ليلة الإسراء والمعراج


د. عامر العيسري – سلطنة عمان

 

أسرب القطا غرد وأنشد مبشرا
بمقدم يوم حاز عزا ومفخرا   
ويا ظبيات البان قومي تراقصي
برجليك والخصرين أبدي تبخترا
ويا نسمات الروض رشي نسائما
من العطر والنسرين همسا معطرا
ويا معشر العشاق قوموا وأقبلوا
إلى ليلة تزدان تبرا و جوهرا
إلى ليلة الإسراء بالطاهر النبي
  محمد المبعوث للناس منذرا
فسبحان من أسرى بليل بعبده
من الحرم المكي للقدس عابرا
فحاز عرى التكريم والشرف الذي
يفضله عن سائر الخلق في الورى
فصلى صلاة بالنبيين كلهم
وكان إماما صاحب الفضل شاكرا
أرى المسجد الأقصى يتيه مفاخرا
بمقدمك الميمون جئت مظفرا
وما يومنا كالأمس في التيه والعلا
إذا هدم الأقصى وظل مكدرا
فويل لكم يا مسلمين ألا انهضوا
فقد خيم الخذلان والذل والكرى
ألا فاذكروا أمسا قريبا لقدسنا
فقد كان صفوا ثم صار معكرا
ومعراج خير الرسل جاء متمما
لرحلته فوق السماوات سائرا
وكان البراق الخير خير مطية
يجوب به أفق السماوات طائرا
وخير رفيق كان جبريل صاحبا
له عند ترحال إلى العرش قد سرا
ولما أتى من قاب قوسين أو دنا
تنزل وحي الله بالفرض آمرا
بخمسين ثم الخمس صارت كفاية
بفضل رسول كان بالرفق عامرا
فكيف إذا كانت بخمسين قررت
أنسطيعها إذ نحن بالخمس نكبرا
ومن ثم خير الخلق جاب مهللا
رأى عاما في الغيب كان مسترا
فما لا تراه العين أضحى مكشفا
ولم تسمع الآذان قبلا بلا مرا
رأى جنة المأوى لكل مصدق
كذاك رأى نارا لمن كان كافرا
رأى الحق قد لاحت لديه بشائر
و ذا الباطل المدحور أضحى مزمجرا
 وعاد رسول الله من خير رحلة
ليبقى عباد الله بالذكر جاهرا
وكان رجوع المصطفى من رحيله
بليلته تلك التي كان قد سرا
 فكذبه كفار مكة بعد ما
أتاهم بصدق القول صدقا تنورا
فأخرس صوت الكفر بالحجج التي
  بدأها بوصف القدس شكلا و جوهرا
فقد وصف الأقصى بحنكة عارف
به دون أن يسعى إليه مسافرا
 وصدقه الأخيار والصفوة الألى
قفوا منهج الإسلام حقا تصدرا
 وكان أبو بكر يصدقه بما
يقول فبالصديق قد صار أشهرا
فيالك حقا من رسول تنورت
بعثته الدنيا أتانا مبشرا
 وما ليلة الإسراء إلا زيادة
لتكريمكم فخرا لما ظلت صابرا
فحق علينا أن نقدم طاعة
إليك و نقفوا منهجا لك أزهرا
وفي السنة الغراء نمضي تتبعا
بتطبيقها حرفا فحرفا تواترا
فيا رب وفقنا نطيع نبينا
 وفي هدي خير الخلق نمضي تدبرا
ونحيا مع القرآن خير رسالة
وبالسنة الغراء نسمو إلى الذرى
وحمدا لرحمن رحيم  بخلقه
على كل إنعام له الأمر قد جرى
 وصلي إلهي كلما لاح بارق
وأزكي سلاما للنبي معطرا
 وآل له والصحب طرا مع الذي
قفا إثرهم حتى يلاقوه محشرا

 

 

تعليق عبر الفيس بوك