مُستقبل أفضل للجميع

تَتَواصل الجهودُ من الجهات المعنية بالحكومة والقطاع  الخاص من أجل توطِيد وتفعيل المسؤولية الاجتماعية للشركات، وهي جهودٌ طيبة ومشكورة للقطاع الخاص، الذي قدَّم إنجازات في هذا المجال تستحقُّ أن نزهو بها، وهي نموذجٌ في تنمية المجتمع، يجب أن يُحتذى بين الشركات؛ لما يجب أن تكون عليه المسؤولية الاجتماعية، وما زلنا حريصين على مواصلة التوعية والترويج من أجل إثراء مجال المسؤولية الإجتماعية للشركات في بلادنا؛ واستدامة برامجها، ومُعالجة التحديات المحيطة بها؛ بما يُسهم في اكتمال أضلاع مُثلث الشراكة بين قِطاعنا العام والخاص والمجتمع المدني، وإطلاق مبادرات تمسُّ عُمق المسؤولية الاجتماعية.

واستمرارًا لهذه الجهود، تُوقع وزارة التنمية الاجتماعية، مع عدد من مؤسسات القطاع الخاص، اتفاقيات لبناء المركز الوطني للتوحُّد بمسقط، وبناء دار إصلاح الأحداث بمسقط، وبناء مركز الوفاء لتأهيل الأطفال المعوقين بدماء والطائيين، إلى جانب توقيع اتفاقية لتوفير الأجهزة التعويضية؛ وذلك في الحفل الذي تُقيمه وزارة التنمية الاجتماعية لتكريم المؤسسات الداعمة لبرامج المسؤولية الاجتماعية للوزارة.

وهي خطوة جديرة بالإشادة، خاصة وأنها تؤكد الاهتمام الحكومي والمجتمعي بأهمية مشاركة القطاع الخاص في التنمية الشاملة، جنبا إلى جنب مع القطاعين الحكومي والأهلي، وأهمية برامج المسؤولية الاجتماعية للشركات في خلق شراكة جادة وناجحة بين الحكومة والقطاع الخاص، تحت مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات.

... إنَّ المسؤولية الاجتماعية تنبع من الغريزة الإنسانية التي تشمل التعاطف مع الآخر، وحب المساعدة، والتي تتجلى في عدد غير محدود من الأمثلة في حياتنا اليومية؛ إلا أن الأعمال الخيرية الفردية أو الجماعية تختلف عن مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات على المستوى الدولي والمحلي.

ومع كلِّ التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والزيادة في المتطلبات والاحتياجات لخدمة الآخرين، وكون الأعمال الفردية الخيرية هي في نهاية المطاف مبادرات شخصية، فقد تبلورت الحاجة لتكريس وتعميق مفهوم المسؤولية الاجتماعية؛ بحيث تتحقق شراكة لتتحول تلك المسؤولية  إلى آلية تنموية مستدامة تؤدي لرفع مستوى معيشة الفرد وتنمية المجتمع بوجه عام.

ويبقى القول إننا نهيب بكافة مؤسسات القطاع الخاص أن تُواصل القيام بدورها في إطار المسؤولية الاجتماعية؛ للمشاركة في بناء مجتمع مُتوازن، تتحقق فيه رفاهية المواطن وأمنه الاجتماعي، من أجل مستقبل أفضل للجميع.

تعليق عبر الفيس بوك