نؤسسها في حصة الجغرافيا
عن علم تتوسطه عيناك بلون شفتيك
تشقين قلبي إلى أكثر من امرأة
أنت وحدك الأنثى فيهن .
تُسقطين نظاما وتُقيمين فوضى عاطفة لا تنسى ؟
لا يتعلق الأمر بالوقوف على الأطلال والعشب النابت على اليسار
جراء الغيث النافع
كل ما في الأمر
لم انت حزين بينما أراك ضاحكا دائما
كم يلزم من الحزن المبلل بقبلات لم تكتمل
لينبت عشب الشهوة بين المفاصل في الممر المؤدي إلى حديقة العمر
هل كان يلزم
حكمة سيكزوفرينية
ووطنا سريريا
لأراك
ذاكرة تعلن العصيان
لست دراماتبكبا لهذا الحد
أنسى أحيانا أن أقفل الممر المؤدي إلى ما يشبه رجولتي
لن أستثني يدي من خيانة التراب
هذي أصابعي مورطة
وخطاي مورطة
باستثناء صمتي
كم كنتِ صمتي ؟
بعد الآن سوف أكتفي بك ِ
واكتفي بك حريتي في الغياب
كأن شيئا لم يقع أو كأن ما يقع لا يهُمُّ أحدا إلا فيما ليس يهُمُّ الكل
أو كأنه يجب أن يَهُمَّ ليكتمل فكرة خارج السياق
أو يخترق منظومة دفاع أمني تقوم على تأمين فكرة إن القانون في وجهه السليم هو الحاكم في وجهه الحزبي الواحد الأحد الفرد المستبد العمود
وهو البلاد
وهو الرب
وهو القيامة
وهو الشيوعي الاممي
كان لابد من شارع يدخل الليل من جهة البحر ؛
يترك مفترق الطرقات كأغنية أفلتت من تعاليم إيقاعها ؛
كان لابد من جمرة واحدة توقظ النهر من غرق الماء فيه ؛
تأخذه لقهقهة على ضفتيه وعشب يُعاني الجوع بين المفاصل
هل كان يلزم مجازا باراناوي وسماء تصبُّ جهنم ليلا يُروّج للموت ؟
هل كان لا بدَّ من الموت قدَّام العمر؟
قلنا لهم ليس ثمة ما يدعو أن نُصدّق النوايا؛
سيمشي الحصى معنا لتخرج منها ا لشوارع تدخل البحر من جهة الليل
كان لابد من فوبيا الشعب كي يقع الجنرال أسير ما يراه ؟
كان لابد منك لأدرك إني لا أصلح للحب
وان السعادة غالبا ما تنام وحدها على رصيف ميناء مهجور
هكذا تطير ذراعاك نشيدا أمميا

 

تعليق عبر الفيس بوك