قراءة لدور الثمانية من "أبطال أوروبا"

 

حسين بن علي الغافري

 

تابعنا سحب قرعة دوري الأبطال ظهر الجمعة والنتائج النارية التي أسفرت عنها. مباريات من الطراز الرفيع مؤكد أنها ستكون ساخنة. الوصول إلى هذا الدور يعني أن هُناك إدراكا تاما بأنها أفضل أندية القارة هذا العام. صحيح أن هُناك مرشحين بارزين والأسماء التي يملكونها تؤهلهم أكثر من غيرهم؛ إلا أن البقية لهم من الطموح ما يكفي لخلق ما يشبه الإعجاز. فخيار الإنفاق الكبير والاستثمارات البشرية لا يأتي بالنجاحات في كل الأوقات، ولنا في المواجهة بين مانشستر يونايتد الإنجليزي وأشبيلية الإسباني خير نموذج. الفريق الأندلسي قدم واحدة من المباريات التاريخية بالنسبة له وخرج من ملعب أولدترافورد فائزاً على فريق أنفق من الأموال الطائلة ليحقق الألقاب وها هو بعيد عنها هذا العام. 

تعود القمة الإسبانية الإيطالية بين ريال مدريد ويوفنتوس كأبرز قمم هذا الدور. الملكي مُجدداً أمام السيدة العجوز بعد نهائي كارديف في العام الماضي، والمواجهة الإقصائية في عام ٢٠١٥. تعود القمة بحسابات مختلفة عما عشناه في نهائي كارديف. سواء من حيث الأسماء أو من حيث طبيعة المواجهة التي ستكون من مباراتين. اليوفي تغيرت ركائز اللعب لديه عما كانت في الموسم الماضي. من خلال رحيل المدافع الصلب بونوتشي وخروج البرازيلي ألفيش والذي كان صانعا مهما للأهداف. في المقابل فإن الريال أيضاً لحقه التغيير من حيث جودة الأسماء والخيارات التي يملكها. دفاعياً رحل البرتغالي بيبي وهجومياً رحل الإسباني موراتا وجميعها خيارات قدمت الإضافة ولم يتم تعويضها. ما أود أن أقوله أن القمة هذا العام ستكون صعبة التوقع. ومهمة الريال لن تكون مماثلة لما شاهدناه في العام الماضي. اليوفي قادر على الفوز في مواجهات الذهاب والإياب وله تجارب كثيرة مع الملكي تفوق فيها أكثر من النهائيات التي تحسم من مباراة واحدة.

القمة الثانية، تجمع المواجهة الإنجليزية بين ليفربول ومان سيتي. قمة أخرى مثيرة بين طموحات السيتزن في تحقيق كافة الألقاب الممكنة مع جوارديولا والترشيحات التي تلاحقه بعد المستويات الهائلة التي يقدمها فريقه، بجانب الحضور القوي لليفربول أوروبياً. نقول إن المباراة تبدو ورقياً تميل إلى السيتي من حيث الأسماء لا أكثر. ولكن بالمقابل فإن ليفربول بدوره أثبت جدارته وترتيبه بالدوري المحلي لا يعني أنه أضعف من السيتي. ليفربول يملك أداء فنيا عالي المستوى ولكن ما يعاب عليه أنه غير مستقر ولا يسير بنمط ثابت. كذلك وسط ميدانه وخط دفاعه يعاني نوعاً ما. ولكن في مباراته أمام السيتي متوقع منه أن يكون حاضراً بكل الخطوط ولربما يقلب الطاولة على السيتي الملفت هذا العام.

بدوره تبدو حظوظ برشلونة أكبر عندما يواجه روما الإيطالي. كل الترشيحات تقول بأنَّ برشلونة بمهمة سهلة للغاية أمام روما بعد مستواه المميز أمام تشيلسي في لقاء الإياب. شاهدنا معاناة روما في الخروج منتصراً أمام دينامو كييف في الدور الماضي، واجه صعوبة شديدة لكي يحافظ على فوزه ويطوّر مستواه قبل مواجهة برشلونة ويعمل مدربه على ابتكار طرق للحد من الهجوم الكتلوني وإلا فإن مسألة خروجه واردة من لقاء الذهاب الذي بنظري سيحدد شكل لقاء الإياب وطموحات النادي الإيطالي. وفي آخر المواجهات تبدو حظوظ النادي البافاري كبيرة على أشبيلية بحكم الخبرة الواسعة والمستويات الهائلة التي يقدمها البايرن. صحيح لا نقلل مما قدمه أشبيلية ووصوله إلى هذا الدور والأداء المميز الذي هزم به الشياطين الحمر إلا أفضلية البايرن تبدو أقوى. عموماً هي مجرد قراءات أولية ودائما ما يفرض الأداء والجهد نفسه على هذه القراءات. لننتظر ونرى.

Hussain Al-Ghafri