ينظمها مركز التعلم الذاتي بالجامعة

ندوة لتعريف طلاب جامعة السلطان قابوس بتكنولوجيا "بلوكتشين" وسبل الاستفادة منها

 

≥ الهنائية: سلسلة "الريادة المعرفية" تسهم في توعية طلاب الجامعة بمستجدات الساحات العلمية والاقتصادية والتقنية

≥ الحمدية: "بلوكتشين" تقنية بالغة الأهمية في "المصرفي" والقطاعات كافة

 

الرؤية - نجلاء عبدالعال - محمود المدني

نظم مركز التعلم الذاتي بجامعة السلطان قابوس، أمس، ندوة حول تكنولوجيا البلوكتشين وسبل الاستفادة منها، والجوانب المتعددة لاستخداماتها والابتكار فيها؛ وقدم عدد من الخبراء والأكاديميين أوراقَ عمل حول الموضوع ضمن أعمال الندوة.

وقالت الدكتورة ماجدة بنت طالب الهنائية مديرة مركز التعلم الذاتي بالجامعة: إنَّ الندوة تأتي تدشينا لسلسلة ندوات الريادة المعرفية بمركز التعلم الذاتي، وهي عبارة عن خدمة استحدثها مركز التعلم الذاتي لرفد طلاب الجامعة وتعريفهم بالمستجدات التي يُمكن أن تطرأ على الساحة العلمية أو الساحة الاقتصادية والتقنيات الحديثة، ويقوم المركز بعقد هذه الندوات مرتين في كل فصل دراسي، ويجري اختيار موضوع يكون حديث الساعة. وتهدف الندوات إلى إثراء معارف الطلاب وتنميتها، وهذا جزء من مهام مركز التعلم الذاتي. وهناك نوعان من التعلم الذاتي؛ هما: التعلم الذاتي الموجه ويتم التركيز فيه على توجيه الطلاب إلى الاطلاع على موضوعات معينة تساعدهم على تنمية وتطوير معارفهم، ويعمل المركز على تهيئة بيئة خصبة للطلبة لإخراج كل ما يمتلكون من أفكار وإبداعات.

وحول اختيار البلوكتشين كموضوع لورشة العمل، أوضحت الهنائية أن اعتماده كموضوع للورشة جاء من منطلق أنَّه واحد من الموضوعات الجديدة على الساحة العالمية، موضحة أنَّ الورشة كانت عبارة عن سلسلة محاضرات قدمها خبراء وتناولت البلوكتشين والتعريف به. وأشارت الدكتورة ماجدة إلى دور الندوات التي يعقدها مركز التعلم الذاتي في سد الفجوة بين التغيرات المتسارعة في التكنولوجيا والمعرفة، بقولها: إنها تساعد الطلاب على مواكبة الأحداث والموضوعات الجديدة في التكنولوجيا والمعرفة بغض النظر عن تخصصاتهم الدراسية ومستوياتهم، وأنها غير مرتبطة بالمناهج الدراسية التي عادة تأخذ وقتاً لتضمين المستجدات فيها ربما يطول أحياناً.

وأبرزت مديرة مركز التعلم الذاتي مخرجات الندوة، وقالت إنها تركز على تشجيع الطلاب على ممارسة مهارات التفكير الناقد والتعلم التعاوني والتواصل والابتكار ممارسة عملية، بعيداً عن الطريقة النظرية البدائية والتلقين.

وقالت نجاح الحمدية نائبة رئيس الخدمات الفنية بالبنك المركزي العماني: إن البلوكتشين من التكنولوجيات الجديدة التي نشجع الطلاب على عمل مشاريعهم الخاصة حولها، وأن يكونوا رواداً في مجال العمل فيها؛ وذلك ضمن كافة التكنولوجيات الجديدة مثل الذكاء الصناعي وإنترنت الأشياء. وأعربت عن أملها في أن تكون عُمان إحدى الدول الرائدة في هذه المجالات، مشيرة إلى أن البلوكتشين تقنية بالغة الأهمية ليس فقط في القطاع المصرفي لكن في كل القطاعات. وأوضحت أن البنك المركزي حاليا في مرحلة استكشاف جوانب البلوكتشين ومدى إمكانية تطبيقه وتأثيرات تطبيقه في البنك المركزي العماني والقطاع المصرفي في السلطنة بشكل عام.

من جهته، قال الدكتور سالم الحارثي مدير مكتب إدارة المخاطر بجامعة السلطان قابوس، خلال كلمته: إنَّ الندوة تهدف للاطلاع على التكنولوجيا الحديثة، خاصة تكنولوجيا البلوكتشين، أو ما يطلق عليه سلسلة الكتل، من حيث توجيه تطبيقات هذه التكنولوجيا، بجانب رفع المعرفة لطلاب جامعة السلطان قابوس من قبل الخبراء في الميادين المختلفة من خلال البنك المركزي العماني، والشركة العمانية للبلوكتشين وريادة وكذلك جامعة السلطان قابوس؛ حيث جرى التطرق بشكل عام إلى ماهية البلوكتشين وتطبيقاتها، وأيضا توضيح فكرة نادي البلوكتشين في عمان عبر الدكتور عمار العبيداني، إضافة لإدارة المخاطر بجامعة السلطان قابوس.

وأضاف الحارثي: إن فكرة البدء أولا بالتعريف بهذه التكنولوجيا والإيجابيات والسلبيات لهذه التكنولوجيا وهذه الحلقات تأتي من قبل مركز التعليم الذاتي؛ بهدف تطوير مفهوم التعلم الذاتي من قبل طلاب جامعة السلطان قابوس والأساتذة أيضا، على أساس نشر الوعي في مجال التكنولوجيات الحديثة ليس فقط سلسلة الكتل -البلوكتشين- بل أيضا الأمور التي تخص التكنولوجيا مثل الذكاء الصناعي والبيانات الضخمة...وغيرها، والتي لا يزال الوعي حولها محدودًا إلى حد ما.

وحول إمكانية إدخال التكنولوجيا الجديدة ضمن المقررات الدراسية، قال الحارثي: إن مسألة إدخال أي موضوع في المناهج مسألة شائكة؛ لأن المنهج له حدود، وهناك سعة معينة للطالب في المراحل الدراسية، وحتى إمكانيات المدارس لها حدود لا تمكنها من استيعاب كل شيء، لكن هذا لا يمنع أن يتم تطعيم المناهج بمهارات التي تمكن الطلاب من فهم كثير من الموضوعات وهذا مهم، كما أنه من المهم العمل عبر الورش وحلقات العمل والندوات...وغيرها على تقديم الوعي المبسط بكل المستجدات من آن لآخر أمام الطلاب.

وأوضح الحارثي أن هناك تطعيما للمناهج والمقررات في المرحلة الجامعية، إضافة إلى البحوث العلمية التي تعتمد على هذه التكنولوجيات لكن نحتاج إلى إضافة جرعة لهذه التكنولوجيات حتى تواكب طبيعة التغير المتسارع في العالم، ولو أردنا تشجيع الطلاب في تبني هذه التكنولوجيات فلابد من إقامة مثل هذه الورش، ولابد من إعطائهم وفتح آفاق المعرفة وتعريف الطلاب؛ فالدراسة الجامعية ليست فقط المحاضرات والامتحانات بل بالعكس يمكن من خلال المناقشات والتفاعل الطلابي مع المسؤولين في القطاع الخاص والميدان توسيع مدارك الطلاب أكثر كثيرا، ويمكن أن تكون مشاريع التخرج مشتركة بين القطاع الخاص، والجامعة طريق مهم جدا لإفادة الطرفين.

وفي هذا الإطار، قال الدكتور خالد الطحان الرئيس التنفيذي لشركة حلول وخدمات البلوكتشين، خلال الندوة: إن أهمية مثل هذه الفعاليات تكمن في أن تكنولوجيات مثل البلوكتشين تفتح فرصا جديدة للشباب والبلد ككل، وبفاعلية يمكن أن تبتكر تطبيقات جديدة اليوم والتي يمكن أن تصبح عالمية، ويمكن أن نكون روادا لمثل هذه النماذج الجديدة من التطبيقات الجديدة للتكنولوجيات، وهذا ما تقدمه البلوكتشين اليوم. وأوضح أنه وبدلا من أن نقوم فقط بتبني هذه التطبيقات يمكن أن ننظر لها من منظور ابتكاري؛ بحيث نبتكر ونقود في هذا المجال، بينما إذا نظرنا لها من منظور التبني والاستهلاك فقط، فإن وضعنا سيكون كما بعد 5 سنوات من الآن عندما تنتشر هذه التقنية في العالم ويكون كل شيء وضعت له معايير ومحددات بعيدا عن تدخلنا ونصبح فقط مستهلكين.

وأكد الطحان أهمية فعالية مركز التعلم الذاتي حول البلوكتشين من منظور الشباب؛ حيث يقدم إضاءة على ما هو متاح في العالم، وتقديم الفرصة أمامهم ليكونوا من قادة الابتكار في هذا المجال وغيره، ولفت إلى أن شركة البلوكتشين هي شركة حكومية أنشئت بالأساس بهدف وضع البنية الأساسية اللازمة لاحتضان ونشر التكنولوجيا الجديدة للبلوكتشين، ووضع الأسس اللازمة لتوطينها، وقال: إن لدى الشركة إستراتيجية محددة ونسير في خطوات تنفيذها، ونعمل حاليا على إعداد الشبكة لتكون جاهزة لعُمان، وننظر متطلبات الإجراءات الأمنية اللازمة للسماح بتطبيق تكنولوجيا البلوكتشين؛ بحيث تكون هناك استفادة من إيجابيات التكنولوجيا مع تجنب أية سلبيات فيها.

تعليق عبر الفيس بوك