المرحلة الثانية من "اتفاق غزة" تدخل نفقا مظلما وسط تحركات دولية وعرقلة إسرائيلية متصاعدة

 

 

 

إسرائيل تُفشل جهود الانتقال للمرحلة الثانية بذريعة عدم العثور على جثة آخر أسير

اغتيال رائد سعد زاد من مخاوف انهيار اتفاق وقف الحرب

"البيت الأبيض" حذّر نتنياهو من المساس بـ"سمعة ترامب" عبر الاستمرار في الخروقات

مصر: واشنطن تضغط على نتنياهو للالتزام ببنود الاتفاق

نتنياهو يماطل في تنفيذ بنود الاتفاق ويضع شروطا غير منصوص عليها

بدء التحضير لتشكيل قوة استقرار دولية في غزة

الدوحة تستضيف مؤتمر دولي لتحديد قائمة الدول المشاركة في القوة الدولية بالقطاع

بحبح: بدء المرحلة الثانية في يناير المقبل.. ووزير الصحة الفلسطيني يرأس لجنة إدارة القطاع

أمريكا لا تمانع وجود قوات تركية ضمن قوة الاستقرار الدولية

 

الرؤية- غرفة الأخبار

التزمت فصائل المقاومة الفلسطينية ببنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، على الرغم من الخروقات الإسرائيلية المتواصلة وسط استنكار دولي واسع، إلا أن تعثر الحصول على جثمان آخر أسير لدى المقاومة تتخذه إسرائيل ذريعة للتنصل من الاتفاق وعدم الانتقال إلى المرحلة الثانية.

وبعد اغتيال القيادي في كتائب القسام، رائد سعد، قبل أيام، أثيرت المخاوف حول انهيار الاتفاق خاصة وأن كتائب القسام لوّحت بالرد على عملية الاغتيال، موضحة: "إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمراء باغتيال قادتنا وأبناء شعبنا، وعدوانها مستمر، وحقنا في الرد مكفول، ومن حقنا الدفاع عن أنفسنا".

وقد أرسل البيت الأبيض سراً إلى نتنياهو رسالة تحذير من أن عملية الاغتيال، التي تم تنفيذها دون إخطار واشنطن، تقوض سمعة ترامب بوصفه وسيطاً في الاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

وكشفت تقارير لـ"أكسيوس" و"تايمز أوف إسرائيل"، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، عن أن البيت الأبيض قال في هذه الرسالة لنتنياهو: "إذا أردت تدمير سمعتك، تفضل، لكننا لن نسمح بتدمير سمعة الرئيس ترامب بعد توسطه في الاتفاق".

بدوره، أكد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، أن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة "ستُعجَّل وستدخل حيز التنفيذ قريباً، على الرغم من مساعي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو لعرقلتها".

وأوضح رشوان، في تصريحات لوسائل إعلام مصرية، أن الضغوط الأمريكية، ولا سيما من جانب الرئيس دونالد ترامب، "باتت أكثر جدية لفرض الالتزام ببنود الاتفاق"، مشيراً إلى أنَّ المرحلة الثانية كان من المقرر أن تبدأ بعد 72 ساعة من توقيع الاتفاق، "إلا أن نتنياهو سعى إلى المماطلة وربط تنفيذها بشروط غير منصوص عليها".

وأضاف أن الإدارة الأمريكية بدأت بالفعل اتخاذ خطوات عملية على الأرض، من بينها التحضير لتشكيل قوة استقرار دولية في إطار تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، "دون الاكتراث بالتحفظات الإسرائيلية على مشاركة بعض الأطراف".

وكانت القيادة المركزية للجيش الأميركي (سنتكوم)، قد عقدت الثلاثاء، مؤتمراً دولياً في الدوحة، بمشاركة ممثلين عن عدد من الدول، لبحث تشكيل القوة الدولية المزمع نشرها في قطاع غزة، وطبيعة مهامها، وقائمة الدول المشاركة، ضمن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، بحسب تقارير صحفية.

وفي السياق، قال رئيس لجنة "العرب الأميركيين من أجل السلام"، والوسيط المقرب من الإدارة الأميركية بشأن ملف غزة، بشارة بحبح، لـ"الشرق الأوسط" إن المرحلة الثانية لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة ستكون في يناير المقبل، وينتظر أن تكون في الأسبوع الأول، أو الثاني، لافتاً إلى "أن لجنة إدارة قطاع غزة جاهزة بالأسماء، وعلى الأرجح سيكون وزير الصحة الفلسطيني (ماجد أبو رمضان) رئيسها".

وأكد بحبح، الذي لا يزال على مقربة من كواليس البيت الأبيض بشأن غزة، أن "واشنطن مع وجود قوات تركية ضمن قوة الاستقرار الدولية باعتبارها الأكثر قدرة على ضبط الاستقرار بالقطاع»، مشيراً إلى أن "اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حاسم بشأن المرحلة الثانية، وستضغط الولايات المتحدة خلاله لبدئها الشهر المقبل، وحسم مشاركة تركيا في قوة الاستقرار".

وحول طبيعة المهام، شدد بشارة بحبح على أن أغلبية الدول المشاركة لا ترغب في لعب دور يتعلق بـ"نزع السلاح"، بل تهدف لأن تكون قوات فاصلة بين القوات الإسرائيلية والمناطق المأهولة بالسكان، بهدف حماية المدنيين، مشيراً إلى أن الهدف من وراء وجود هذه القوات هو "الانسحاب التدريجي لإسرائيل من القطاع".

وقال بحبح: "هذه القوات لن تلعب دوراً أو نيابة عن إسرائيل، لا سيما في مسألة نزع السلاح، خاصة أن قادة في (حماس) أبدوا لي استعداداً للتفاوض بهذا الشأن، لكن استخدام القوة لن ينجح، خاصة أن إسرائيل فشلت في نزع سلاح الحركة بالقوة خلال عامين، ولن ينجح أي طرف دولي في ذلك بالقوة".

ورغم الحديث عن التعثر في الانتقال للمرحلة الثانية، توقع الوسيط الأميركي بحبح أن يتم تدشين المرحلة الثانية في الأسبوع الأول أو الثاني في يناير المقبل، وتحديداً بعد قمة ترامب-نتنياهو التي ستحسم الملفات العالقة، نافياً علمه بوجود ترتيبات لحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لهذه القمة.

وأكد بحبح أن ترامب لن يسمح بفشل الاتفاق: "هذا مؤكد 100 في المائة"، مشدداً على أن "حركة (حماس) ملتزمة بوقف إطلاق النار رغم الخروقات الإسرائيلية المستمرة". وأشار بحبح إلى أن "الحركة تدرك أن إسرائيل تبحث عن أي ذريعة لاستكمال عمليات الإبادة في غزة، ولذلك فهي تبدي تحملاً أكبر لتفويت الفرصة".

 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة

z