المعتصم البوسعيدي
منذ العهد الفرعوني بمصر القديمة، وحتى العهد الإنجليزي في القرن الثامن عشر، وصولاً إلى العام 1895م في أمريكا، ومن ثم العام 1952م مرحلة التأسيس الدولي، قبل أن يأتي الاعتراف الأولمبي في العام 1979م، تلاه بعد عقدين ونيف تأسيس عربي جامع في العام 1999م، وصلت بعده رحلة الكرة "البلاستيكية" الثقيلة متأخرة إلى سلطتنا الحبيبة في أكتوبر 2012م إبان إشهار اللجنة العُمانية للبولينج.
يقال: "أن تأتي متأخرًا خير من أن لا تأتي" وربما ذلك ينطبق على كرة البولينج في السلطنة، هذه الرياضة التي نمارسها ترفيهًا وقضاءً لأوقات الفراغ يتضح من خلال سبر تاريخها قدمها كما ذكرنا في بداية المقال، وحين تتبع مسارها محليًا نجد حداثتها "الرسمية" المتسارعة مقارنة مع رياضات أخرى، خاصة مع ترقب انطلاق البطولة العربية الثامنة لمنتخبات الرجال والرابعة للسيدات للبولينج خلال الفترة (24 – 31) مارس الجاري.
تعدُ هذه البطولة ـ على لسان منظميها ـ نوعية بعد استضافات اقتصرت على المستوى الخليجي إلى جانب المسابقات المحلية، وستشهد البطولة مشاركة 10 منتخبات عربية، كما أن هناك أملا في استضافة آسيوية في وقت لاحق من هذا العام، مما يعطي مؤشرا إيجابيا لعمل اللجنة العُمانية للبولينج المساهم في نشر الرياضة وإيجاد بنية وبيئة جيدة لممارستها مع وجود إنجازات جيدة منها الميدالية الذهبية في مسابقة الفردي ببطولة الخليج التاسعة لمنتخبات الشباب بمسقط عام 2015م، كما نلاحظ شراكة مقبولة مع القطاع الخاص المؤمل عليه كثيرًا في النهوض برياضة الوطن جنبًا إلى جنب المساهمة الحكومية التي نتمنى أن ترتقي وتعي أهمية الاستثمار في القطاع الرياضي وما يحققه من مكتسبات وعائدات قيمة.
ما يمكن قوله في هذا الجانب ينطلق من بحث جديد عن رياضات يمكن أن تصنع الحدث، وتروي عطشى الوسط الرياضي الذي أرهقته تجاذبات الرياضات الجماهيرية خاصة الجماعية منها وما تسببه من كآبة وأمراض!!، على أن إشراف لجنة معينة وليس اتحادا يتم انتخابه يفتح باب تساؤل متكرر حول جدوى اللجان في ظل نجاحات لجان متحققة كاللجنة العُمانية لكرة الطاولة والشطرنج، دون أن نغفل سهولة إيجاد البنية الحاضنة لمثل هذه الرياضة والممكنة من استضافة بطولات دولية وعالمية دون أن تكون هذه السهولة غير متطلبة على المستوى المادي والتنظيمي.
وتأسيسًا على ذلك، فالرجاء يحرس مهد رياضة يمكن أن تتطور لتكون أيقونة عُمانية تهدي الفرح، وهذه رسالة للجنة العُمانية للبولينج.. مع الشكر والتقدير، ننتظر منكم عملا حقيقيا يجعل من كرة البولينج "البلاستيكية" الثقيلة ذات 16 باوند ثقيلة فعلاً في ميزان الإنجازات، تسقط كل قطع التحديات والمعوقات؛ لتحقق علامة النجاح الكاملة خلال الفترة القادمة.