أمريكا تعلن اليوم عن عقوبات جديدة ضد روسيا.. وتنفي إمكانية عقد مباحثات مباشرة مع الأسد

بريطانيا تستبعد شن هجمات جديدة على سوريا مع اتساع رقعة المعارضة الداخلية .. وبوتين يحذر من "فوضى دولية"

 

عواصم- الوكالات

قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أمس إنه لا خطط حالياً لشن هجمات صاروخية جديدة على سوريا، وإن بريطانيا ستبحث اتخاذ مزيد من الإجراءات في حالة لجوء الرئيس السوري بشار الأسد مرة ثانية لاستخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه.

ودعم جونسون، الذي كان يوما غريما سياسيا لرئيسة الوزراء تيريزا ماي، قرارها بالانضمام للولايات المتحدة وفرنسا في ضرب منشآت للأسلحة الكيماوية في سوريا قائلاً إنه كان تصرفا صائبا. لكن رئيسة الوزراء ربما لن تجد مثل هذا الدعم عندما تواجه البرلمان اليوم الإثنين الذي لا يزال بعض أعضائه غاضبين من اتخاذ ماي لهذا الإجراء العسكري دون الرجوع إليهم في عملية باتت تقليدا في بريطانيا. وقال جونسون لهيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" إن توجيه ضربات ناجحة إلى ثلاثة مواقع في سوريا كان رسالة من العالم بأنه فاض الكيل لكنه اعترف في الوقت ذاته بأنه لا يمكنه التأكد مما إذا كان الأسد لا يزال محتفظا بأسلحة كيماوية. وقال جونسون إنه كان على ماي وحكومتها التحرك سريعا بشأن سوريا لذا كان من الصعب استدعاء البرلمان من عطلته مضيفا أنه كان هناك الكثير من السوابق التي أنجز فيها الأمر على هذا النحو.

ومن المقرر أن تدلي ماي اليوم الاثنين ببيان عن مشاركة بريطانيا في الضربات على سوريا أمام مجلس العموم لكن أعضاء من المعارضة اتفقوا على الدعوة لجلسة ذات أهداف أكثر تحديدا وربما يتم خلالها إجراء تصويت على هذا الإجراء العسكري بأثر رجعي. ولدى سؤاله عما إذا كان سيدعم إجراء تصويت في نهاية جلسة اليوم الاثنين رد جيرمي كوربين زعيم حزب العمال على (بي.بي.سي) قائلا "نعم سأفعل لأنني أعتقد أن البرلمان كان ينبغي أن تكون له كلمة فيما جرى وأن رئيسة الوزراء كان يمكنها فعل ذلك بسهولة شديدة".

وقالت نيكولا ستيرجن رئيسة وزراء اسكتلندا إن تهميش البرلمان كان "خطأ فادحا" بينما اتهمت كارولين لوكاس زعيمة حزب الخضر ماي بتحديد موعد الضربات "لتجنب نقاش في البرلمان" واصفة ذلك بأنه أمر "شائن".

وتشير استطلاعات رأي إلى أن غالبية البريطانيين لا يزالون يشعرون بالخوف من حرب العراق وأنهم لا يدعمون الإجراء العسكري. وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة (سيرفيشن) بعد الضربات على سوريا أن 40 في المئة من 2060 شخصا شملهم الاستطلاع عارضوا العملية في حين عبر نحو 36 في المئة منهم عن تأييدهم لها. كما تشعر بريطانيا بالقلق من أي إجراء انتقامي محتمل من موسكو التي اتهمتها ماي بتسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا الشهر الماضي بغاز أعصاب.

وفي السياق، نقلت وكالات أنباء روسية عن الكرملين قوله إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ نظيره الإيراني حسن روحاني بأن أي ضربات صاروخية جديدة على سوريا ستؤدي إلى فوضى في العلاقات الدولية. وذكرت وكالات الأنباء أن الزعيمين اتفقا على أن الضربات الغربية أضرت بفرص التوصل إلى حل سياسي في سوريا. وقال سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي إن موسكو ستدرس مشروع قرار في الأمم المتحدة بشأن سوريا قدمته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، لكن سيكون من الصعب التوصل لحل وسط في هذه القضية. وأضاف ريابكوف أن روسيا ستبذل كل الجهود لتحسين العلاقات السياسية مع الغرب.

وفي الإطار، قالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي إن الولايات المتحدة لن تجري أي محادثات مباشرة مع الرئيس السوري بشار الأسد. وأضافت أن على روسيا أن ”تدفع“ سوريا إلى مائدة المفاوضات. وتابعت أن بلادها لن تسحب قواتها من سوريا إلا بعد أن تحقق أهدافها. وحددت هيلي ثلاثة أهداف للولايات المتحدة وهي ضمان عدم استخدام الأسلحة الكيماوية بأي شكل يمكن أن يعرض مصالح الولايات المتحدة للخطر وهزيمة تنظيم داعش وضمان وجود نقطة مراقبة جيدة لمتابعة ما تقوم به إيران. وقالت "هدفنا أن تعود القوات الأمريكية إلى أرض الوطن لكننا لن نسحبها إلا بعد أن نتيقن من أننا أنجزنا هذه الأمور".

وردا على سؤال عن العلاقات الأمريكية الروسية قالت هيلي إن العلاقات "متوترة للغاية" لكن الولايات المتحدة ما زالت تأمل في علاقات أفضل. وذكرت أيضا أن الولايات المتحدة تعد عقوبات جديدة على روسيا بسبب دعمها المتواصل للرئيس السوري. وقالت هيلي إن وزير الخزانة ستيفن منوتشين سيعلن العقوبات اليوم الإثنين.

تعليق عبر الفيس بوك