بَعِيرُ كالِجُولا الأَخِيرِ!


د. عمر هزاع – سوريا

 

(من قصائد السرداب)
***
لا تَقتُلُوا نِستاسِيُوسَ..
ذَلِكُم نَذِيرْ..
نِستاسِيُوسُ ظِلُّهُ..
وَخِلُّهُ المُحَبَّبُ الأَثِيرْ..
لَكِنَّهُ بَعِيرْ
وَكالِجُولا الحاكِمُ الإِلَهُ
وَالمُقَدِّرُ المَصِيرْ
وَأَوَّلُ الفُحُولِ فِي خَيالِكُم
وَالفارِسُ الأَخِيرْ
يُجِيعُكُم
وَيَعلِفُ البَعِيرَ - رَغمَ أَنفِهِ - بِالشِّعرِ وَالشَّعِيرْ
لِأَنَّ:
أَلفَ أَخطَلٍ؛ فَرَزدَقٍ؛ جَرِيرْ..
وأَلفَ أَلفِ شاعِرٍ كَبِيرْ..
وَأَلفَ أَلفِ طارِئٍ صَغِيرْ..
وَغَيرَهُم.. وغَيرَهُم.. كَثِيرْ..
فِي تَختِهِ الوَثِيرْ
يُقَدِّسُونَ سِرَّهُ
وَعُضوَهُ المُسَلَّحَ الخَطِيرْ
يُسَبِّحُونَ بِاسمِهِ الحَقِيرْ
يُرَدِّدُونَ:
(يا نَبِيَّنا..
المُبَجَّلَ القَدِيرْ..
لَبَّيكَ..
يا المَلِيكَ, والأَمِيرَ, وَالرَّئِيسَ, وَالزَّعِيمَ, وَالعَقِيدَ, وَاللِّواءَ, وَالفَرِيقَ, وَالمُشِيرْ..
لَبَّيكَ..
يا سِيادَةَ الأَلقابِ فِي قامُوسِنا الوَفِيرْ..
لَبَّيكَ..
بِاللُّحُومِ, وَالعِظامِ..
يا جَلالَةَ المَقامِ, يا سَماحَةَ الإِمامِ, يا حَمامَةَ السَّلامِ..
فِي الصَّلاةِ, وَالصِّيامِ..
فِي الرُّكُوعِ, وَالقِيامِ..
فِي بَرنامِجِ الصَّباحِ..
فِي السُّرُورِ, وَالنِّياحِ.
فِي مُسَلسَلِ المَساءِ..
مَنقُولًا عَلى الهَواءِ..
فِي مُسَجَّلِ الأَخبارِ..
أَو مُباشَرًا..
بَثًّا عَلى الأَثِيرْ..
لَبَّيكَ..
يا مُعَفِّرَ الجِباهِ بِالمِخَدَّةِ الحَرِيرْ
لَبَّيكَ..
يا سادِيَّنا المُثِيرْ..
وَالفاتِحَ المُغِيرْ..
لَبَّيكَ..
فاتِحًا عَلى السَّرِيرْ..
إِن شِئتَ..
أَو عَلى الرَّصِيفِ..
أَو عَلى الحَصِير..
لَبَّيكَ..
يا دْراكُولا, بِالدِّماءِ..
لَن تَحتاجَ شُربَ الماءِ..
وَالعَصِيرْ..
لَبَّيكَ..
بِالقُلُوبِ, وَالجُيُوبِ..
يا مُقَلِّبَ القُلُوبِ وَالجُيُوبِ..
يا مُثَقِّبَ القُلُوبِ وَالجُيُوبِ..
وَالمُدَبِّرَ الخَبِيرْ..
لَبَّيكَ..
بِالعُيُونِ..
مَن يَحتاجُها؟
وَأَنتَ؛ أَنتَ؛ بَينَنا بَصِيرْ!
لَبَّيكَ..
بِالمَنامِ..
يا إِلَهنا الشَّخِيرْ)
فَلتُخبِرِ - بْراكُوسُ - بَرلَمانَكَ الغَفِيرْ:
(لا عَيبَ فِي القَصِيرِ..
إِنَّ العَيبَ فِي مَن طَوَّلَ القَصِيرْ..
العَيبُ - يا حَمِيرُ - فِي الحَمِيرْ)
فَكالِجُولا..
مِثلَما عَرَفتَهُ..
يا أَيُّها الوَزِيرْ..
يَمتَصُّ مِن مَوتى الضَّمِيرِ بارَنُوياهُ
بِلا ضَمِيرْ
فَلتَترُكُوا البَعِيرَ..
لَكِنِ اقتُلُوا المُطَبِّلِينَ..
تَقتُلُوا الأَمِيرْ..

 

تعليق عبر الفيس بوك