التطفل على الأطفال

 

عائض الأحمد

كاتب سعودي

 

 الشهرة وحب الظهور يعد شيئاً طبيعيا جدًا ويختلف من شخص لآخر، فهناك من يكتفي بكلمة قد تكون كافية ثناءً على ما قام به من عمل وتعتبر بالنسبة له شيئًا مميزًا وظهورًا مختلفًا وخاصة عندما تصدر من شخص له قيمة معينة لديه.

وهذه طبيعة إنسانية ولا تخرج عن المتعارف عليه.

 

ولكن الشيء الذي أعتقد أنه تجاوز المألوف هو هذه الاستماتة لدى البعض على حب الظهور مهما كانت العواقب وأياً كان المحتوى وكأن الغاية تبرر الوسيلة.

المقلق حقًا هو هذا الاستخدام السيء للأطفال وتلك المقاطع المصورة التي أقل ما يقال عنها أنها قد تصل إلى انتهاك حقوق هؤلاء الأطفال واستغلال براءتهم وإظهارهم بهذه المواقف التي يعتقد من يقوم بها أنها تثير الضحك وتروج للابتسامة وحقيقة هي لا تتجاوز كونها سلوكا رخيصا جدا وتثير الحنق والضجر ويجب مساءلة من يقوم بهذه الأعمال.

هل من حقك أن تبحث عن الظهور من خلال اختراق خصوصية هذا أو ذاك؟

فما بالك عندما يكون طفلاً لا يعلم إلى أي مدى يستغل من خلال هذه المقاطع الهزلية المخجلة.

 

 ما يدعو للشفقة حقاً أن هذه المشاهد المقززة مصدرها الأسرة نفسها وهنا الإشكال والمشكلة والبحث عن رب هذه الأسرة وسؤاله،

عزيزي رب الأسرة ماذا تريد أن تقول عندما تعرض أحد أفراد عائلتك لهذه السخرية ثم نشرها وتعميمها على كل شرائح المجتمع هل لديك إجابة؟

أعتقد جازماً أنه يجب عليك زيارة أحد الأخصائيين النفسيين لبحث حالتك النفسية!!! أو أن تقوم الجهات ذات العلاقة بحماية هذه الأسرة من هكذا أب أو أم أو عائلة لا تملك أدنى مسؤولية تجاه هذا الطفل.

 لا يكاد ينقضي يوم دون أن نشاهد هذه الهزليات المصطنعة وأنا أدعو الجميع للحفاظ على أبنائنا ومجتمعنا من هكذا تجاوزات وأن نكون أولى برفضها مباشرة وإيقاف تداولها والتواصل مع من يهمه الأمر لجعل الأمور في نصابها الصحيح حماية لأطفالنا وسعياً لبناء مجتمع سليم يعترف بالخطأ ثم يتعاون بعد ذلك لإيقافه.

 ونقول للمسيء عليك أن تتوقف الآن وليس غداً.

 

الحقيقة التي يجب أن نعلمها أن هناك انفلاتا أخلاقيا غير مبرر في التعامل مع هذه الأحداث وعلينا أن نقف بحزم ونذكر الأسرة أولاً .

 

هذا حالنا مع أطفالنا فماذا سيقول أحدهم عندما يتحدث عن مآسي (الحيوانات) إنه حديث آخر.

 

 ومضة:

يقولون حريتك تنتهي عندما تصل إلى خصوصيات الآخرين.

هذه حقيقة وليست قانونا.

تعليق عبر الفيس بوك