استهدف أصحاب السعادة وكلاء الوزارات ومن في حكمهم بغيّة تجويد العمل وتيسيره

إشادات بتنظيم "معهد الإدارة" لقاءً تخصصيًا حول "تعزيز الأداء المؤسسي الحكومي"

◄ المرهون: التوجيهات السامية تؤكد دوما ضرورة تعزيز أداء الجهات الحكومية وتيسير الخدمات

◄ علم الإدارة متجدد بشكل دائم ومن الأهمية بمكان مواكبة المستجدات

◄ مشاركة وتفاعل أصحاب السعادة يعكس الحرص على تطوير الأداء الحكومي

مسقط - الرؤية

نظم معهد الإدارة العامة مؤخراً لقاءً تخصصياً لأصحاب السعادة وكلاء الوزارات ومن في حكمهم حول "تعزيز الأداء المؤسسي الحكومي"، وذلك تحت رعاية معالي الشيخ خالد بن عمر المرهون وزير الخدمة المدنية رئيس مجلس إدارة معهد الإدارة العامة.

وشهد اللقاء مشاركة واسعة من أصحاب السعادة والذين بلغ عددهم أكثر من 60 مشاركا، وتحدث فيه بشكل رئيسي الدكتور خليف أحمد الخوالدة وزير تطوير القطاع العام السابق بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة. وفي بداية اللقاء، ألقى معالي الشيخ وزير الخدمة المدنية كلمة ترحيبية بهذه المناسبة، رحب من خلالها بالدكتور خليف الخوالدة، الذي يعد من الخبرات الإدارية المرموقة بالوطن العربي باعتباره شغل عدة مناصب تتصل بتطوير العمل الحكومي توجت بتوليه منصب وزير تطوير القطاع العام بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة خلال الفترة من 2011 حتى 2016، وله مساهمات فاعلة في إنشاء وتقييم عدة برامج تتصل بالإجادة الحكومية، كما كانت له مشاركة مقدرة في تطوير العمل بالمنظمة العربية للتنمية الإدارية خلال فترة تمثيله للأردن في المجلس التنفيذي للمنظمة وجمعيتها العمومية.

ورحّب معاليه كذلك بأصحاب السعادة المشاركين وشكرهم على حضورهم هذا اللقاء، متطرقا في كلمته إلى جملة من الموضوعات المرتبطة بموضوع اللقاء والمجالات المتصلة بالعمل الحكومي. وأشار المرهون إلى أنّ التوجيهات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- دائمة التأكيد على ضرورة تعزيز الجهات الحكومية لأدائها وتيسير خدماتها، مؤكداً أنّ السلطنة ماضية بفضل هذه التوجيهات السامية في مواكبة المستجدات العالمية في تعزيز الأداء الحكومي. وشدد معاليه على أنّ هذا اللقاء يكتسب أهميّته من الإطلاع على أنجح وأحدث التجارب والممارسات الإدارية العالمية والتشاور وتبادل الأفكار والخبرات في الارتقاء بمنظومة العمل الحكومي، خاصة وأنّ اللقاء يحفل بمشاركة أكثر من 60 مسؤولا حكوميا من القيادات الإدارية بالسلطنة من مستوى وكلاء الوزارات ومن في حكمهم. ونوه معاليه إلى أنّ مشاركة وتفاعل أصحاب السعادة مع محاور اللقاء يعكس الحرص على تطوير الأداء الحكومي، وأنّ عقد هذا اللقاء يأتي في إطار المبادرات الجادة لمعهد الإدارة العامة في تطوير العمل الإداري عبر تنفيذ مثل هذه اللقاءات التخصصية، كاشفا أنّ هذا اللقاء سينعقد بشكل سنوي.

وعرج معاليه - خلال الكلمة- إلى علم الإدارة باعتباره من العلوم المتجددة بشكل دائم وأنّه ومن الأهميّة بمكان مواكبة مستجداته، وأنّ سرعة المتغيرات في العالم وعلى كافة الأصعدة تستدعي البحث المستمر عن أفضل سبل تقديم الخدمات وتطوير إجراءات العمل بما يتماشى مع تلك المتغيرات، خاصة وأنّ الدول أصبحت تتسابق في ابتكار أساليب جديدة لتيسير تقديم الخدمات للمستفيدين منها، ومن هنا تأتي أهميّة مثل هذه اللقاءات التي تغذي الفكر الإداري والعمل الحكومي.

بعد ذلك، بدأت محاضرة الدكتور خليف أحمد الخوالدة، والتي اشتملت على العديد من المحاور المُهمة المُتصلة بسبل تعزيز الأداء الحكومي، ومن أبرزها مقارنة الدور التقليدي والحديث للحكومات الذي يتضمّن إدارة تنموية توفر البيئة المناسبة للعمل وتضع الأطر التشريعية والرقابية وترسم السياسات العامة وتتابع مستوى تطبيقها، ومدى الإدراك للدور الحقيقي للحكومات، وبيان تحديات تعزيز الأداء الحكومي، وضوابط العمل الحكومي الذي يتضمن جميع الأطر التشريعية والهيكلية والتنظيمية والوظيفية والإجرائية التي تتمحور حول المهام الأساسية وتتسم بالشمولية والوضوح والملاءمة دون أي تداخل وازدواجية مع أي عمل آخر. وتطرق الخوالدة إلى العديد من المرتكزات التي تنظم العمل الحكومي أهمّها الالتزام بالتشريعات، وفصل الأنشطة التنظيمية أو الرقابية عن التنفيذية، والامتثال من خلال تطبيق الاعتمادية ونظم الجودة والتميز، وترسيخ مبادئ النزاهة والشفافية والمساواة في تقديم الخدمات، وإدارة المخاطر، والتقييم والمتابعة، إضافة إلى دور التشريعات والبنية التنظيمية والاستراتيجيات والسياسات ورأس المال البشري في تطوير الأداء الحكومي. وأشار إلى جملة من الأمثلة الإدارية الواقعية التي يستفاد منها في تعزيز وتطوير إجراءات العمل.

وتخلل اللقاء فترات نقاش وحوار أثرت اللقاء وغطت العديد من وجهات النظر المختلفة في مجالات تطوير العمل الإداري ووسائل تبسيط إجراءات تقديم الخدمات الحكوميّة وطرق تحفيز الموظفين وزيادة انتمائهم وولائهم الوظيفي. وتناول النقاش عددًا من المستجدات العالمية في مختلف المجالات المرتبطة بالعمل، والتحديات المتوقعة في ضوء الثورة الصناعية الرابعة المرتكزة على الذكاء الاصطناعي وسبل مواكبة مثل هذه المتغيّرات خاصة ما يتصل بوسائل تقديم الخدمات الحكومية للمستفيدين منها.

وفي ختام اللقاء، أبدى أصحاب السعادة المشاركون سعادتهم البالغة بهذا اللقاء، وأجمعوا على أهميته في تعزيز العمل الحكومي، منوهين إلى ضرورة استمراره لما له من دور في تطوير الأداء المؤسسي الحكومي والاطلاع على أفضل التجارب والممارسات الإدارية الناجحة وتبادل الأفكار والخبرات للوصول إلى أعلى مستويات الإجادة في منظومة العمل الحكومي. ووجّه أصحاب السعادة شكرهم وتقديرهم لمعالي الشيخ وزير الخدمة المدنية رئيس مجلس إدارة معهد الإدارة العامة ولأعضاء مجلس إدارة المعهد وإدارته التنفيذية وموظفيه على مثل هذه المبادرات المقدرة للارتقاء بالعمل الحكومي، كما وجهوا شكرهم وثناءهم للدكتور خليف الخوالدة على محاضرته القيمة وما استمدوه من معلومات وافرة من واقع خبرته ومعرفته الإدارية الواسعة.

تعليق عبر الفيس بوك