الرؤية - ناصر العبري
اكتشف الدكتور عبدالله بن محمد بن سعيد الحاتمي إخصائي أول بالمختبرات الطبية بوزارة الصحة، نوعاً جديداً من الفطريات ذات القدرات العالية على مقاومة المضادات الحيوية، والتي تسبِّب عدوى في جسم الإنسان، خاصة المرضى الذين يُعانون من الالتهابات الحادة ونقص المناعة، وقد تمَّ اكتشاف هذا الفطر، والتعريف به لأول مرة في العالم، وينتمي إلى فصيلة تسمى بالفيوسارمي، وتم نشر الورقة البحثية العلمية للدكتور عبدالله الحاتمي في المجلة العلمية العالمية المتخصصة الفطريات المرضية.
ونشرت مجلة "علم الفطريات الطبية" نتائج البحث التي قد تقود لتشخيص عدد أكبر من المرضى ومعالجتهم؛ الأمر الذي لم يكن مُمكناً في الماضي. وتعدُّ العدوى بهذا الفطر خطيرة جدًّا، خاصة عند المرضى الذين يعانون ضعفا حادا في الجهاز المناعي. وفي حال عدم علاجه، فإنه يعرِّض حياة المريض للخطر.
ويأتي هذا الاكتشاف بناء على بحث علمي مشترك بالتعاون مع باحثين من جامعة "أمستردام" الهولندية ومستشفى رادباودب مملكة هولندا؛ حيث تمَّ عزل الفطر والتعرف على صفاته الشكلية وبصماته الجينية والوراثية.
وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور عبدالله الحاتمي أنه تم تحديد هذه السلالة الجديدة باستخدام تقنيات تكنولوجية حديثة؛ من خلال ما يعرف بالتسلسل الوراثي للجينات في بنك الجينات العالمي، والتي تحدد نوع السلالة الفطرية بدقة عالية جدا بعد مقارنتها بالشفرات الجينية، وباستخدام تقنية "السيكونسنج"، والتي تحدد نوع السلالة الفطرية بدقة عالية جدا، وحيث تم تعريف الفطر الجديد بناء على عدة عوامل منها الشكل الخارجي باستخدام جهاز الميكروسكوب، والبصمات الوراثية لخلية الفطر، وعدد من التفاعلات الكيميائية المستخدمة في تعريف الفطريات بصفة عامة. وبناء على النتائج المخبرية، وأيضا على ضوء المحكمين والمختصين في تصنيف الفطريات الطبية، تم تسجيله، ولأول مرة، كنوع جديد لم يتم التعرف عليه من قبل.
وأكد الدكتور عبدالله الحاتمي أنه تم تسجيل هذا الاكتشاف في مؤسستين عالميتين في هولندا وألمانيا، وتعتبران من الجهات العالمية المعتمدة لهذا الغرض. وأشار إلى أن هنالك مجموعة تحديات تواجه الكادر الطبي عند إجراء التشخيص الدقيق بالنسبة للأمراض المعدية، والتدخلات العلاجية؛ أبرزها: الحاجة الماسة لفريق طبي متكامل يمتلك المهارة والدقة المتناهية لتشخيص الجراثيم المعروفة وغير المعروفة، وأهمية الإلمام بمبادئ علم الأمراض والأحياء الدقية، هذا إضافة لضرورة توافر الخبرة والدراية الكافية للأطباء المختصين وإخصائيي المختبرات الطبية، وكيفية التعامل مع طفرة الكائنات الدقيقة كالفطريات والفيروسات والبكتيريا، خاصة وأن العديد من هذه الكائنات أصبح لا يستجيب للعلاج، ومقاوما بشكل شرس جدا للمضادات الحيوية.