صلاح.. فخر العرب

وليد الخفيف

بحث المصريون كثيرا عن اسم يُخلد عشقهم لكرة القدم، ويعكس تاريخا قديما يعود لممارسة الساحرة المستديرة في بلادهم قبل مائة عام أو اكثر، فأوفدوا المئات لملاعب القارة العجوز؛ مثل: مجدي عبدالغني، وهاني رمزي، وأحمد حسام ميدو، وزيدان، وهيثم فاروق، وأحمد حسن، وحسام حسن، وصولا لحجازي ورمضان صبحي والمحمدي...وغيرهم الكثير. صالوا وجالوا جميعا، وأعين المصريين تراقبهم ودعوات النجاح تلاحقهم، بيد أن أحدهم لم يفرض اسمه على الساحة العالمية كما فعل محمد صلاح؛ فالفرعون المصري الذي تربع على عرش هدافي الدوري الإنجليزي، معانقا لقب أفضل لاعب في بلاد الإنجليز، بات عنوانا رئيسيا لكبريات الصحف، وخبرا عريضا لوكالات الأنباء العالمية؛ فرفع اسم بلاده عنان السماء، فلا يُذكر اسمه إلا مقرونا بجنسيته المصرية، وهُويته العربية.. حتى لُقب بـ"فخر العرب".

انتظر المصريون طويلا حتى أضحى ابن قرية بسيون شابا يافعا ليقودهم للمونديال بعد غياب 27 عاما، تبددت خلالها كل المساعي الرامية للتواجد في العرس العالمي؛ إذ كان صلاح ابن العامين عندما كان يهز مجدي عبدالغني شباك هولندا بمونديال إيطاليا، فهل يُخلصنا صلاح من حكايات مجدي عبدالغني التي يحكيها لنا قبل الأكل وبعده، حول طريقة إحرازه الهدف اليتيم؟! ولو كان لأحد فضل على محمد صلاح، لكان ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك السابق؛ فعباس أنقذ الكرة المصرية مانحا إياها أبرز وأهم رجالها عندما رفض ضم صلاح للزمالك، مُقللا آنذاك من فائدة التعاقد معه، بيد أن هناك أعين أخرى خبيرة رأت في صلاح ما لم يره عباس، ليتمهَّد الطريق أمام انتقاله لبازل السويسري، ثم تشيلسي الإنجليزي، فمعارا للفيولا، ثم مُنتقلا لذئاب روما، حتى عاد من الباب الكبير للبريميرليج مدافعا عن شعار ليفربول العريق بطلب من المبدع يورجن كلوب، في صفقة قياسية كانت الأغلى في تاريخ النادي العريق؛ فكان الريدز مكسبا لصلاح.. وصلاح مكسبا للريدز.

واقترب صلاح من حد الامتياز.. ولِمَ لا؟! فهو العصامي، المكافح، المنضبط، الخلوق.. هو الأيقونة والمثال والقدوة، هو أفضل لاعب في إفريقيا بحسب هيئة الإذاعة البريطانية، هو أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي.. فما أجمل الأمسية العالمية التي كان الفرعون قبلتها.

فصلاح رفع أسهم الريدز، وعزز جسور الصلة بين المصريين والعرب، فهو من وقع على 41 هدفا، رافضا الذهاب إلى بيته في كل ليلة دون أن يهز الشباك.. فهل يُكمل المصري نجاحاته، وينتزع الحذاء الذهبي من ميسي ورونالدو؟!