الأقزام تلعب في رأسي

رودي سليمان – عفرين - سوريا
الأقزام تلعب في رأسي
يعقدون دبكاتهم
وقهقهات الضحكات تلوي ذراع الحزن
في غابتهم
ما من فتاةٍ  
تعث فساداً بأسرّتهم الصغيرة
وما من أميرٍ بأحصنة بيضاء
ينقذني من أحلامي
الأقزام
يحتطبون العفن من ثنايا الذواكر
لا يرسمون على جذوع الشجر قلوباً تائهة من الحرب
ولم أجد مجموعة من الملاعق الخشبية الصغيرة
إنها أرض السعادة
في تلك الغابة
الزهور تترصد سيالاتي العصبية
الأشجار تعوي بعيون حادة
الظلال تتسلل على ذهب نائم في أطراف العقل
والشمس تختبأ وراء اللا وجود
في غابة الأقزام
هناااااا
نعم هناااا في رأسي
مازالتْ ذاكرة الكشافة تضج بخطوات ضخمة
أبتْ مكبرات الصوت نسيان صداها
والدببة
مازالت تبحث عن حبها كي ترتشفه بكفها الضخم
السنديانات عتيقة تدّون الذاكرة وتشي بأسرار الأحبة
النهر يتيم بلا أصدقاء
يرافقونه نحو العدم خارج الغابة
غابة رأسي
البريق يضيء ساعات جديدة كل يوم
ما تزال الأيام تطول
ما تزال تتقيأ عتمة الليالي
تطرد البوم لشؤمه والغراب لنعيقه
في تلك الغابة
الجميع يسعى للحب
يرجع الأقزام كل يوم بأمل لقاء الأميرة
يزأر أسدهم لإقامة العدالة
الضوء يغسل المطر
وريقات الشجر ترسم قلاداتها هنا وهناك وعلى حيطان الجمجمة معارضا للصور
ولكن………
لايدرك الجميع أن هذه الغابة
بكلّها تركن على فوهة بركان
فوهة بركان
وأن البومة والغراب
بعدما تركتا أرض السعادة
ذهبتا لتنثر الشؤم في أرض أخرى  
تستبيح ليلاً أسودَ احمرّ بجمر الفوهة
لن ينجو من حزن الحرائق إلاهما

 

تعليق عبر الفيس بوك