جرحٌ اتَّسعَ صارَ وطنًا


عايدة جاويش - سوريا


كنتُ معهُ
عِندما فتحَ نافذتهُ المطلةَ على الشارعِ
وأطلقَ غضبه عاصفة
جَففتْ ضِحكنا
وعَرت أحلامنا
أمام الجميع
ومع ذلكَ لمْ يسمعنا أحد
//
حديثهُ اليوم
كان سطحياً
هو يجيدُ خنقَ إحساسه جيداً  
في شوارعِ حزني
أركض وراءَ ضحكته المزيفة
وهو يغني بصوتهِ الباكي  المخنوق
"كلمة وكلمة وكلمتين حلوة يا بلدي"
//
كلَ صباحٍ يكررُ
الأملَ أكاذيبهُ على الصباح
//
بكمشةِ  تراب
وجدتُ نصفَ الحقيقة
والنصف الآخر
بقي ممرغ بالوحلِ
//
جاري يطلُ على الصبحِ  بوجه الأمس
وحدها رائحةُ الخبزِ تناديه
وتحتمُ عليه مناورةَ الموت
//
أحاولُ جاهدةً كلَ يوم
فكَ أزرار صمت ذالكَ الشارع الطويل
عبثاً
رصاصةٌ واحدة كانت قادرةَ على ذلك  
//
لمْ نضَيع الطريق
عِندَما حلمنا بالحرية
لكننا سلكنا أطولَ الطرق
//
جرحٌ اتسع
صارَ وطناً
//
ركبتُ سيارةَ أجرة
سائقها يضمدُ جروحَ الطرقاتِ
 سراً
وعجلاتُ سيارتهِ تدورُ بسرعةِ
كهاربِ من الموت   
//
يجرحني
العراء
//
في العمقِ
أرى امرأةً متوحشة
تمزقُ خارطةَ العالم
تطلُ برأسها الفارغ
على عالمٍ ليسَ لهُ عقل    
لكنهُ يتابعُ بدقةٍ جريانَ الدم حولهُ
//
السفلةُ أثرهم واضح
في كل العوالمِ
لكنَ موتهم سيكون أوضح
 //
يقظةٌ مؤلمة
كمكانٍ يتسع لفراغٍ
أكثر
//    
كل يومٍ أقفُ ساعاتٍ وساعات..
بانتظارِ قطارٍ
 سيخرجُ من كتابٍ قَرأته منذُ أيام  
//
حزنٌ لا يشبهُ نفسه
حزنٌ يشبهني
لذلكَ
لمْ أعد أنتظره
أصبحَ في متناول حزني

 

تعليق عبر الفيس بوك