خلفان الطوقي
وأخيرا.. وبعد طول انتظار، تم افتتاح المبنى الجديد لمطار مسقط الدولي، وما إن أُعلن عن موعد انطلاق العمليات التشغيلية الفعلية للمطار، حتى أطلقت شركة "مطارات عمان" حملة بعنوان "زاهبين"، أي مستعدين للافتتاح الرسمي والفعلي، تضمنت الحملة جميع الأدوات التسويقية والإعلامية الحديثة والتقليدية، وهدفها توصيل رسالة للجمهور الداخلي والخارجي بأن المطار "زاهب"، وعلى أهبة الاستعداد لإدارة هذا البنيان العالمي بموارد بشرية عالية التأهيل، والتعامل مع جميع السيناريوهات غير المتوقعة وأشدها تعقيدا.
وتحديدا تم في يوم 20 مارس 2018م افتتاح مبنى المطار الجديد، وساد هذا اليوم فرح عارم لكل من كان يتابع إنجاز هذا المشروع العملاق منذ بداياته، لكن اختلفت آراء مستخدمي المطار في الأيام القليلة الماضية، فمنهم من كان يثني على المشروع ويصفه بالجوهرة المعمارية، إضافة لوصفه بجودة الخدمات التي فاقت التوقعات، ومنهم من وصف المبنى بالجميل، لكنه لم تعجبه بعض الخدمات المصاحبة التي يرى أنها لم تتناسب مع براعة وروعة جمالية المبنى؛ لذلك وجدنا في كافة وسائل التواصل الاجتماعي بين من هو معجب وبين من هو مُستاء. ومن خلال قراءتي لما بين السطور لكل الآراء، لاحظت اتفاقَ معظمهم على أن المشروع عملاق وصورة مشرفة ومشرقة للسلطنة، ولابد من استثمار هذا الجزء من البنية التحتية وتسويق السلطنة من خلاله، وعدم الاكتفاء بجمال المبنى فقط، بل تطوير الخدمات المصاحبة به بدءا من المواقف، وانتهاء بآخر خطوة يقوم بها المسافر.
يتفق معظم العاملين والخبراء والمختصين في صناعة المطارات على أنه من الصعوبة لأي مطار أن يعمل بكفاءة عالية ولا يمر بمنغصات في أشهره الأولى، وما يحصل في المبنى الجديد لمطار مسقط الدولي في حال وجود بعض المنغصات، علينا أن نتقبله كوضع صحي، لكن ذلك لا يمنع من تقديم النقد البناء للإسراع في سد الثغرات قدر الإمكان وفي وقت قياسي والوقوف معهم والأخذ بيدهم، ما يحملني في قول هذا هو ثلاثة آراء إيجابية سمعتها من ثلاث شخصيات لها ثقلها الدولي، أحدها خليجيا وتحديدا من المملكة العربية السعودية، والثانية آسيوية من تايوان، والثالثة أوروبية من ألمانيا، وجميعهم يثني ثناء يثلج الصدر، وبالصدفة المحضة جميع هذه الآراء الإيجابية تتفق على أن ما أبهرهم هو وجود الشخصيات العمانية البارزة التي تدير معظم مكونات المبنى الجديد للمطار.
وبكل صراحة هذه الآراء الإيجابية الثلاثة هي التي أرغمتني على كتابة هذا المقال، فحركت بداخلي شعورا إيجابيا جعلني أطلب من الجميع أن يفكر في عشرات النقاط الإيجابية التي سيجلبها هذا المشروع الضخم إلى السلطنة من وظائف وتحريك لكثير من الأنشطة الاقتصادية، وابتكار أنشطة جديدة لم تكن موجودة، وخلق مبادرات خلاقة تُسهم وتتكامل في ترويج البلاد، والكثير الكثير التي لا يتسع هذا المقال لذكرها، وفي الوقت ذاته أقول لمن صادفتهم بعض المنغصات في رحلاتهم السابقة، غُضوا الطرف، وليكن لديكم نفس أطول، ولنأخذ بأيدي شبابنا هناك، ولنسهم معهم بإيجابية ليكون المبنى الجديد "زاهبا" بشكل كامل، وعمان "زاهبة" لاستقبال مسافريها وضيوفها من أحدث بوابات عُمان، ولنعمل معا ليكون مبنى المطار الجديد هو أحدث أيقونة يُشار إليها بالبنان، وأفضل وجهة لكل ضيوفها، تخلق انطباعَ الضيافة والكرم العماني الأصيل.