ناصر العبري
عندما تجتمعُ الصحة والتعليم، يخلقان الإبداع، ويفرزان الكفاءات، وهذا لن يأتي إلا بقيادة ذات رؤية وإستراتيجية ومتابعة، وتنظيم مُلتقى العارض للصحة المدرسية أتى في وقت نحن ومدارسنا في أمسِّ الحاجة إليه؛ لينشر التوعية من خلال فقرات الملتقى والمعرض المصاحب له.
وليس بغريب على مدرسة العارض ومديرة المدرسة الأستاذة موزة عبدالله العبرية والمعلمات، تنظيم هذه الملتقيات، فهم لديهم رصيد وافر من الخبرة والكفاءات مشهود لهم بها، كما أن ممرضين وممرضات الصحة المدرسية لهم دور فاعل وكبير؛ من خلال عملهم اليومي الذي يُؤدونه في مدارس الظاهرة والسلطنة عموما؛ فالصحة والتربية مرتبطان ارتباطا وثيقا منذ بزوغ عصر النهضة المباركة التي قادها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في السلطنة؛ فلا صحة بدون تعليم، ولا تعليم بدون صحة.. هما توأم معا.
إن الجهود التي تبذلها وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة في هذا الإطار كبيرة، حيث يتمُّ التنسيق بين الصحة المدرسية والمراكز الصحية لإعطاء الطلاب والطالبات أولوية واهتماما خاصًّا، ولا أنسى ما استمعنا إليه خلال الملتقى من توجيهات للشيخ علي بن عبدالله الحبسي مدير عام الخدمات الصحية بمحافظة الظاهرة، حول إعطاء المعلمين والمعلمات والطلاب أولوية في التسريع بعلاجهم عند مراجعتهم للمراكز الصحية والمستشفيات في الظاهرة.
ويجب التنويه كذلك إلى المقاصف المدرسية، وما تحتويه من وجبات غذائية تحتاج متابعة وتفتيشا دوريا؛ فلابد من المقاول الذي يدير أو يزود المقاصف المدرسية أن يخضع للشروط الموضوعة من قبل وزارة التربية ووزارة الصحة؛ بحيث يحصل الطالب على وجبة غذائية صحية متكاملة أثناء فترة الاستراحة كي يستطيع استيعاب دروسه، وهذا ما أكد عليه مدير عام الخدمات الصحية.
لذا؛ لابد من تضافر الجهود بين المدرسة والبيت للعمل على الحد من مشاكل التغذية، والتي قد تكون في يوم ما سببًا في تدنِّي استيعاب الطالب للدروس. فشكرا لتلك الجهود المبذولة من قبل القائمين على الصحة المدرسية، وشكرا لوزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم، والشكر موصول لبلديات الظاهرة التي تقوم بالتفتيش والمراقبة بين فترة وأخرى على المقاصف المدرسية.