استضافة البطولات نعمة أم نقمة

 

وليد الخفيف

تتهافت الدول على تنظيم البطولات والأحداث الرياضية الكبرى من أجل تعزيز عوائدها المالية وتطوير بنيتها الأساسية، لذا فالصراع مُحتدم باستمرار بين الدول لاستضافة المونديال على سبيل المثال، وكذلك الحال عند استضافة البطولات القارية والأحداث الرياضية ذات الشعبية التي أضحى نقل أحداثها نظير مبالغ مالية كبيرة تفي بجانب من نفقاتها، فالاستضافة بصريح العبارة باتت مصدرا للدخل القومي وليست عبئا جديدا تتحمله الحكومات التي تقدم مسبقا دعما ماليا سنويا لتلك الاتحادات بقصد تطوير ألعابهم ورياضاتهم بشكل يرضي طموحات وتطلعات شعوبهم.

ولطالما كانت استضافة الأحداث الرياضية الكبيرة وسلية لتطوير البنية الأساسية ومصدرا لنيل حزم المساعدات المادية واللوجستية والاستفادة من المشورة الفنية التي تقدمها المؤسسات الدولية ذات الصلة، فهكذا نجحت السلطنة عندما استضافت دورة الألعاب الآسيوية الشاطئية بالمصنعة فاستفدنا من المدينة الرياضية التي عادت للعمل في بطولة "استار 1"  لكرة الطائرة الشاطئية، والنظر أيضاً للبرازيل قبل المونديال ومستوى التطور الذي لمس مدنها بعد المونديال، فتطوير البنية الأساسية فائدة مستدامة تستفد منها الدول لعقود على المستوى الخدمي، فضلاً عن المآرب الأخرى ذات البعد التجاري والاستثماري، فأندونيسيا التي تستعد لاستضافة دورة الألعاب الآسيوية أنفقت ما يلامس 390 مليون دولار، خصصت لتطوير مشاريع البنية الأساسية مثل إنشاء شبكة طرق جديدة ومطار جديد بالإضافة لمنشآت رياضية مع صيانة المنشآت القديمة وربما كان الرقم صغيرًا لاستفادة هذا البلد بالعمالة الرخصية لمواطنيه، فجاكرتا التي ستنفق هذا الرقم لن تخسره بل ستربح أضعافه وإن جاء الربح موزعا على مدار سنوات.

وتعد السلطنة الوجهة المفضلة لاستضافة العديد من الأحداث الرياضية لتمتع ربوعها بالأمن والاستقرار، فضلا عن توافر الإمكانات المادية والبشرية الضامنة لإنجاح مختلف الأحداث بشكل مميز، بيد أنَّ المنشود يتمثل في ضرورة استغلال تلك المعطيات لتحقيق أرباح وعوائد مالية لا أن تكون عبئا جديدا على الحكومة، فملف تسويق البطولات يحتاج لعمل من قبل محترفين في علوم التسويق القائم على المنفعة المتبادلة، فهناك اتحاد أنفق 94 ألف ريال لاستضافة بطولة لعدة أيام، وآخر وقع في فخ الديون لنفس السبب وهذا ما دلل عليه حسابه الختامي، فأين التسويق للبطولة؟ الإجابة في بطن الشاعر،

 وتستعد وزارة الشؤون الرياضية لدعم تنظيم البطولة الآسيوية للشباب لكرة اليد التي ستقام في صلالة بمبلغ 80 ألف ريال، فقد تلامس موازنة تلك البطولة 180 ألف ريال عماني فالسلطنة ليست بحاجة لتطوير بنية أساسية لتلك البطولة نظراً لجودة هذا الملف، لذا فأملنا كبير أن تنجح مساعي لجنة التسويق في تحقيق عوائد مالية توجه للإنفاق على البطولة لاسيما وأن البعثات المشاركة ستتحمل قيم إقامة بعثاتها، ونأمل أيضًا عدم المساس بموازنة الاتحاد التي لطالما كانت محل شكوى، وأعتقد أنَّ هناك أولويات يمكن الاستفادة من قيمة الدعم الحكومي الموجه لها إذ غطت البطولة نفقاتها، فالحاجة باتت ماسة لتدريب المنتخبات بشكل مستمر يتفق مع قواعد ومبادئ علم التدريب الحديث، أما التدريب الموسمي فلايُمكن أن يحقق ما نصبو إليه، فهل تغطي البطولة نفقاتها ويعاد توجيه الـ 80 ألف للموازنة العامة للاتحاد، سؤال سيجيب عنه الحساب الختامي للعام 2018/2019.