أنا مريضة بالحـبّ


فاتن باكــير - سوريا


يا تمارا....
يا جميلة...
هناك أسباب للحياة وأنت أولها
كأن تكون لنا أسباب كي نلتقي دون أن نحمل وزر المسافات البعيدة المرةّ
كأن تبتسمي حين أخبرك كم تبدلت روحي في غيابك
لدرجة حين أنظر إلى نفسي في المرآة لا أعرفها
وتتسع نظرتي على وسعها حين ألمحك في زاوية الغرفة
تتكلمين كثيراً ولا أسمعك...
تضحكين وتشردين وتبكين ثم تخرجين سيجارتك دون اكتراث
وتلعنين المنفى
وعملك الطويل المرهق واشتياقك لأمِّنا
ثم فجأة تتذكرين أنك نسيت أن تسأليني (عنه)
لماذا تصرين على إيقاعي بفخ اللاعودة!
حين يكون القليل هو الكثير والكثير هو القليل
وأنا التي أغمض عينيّ على تذكر حياتي التي تمر بدونكم
حتى بيتنا توقفت عن زيارته
لم أعد أكترث بما يجب أن أفعله كي أضمكم إليّ
لأن البعد وحشة
والمسافات لا تقصر وإنما تتمدد بلا هوادة
وكأن كل ما أطاله هي طرقات لا أكثر
هذا الوطن يا تمارا نحمله على وجع عيوننا
وعلى النوبات القلبية التي تحصل كل دقيقة
لأن كل خطوة فيها نار
وحيثما تدعسين تشتعل حرباً من الرغبات
وكل ما سينطفئ لاحقاً هو الوقت الثقيل

أنا مريضة بالحب
أنا مريضة حقاً ولا يمكنني الفرار من إرثي
مريضة بحبي له
وهذا الطقس اللعين الذي يذكرني به يقتلني
إنه يحب آذار كما لو أنه طفل
وأنا أكره آذار لأنني أمرض كثيراً فيه
كم يحب إغاظتي وكم أحب ذلك منه

تمارا ...
أتذكر دائماً تلك الأغنية عنك
إنها ليست عنك بالتحديد ولكنها تحمل اسمك
وكلما سمعتها أشعر بالحنين
أنها شيء حزين يذكرني بك وأنا كرهت أن أكون حزينة طوال الوقت
سترجعين أليس كذلك؟
ستركبين أول طائرة وتعودين دون أن تفكري ماذا تركت وراءك
أحب شعور النميمة الذي كنا نمارسه على أنفسنا وعلى أصدقائنا
أبتسم دائما كلما تذكرت ذلك
لا أحد يفلت منا
أود أن أضحك الآن لأن أرواح كثيرة ماتت وعاشت ألف مرة على يدينا
مثل هرتين تتناوبان على الدغدغة.

 

تعليق عبر الفيس بوك