في كلمة الوفد العماني أمام الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي بجنيف

السلطنة تؤكد بذل الجهود الحثيثة لتقديم العون الإغاثي المادي والمعنوي للاجئين

 

مسقط - الرؤية

أكد سعادة المهندس محمد بن أبوبكر الغساني نائب رئيس مجلس الشورى رئيس وفد السلطنة المشارك في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي المنعقدة في جنيف بسويسرا حاليا، في كلمة أمام الدورة الـ138 للجمعية العامة للاتحاد، أن السلطنة تبذل قصارى جهودها من أجل تهيئة الظروف المناسبة لمن أجبرتهم المعاناة الاقتصادية والأمنية على ترك أوطانهم والبحث عن ملاذ يجدون فيه لقمة عيشهم، ويأمنون فيه على أرواحهم وأرواح أسرهم.

وقال سعادته إن التحديات الراهنة التي يمر بها عالمنا تحتم علينا جميعا العمل سويا من أجل إيجاد الحلول الناجعة التي يكون أساسها الحكمة وقوامها التوافق وغايتها الوئام والعيش بسلام، ونبتعد كل البعد عن الحلول التي تحصد الأرواح وتزعزع أمن المجتمعات واستقرارها. وأضاف سعادته: إن هناك مسببات عديدة لهذه الأزمة؛ منها: انتهاك سيادة الدول واغتصاب أراضيها، وانتشار الجماعات الإرهابية المسلحة والتمييز العنصري والحروب الطاحنة، فضلا عن غياب العدالة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات؛ فكانت هذه الأسباب ولا تزال تدفع بمئات الآلاف لترك وطنهم بحثا عن ملاذ آمن. وتابع قائلا: في الوقت الذي تسعى فيه الدول جاهدة لحل مشاكل اللاجئين والمهاجرين التي باتت تشغل العالم؛ يواصل الشعب الفلسطيني الأبي الذي يُعد من أكثر الشعوب التي اكتوت بنيران اللجوء والهجرة مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وعوضا عن أن نرى تحركا إيجابيا يسهم في حل هذه القضية التي كانت ولا تزال سببا في كثير من المشاكل الإقليمية والدولية، وأهمها مشكلة اللاجئين والمهاجرين؛ رأينا قرار الإدارة الأمريكية الأخير باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل مقر السفارة الأمريكية إليها، وكأن الإدارة الأمريكية الحالية لا تريد حلا لهذه القضية، وتسعى لتعميق جذورها وتعقيد حلها؛ مما سيؤدي لتقويض عملية السلام، والإضرار بالأمن والسلم، وإفشاء الفوضى والانقسام، وتشتيت الجهود الدولية الخيِّرة التي دعت لحل القضية الفلسطينية. وأشار سعادته إلى ما تعانيه أقلية الروهينجا المسلمة في ماينمار من تهجير وقتل وحرق وتنكيل؛ مما دفعهم للتدفق بمئات الآلاف إلى الحدود البنجلاديشية في ظروف مأساوية، تاركين وطنهم وأرضهم فرارا من الاضطهاد والتطهير العرقي الذي يتعرضون له.

وأكد سعادته أن السلطنة تقدم يد العون للاجئين خارج السلطنة من خلال مرحلتين؛ أولاهما: الجهود الإغاثية من تقديم مسكن ومأوى لهم وتوزيع المساعدات النقدية بصفة شهرية للاجئين، وتقديم المساعدات العلاجية والعينية وحفر الآبار لهم. أما المرحلة الثانية، فتتمثل في إعادة الإعمار التي تتلو مراحل الإغاثة؛ من أجل إعادة الحياة لتلك المناطق المنكوبة وتهيئتها لتخفيف معاناتهم.

وكانتْ الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة، أمس الأول الأحد، قد ناقشت عددا من الموضوعات والقضايا، إضافة الى النظر في طلبات إدراج بنود طارئة على جدول أعمال الجمعية، وفي هذا الإطار نجحت المجموعتان العربية والإسلامية في الاتحاد البرلماني الدولي في إدراج بند طارئ على جدول أعمال الدورة بشأن عدم تغيير الوضعية القانونية للقدس بوصفها مدينة محتلة، وباعتبارها العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.

ويُشارك سعادة الدكتور خالد بن سالم السعيدي الأمين العام لمجلس الدولة، في مؤتمر جمعية الأمناء العامين للبرلمانات الوطنية، الذي بدأ اليوم الإثنين 26 مارس 2018، ضمن أعمال الدورة. وناقش المؤتمر في أول أيامه عددا من الموضوعات المدرجة على جدول اعماله؛ ومنها: تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على البرلمانات الأخرى في دول الاتحاد.

تعليق عبر الفيس بوك