مستقبلنا في الاقتصاد الذكي

فايزة الكلبانية

"الاقتصاد الذكي المستقبلي" مصطلح طالما تكرر على مسامعنا في السنوات الأخيرة، وقد يختصره البعض بتسميته اقتصاد "SMART" ويقصد به نوع الاقتصاد الجديد الذي اتجهت جميع الدول إلى تفعيله في مختلف تعاملاتها، حيث يتم من خلاله الاعتماد على الاتصالات والمعرفة والمعلومات بجميع أشكالها وأنواعها والعمل على تنميتها والارتقاء بها لتصل إلى حد الذكاء في الابتكار على الصعيد الكمي والنوعي، مستخدما التكنولوجيا الحديثة والآلات والمعدات لتحل محل العمالة من البشر.

في مختلف اللقاءات والمؤتمرات الأخيرة نسمع تأكيدات بأنّ المستقبل سيشهد بداية الاستغناء عن الموظفين واستبدالهم بالتقنيات الحديثة، ويبدو أنّ ذلك سيصبح واقعاً بالفعل ويمكننا أن نضرب مثالاً بسيطاً بمطار مسقط الدولي الجديد، في مرحلة التشغيل الحالية حيث نجده مزودًا بعدد من التقنيات التي فعلا تمّ خلالها الاستغناء عن دور الإنسان البشري واستبدلت أعماله بتقنيات متطورة وأجهزة ذكيّة.

وفي هذا الإطار يجب الإشادة بالجهود التي تبذل في الصندوق العماني للتكنولوجيا، بمختلف برامجه الاستثمارية التي تستهدف مجالات تقنية متخصصة، وهنا أخص بالذكر البرنامج الاستثماري "تكوين" وهو أحد البرامج الاستثمارية التابعة للصندوق العُماني للتكنولوجيا- والذي احتفل أمس بعرض مشاريع الشركات للمستثمرين، بعد فترة تدريب وتأهيل لعشر شركات تقنية استمرت لمدة ثلاثة أشهر. واستثمر البرنامج الاستثماري تكوين في 10 شركات تقنية ناشئة من داخل وخارج السلطنة في مرحلة الأفكار، وهي شركات: (أديب، داتابلوك 75، إنفاجو، إشارة، مصممات، نحنا، بيكابو جورو، سيلكفلو، تي بي دي، تلي بلي). وحظيت الشركات المشاركة ببرنامج تدريبي مكثف في السلطنة وخارجها من خلال مصفوفة متكاملة من الدعم تشمل التوجيه والإرشاد والتدريب في مختلف المجالات التجارية والتقنية بالتعاون مع مؤسسة "NDRC" الأيرلندية والتي تضمنت أيضا جوانب معنية بتطوير المنتج، وكسب العملاء وطرق جذب المستثمرين. ويتم خلال هذا البرنامج الجمع بين صاحب الفكرة وأحد رجال الأعمال والمستثمرين ليأخذوا بأيديهم في شراكة عملية لتطوير أفكارهم التقنية، عبر شراكة في الربح والخسارة والتطوير، وهذا من شأنه أن يستثمر عقول شباب عمان التي تحلق بعيدًا عن الواقع الذي نعيشه بطموحات تقنية تأخذ أبعادًا ليس لها حدود، وترسم أحلاما عملاقة، وآمالا تقنعك أنّ عُمان وأهلها ينتظرهم مستقبل اقتصاد ذكي لا تراه العيون العادية، وإنما ترسمه عيون استثنائية لأجلنا كما وصفها معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة في حديث ودي معه أثناء زيارته للرؤية. في هذا المكان تعمل عقول مفكرة شابة في مقتبل أعمارها، تبحث عمن يأخذ بأيديهم لتحويل أفكارهم التي نراها عظيمة وكبيرة ومستحيلة التحقيق لترسمها عبر أروقة مبنى الصندوق والمختصين إلى واقع جميل، يضيف للاقتصاد العماني بصمات ذكية برؤى جيل عماني واعد، ونأمل أن يكون للصندوق العماني للتكنولوجيا بصمات أكبر في رفد قطاع الابتكار التقني.

faiza@alroya.info