ظواهر مجتمعية تركها أولى

 

حمود الحاتمي

 

ترك تحية الإسلام:

كنت أجلس بجانب مُراجعين بالمركز الصحي ومن بينهم رجل كبير في السن وقد استحسن حديثي و(سوالفي) وجلس بقربي يُبادلني الحديث في مواضيع شتى منها الأخلاق العمانية والسمت العماني والكرم العماني وعن الزراعة وغيرها من الأحاديث التي يستلطفها ويشعر أنني قريب من فكره وإذا بشاب أقبل علينا وجلس بجانب صديق له يعرفه دون أن يُلقي السلام علينا وإذا بالرجل المسن تثور ثائرته ويعنف ذلك الشاب بنصائح تترى شملت أحاديث نبوية وأقوال مأثورة وكلنا نسمع في صمت مطبق وقال هذه ظاهرة عامة يدخلون علينا دون سلام أين أنتم من أخلاق النبي عليه الصلاة والسلام حين يلقى الناس بالبشاشة والترحاب وقوله (أفشوا السلام بينكم) ألم تجلسوا في السبلة العمانية ومن الطريف أن يدخل علينا شاب تبدو عليه سمات التدين إلا أنه سلك سلوك الشاب الذي دخل سابقًا ونهض إليه الشيبة قائلاً ومزمجراً (هين متعلم أنت باه ما تعرف تقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..السلام لله ..خسارة علمكم) والعبارة الأخيرة قتلتني ...

المبالغة في مصاريف الأعراس

عاد من بيت أهل خطيبته والفرحة جعلت قدماه لا تطأ الأرض بعد الموافقة على تزويجه ومبلغ الصداق لا يتجاوز ثلاثة آلاف ريال ورسائل الواتس آب تطير هنا وهناك وبين الفينة والأخرى يغدق على والديه عبارات الشكر والثناء مصحوبة بتوزيع القبلات بينهما.

وجلس بعد أيام مع والدي الفتاة لتحديد موعد العرس بحضور والديه وقد استقبلوا بحرارة وترحاب وبدأت أم العروس بمتطلبات جديدة ومنها القاعة ونوعيتها والكوشة وغيرها وقد وصل سعرها أكثر من ثمانية آلاف ومكان شهر العسل وحجوزاته ونوعية العشاء المقدم للمعازيم .....إلخ

المشهد كان عكس الطلبات السابقة وقد وصل مهر العروس حوالي 20 ألف ريال بهذه الطلبات مما اضطر العريس للاقتراض من البنك لتغطية مصاريف العرس هذه الظاهرة تتكرر في كل مكان ...البداية مهر قليل تتبعه طلبات ليس لها آخر من أهل العروس لإرضاء غرور الأم فقط.

لو فكروا في حال الزوجين بعد الزواج وما لحقتهم من ديون يمكن تفاديها ببساطة وقناعة تامة لما حدث هذا الدين الذي قصم ظهر ذلك الشاب المسكين المقبل على الزواج،

كم من خطب جمعة تناولت هذا الموضوع ولكن خرج عن إطاره وبحاجة إلى تدخل الجهات المعنية وليس عيبًا في ذلك طالما أنَّ فيه مصلحة عامة بأن تسجل كل الشروط في عقد الزواج المكتوب من تكاليف مالية وغيرها وشروط تتعلق بالعلاقة بين الزوجين ويصبح عقد زواج تعاقدي ينظم هذا الزواج وفق الشريعة الإسلامية

ظاهرة إعطاء الأطفال هواتف نقالة:

حضرت الأسبوع الماضي دورة تدريبية حول التوعية بمخاطر تعرض الأطفال للإساءة عن طريق الهواتف النقالة وقد هالني تلك الحقائق التي عرضتها الجهات المعنية حول تعرض أطفال إلى الابتزاز عن طريق الهواتف النقالة وطريقة استدراجهم وارتكاب جرائم فيهم بسبب الهاتف النقال أو جعلهم يرتكبون جرائم بسبب الهواتف..

ظاهرة اقتناء الأطفال للهواتف النقالة يجب الوقوف عندها فما فائدة اقتناء الطفل للهاتف وتحركاته لا تتعدى ذهابه للمدرسة أو اللعب بالقرب من المنزل..

أولياء الأمور تقع عليهم مسؤولية متابعة أبنائهم وعدم إعطائهم هواتف تجعلهم مدمنين لها المدرسة تستقبل ما تتركه البيوت من إهمال ومشاكل وتبدأ في حلها..

 

آخر سطر ...

توقفت لمدة أسبوعين عن الكتابة لظروف ما وكم كانت سعادتي أن أتلقى مكالمات تسأل عن مقالاتي بجريدة الرؤية كل أسبوع بل صار القراء هم من يقترحون المواضيع التي أكتب فيها وهذه شهادة أعتز بها من القراء قبل غيرهم

وأنا أعود اليوم أركب مرة أخرى سفينة كتاب القراء التي يُديرها الربان الماهر والملهم والمحفز لنا سعادة المكرم حاتم الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية الذي يغدق علينا من عطاء فكره وتشجيعه للشباب العماني وصاحب المبادرات المتنوعة.. من القلب أقول له شكرًا سعادتك..

alhatmihumood72@gmail.com