نهائي كأس بخمس نجوم

 

أحمد السلماني

كنت قد انتقدت في مقال سابق، الفوضى التي صاحبت دخول الجماهير لمُتابعة لقاء منتخبنا الأول مع الشقيق الفدائي الفلسطيني، ومؤسستنا الإعلامية ليست الوحيدة التي سلطت الضوء عليها، بل كان هناك إجماع من كل وسائل الإعلام المختلفة فضلاً عن تفاعل الوسط الكروي بوسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي تعاملت معه الجهات ذات العلاقة بمسؤولية كبيرة ترجمته في التنظيم اللافت والجميل لنهائي الكأس الغالية والتي اختطفها النصر على حساب صحار المكافح.

لذا كان حرياً بالإعلام الرياضي أيضاً أن يبرز العمل الكبير والجهد الاستثنائي الذي قامت به وزارة الشؤون الرياضية وشرطة عمان السلطانية واتحاد كرة القدم والجهات الأخرى ذات العلاقة والتي خرجت لنا بـ" نهائي كأس بخمس نجوم"، فكل شيء من الألف إلى الياء سار وفق المرسوم والمخطط له، في المنصة الرئيسية أو المدرجات ودخول الجماهير إليها والخروج منها بسلاسة، فضلاً عن فقرات الأمسية الكروية الجميلة والتي نرى ضرورة الخروج بها في قادم المناسبات عن النمط التقليدي إلى أفكار احتفالية كرنفالية جديدة ترتقي وروعة التنظيم.

هنا بات من الأهمية بمكان الإشادة باللجنة المنظمة وما قدمته، ونطالب بأن تكون أمسية الخميس الفائت المعيار الذي تسير به الأمسيات الرياضية والأحداث الكروية بشكل خاص، فكل التحية والتقدير للجنة ولكافة أعضائها فردا فردا.

هذا فيما يتعلق بالتنظيم وموقع الحدث ولكن هناك أيضاً من ارتقى لمستوى الحدث والاسم الذي يحمله داخل المستطيل الأخضر بعد الملحمة الكروية الكبيرة التي قدمها البطل ووصيفه، بعد أن باحت المباراة بكل أسرارها في وقتها الأصلي وأشواطها الإضافية وخبأت للجمهور داخل المجمع وخلف الشاشات بل وحبست الأنفاس ولم تحسم إلا بضربات الحظ الترجيحية والتي ابتسمت لصاحب الخبرة واليد الطولى في النهائي على حساب صحار البطل غير المتوج ليخرج لاعبوه وجماهيره وهم مرفوعو الرأس بعد الأداء الأسطوري في الملعب وعلى المدرجات الخضراء والتي أكدت بما لا يدعو للشك أنه "لا مثيل" لجماهير التماسيح بالمطلق، فهذه لطالما كانت في الموعد وعلى الوعد ولا ننسى الوقفة الجماهيرية الكبيرة لجماهير النصر التي زحفت من أقصى الجنوب دون أن تلقي بالاً لبعد المسافة كل ذلك من أجل "الكأس الغالية" كيف لا وهي التي تحمل أغلى الأسماء -حفظه الله ورعاه-.

نقطة غاية في الأهمية يجب أن يدركها معسكر النصر وهي أن الفوز وتحقيق أغلى الألقاب إنما هو دافع ومحفز كبير للمنافسة على الدوري والتخطيط الجاد للموسم المقبل وللاستحقاقات القادمة وخاصة الكأس القارية، أما بالنسبة لمعسكر صحار فنقول"حذاري ثم حذاري من أن يقع التماسيح في نفس سيناريو سقوط الفهود الخابورية، ففقدان اللقب لا يعني فقدان الروح المعنوية وتفتت عرى ترابط النادي سواء أكان مجلس إدارته أو الفريق الكروي أو أعضاء الشرف به والداعمين له ولجمهوره، فصحار خسر بشرف وهو "بطل الظل" ويمتلك فريقًا شابا طموحا وقاعدة جماهيرية قل نظيرها ولا يريد الوسط الكروي برمته خسارة جمهور صحار الوفي، فإياكم والتخاذل أو الفتور، فمشوار الدوري لا زال طويلاً والعمل القادم يحتاج إلى تركيز عال جدًا، فهناك 3 فرق ستهبط لدوري الأولى هذا الموسم ولطالما اعتدنا على صحار بين الكبار دائماً.