مسقط - الرؤية
بدأت، صباح أمس الإثنين، الجلسات العلمية للمؤتمر العُماني-الألماني الثاني للسكتة الدماغية، والذي تُنظِّمه وزارة الصحة، ويستمر يومين، بمشاركة أكثر من 350 من مختلف المؤسسات الصحية بالسلطنة.
وتضمنت الجلسات أوراق عمل حول التطور التدريجي للسكتة الدماغية في السلطنة، والجودة والسلامة في علاج المرضى في طب المخ والأعصاب بالسكتة الدماغية، والطرق والأساليب العلاجية التي يحتاجها المريض من تأهيل وتقديم الحماية والوقاية الثانوية للمرضى، وبحث تطبيق آليات ذات فعالية في السكتات الدماغية.
كما تطرقت أوراق العمل للوضع الراهن حول كيفية إيجاد منظومة بيانات لمرضى السكتة الدماغية لفتح المجال أمام البحث العلمي المنظم، وبناء قاعدة بيانات للمصابين بالمرض لتسهيل وضع دراسات علمية في الجوانب التي تتعلق به، واستعراض أهمية وجود شبكة متخصصة ومناقشة التطبيب في السكتة الدماغية عن بُعد؛ وهو مفهوم جديد سيُسهم في تقديم العلاج عن طريق الربط بالفيديو والصورة لرؤية المريض، واتخاذ اللازم في علاجه، وأهمية التثقيف والتدريب المستمر لممرضات السكتة الدماغية وفق ما يستحدث من دراسات جديدة.
وكان المؤتمر قد افتُتح بفندق جراند حياة مسقط، تحت رعاية معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وزير الصحة، بحضور معالي الدكتور فولكير ويسينج وزير الشؤون الاقتصادية والنقل والزراعة بولاية راينلاند فالتس بجمهورية ألمانيا الاتحادية، وعدد من أصحاب السعادة والمسؤولين بوزارة الصحة.
وقد ألقى معالي الدكتور وزير الصحة كلمة؛ أوضح فيها أنه يجب بذل مزيد من الجهد للوقاية من السكتة الدماغية، أو على الأقل التقليل من مخاطرها. وأضاف معاليه: إن الحكومة -ممثلة في المؤسسات الصحية- تقدم أفضل رعاية لمرضى السكتة الدماغية؛ ولكن يجب أن يكون هناك في الوقت نفسه وعي بكيفية الوقاية من مثل هذه الأمراض، وكذلك التشخيص المبكر؛ بحيث إذا أدركت عائلة المصاب ومقدم الرعاية الصحية والمجتمع العلامات الأولى للإصابة بالسكتة الدماغية، فإن النتائج ستكون أفضل بكثير.
كما أشاد معاليه بالعلاقات بين السلطنة وألمانيا من ناحية التعاون الصحي، وقال: إننا بحاجة لتقوية هذه العلاقة، ونحن نتطلع لتدريب الكوادر الطبية العمانية في ألمانيا.
وكانت الدكتورة أمل بنت محمد الهاشمية استشارية أولى في طب المخ والأعصاب رئيسة المؤتمر العماني الألماني الثاني للسكتة الدماغية، قد ألقت كلمة؛ أوضحت فيها أن هذا المؤتمر يؤكد علاقات التعاون المشترك بين السلطنة ومقاطعة راينلاند فايلز الألمانية، وأنه يعد فرصة لجميع الخبراء والمهتمين بمجال السكتة الدماغية لتبادل خبراتهم وتجاربهم، كما أنه يعد فرصة كبيرة لتسليط الضوء على أهم المستجدات في هذا المجال، وتقوية العلاقات من خلال تبادل الأفكار والمواضيع المشتركة المتعلقة برعاية المرضى والتثقيف والبحوث.
وأضافت الهاشمية: أن دعم وزارة الصحة في مجال وحدات السكتة الدماغية غير محدود؛ حيث توجد الآن ثلاث وحدات، وسيتم تشغيل وحدة جديدة أخرى قريباً، كما نقوم أيضا بتدريب العديد من الممرضين والممرضات سنويًّا حول آلية العناية بمرضى السكتة الدماغية، إضافة للاهتمام بنشر بحوث جديدة في هذا المجال. وأشارت الهاشمية إلى أن هناك ست عشرة إصابة بالسكتة الدماغية سنويا في جميع أنحاء العالم؛ حيث تعدُّ السكتة الدماغية السببَ الثاني للوفاة والسبب الثالث للإعاقة على مستوى العالم، ولا تزال السكتة الدماغية مسؤولة عن الكثير من الوفيات؛ حيث يأتي بعدها الإيدز والسل والملاريا مجتمعة، ومع تقدم السن وعوامل الخطورة المتزايدة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وغيرها من الأمراض، فمن المتوقع زيادة عبء هذه الأمراض؛ لهذا فإن علاج السكتة الدماغية والوقاية منها يستحقُّ أن يكون ذا أولوية عالية في نظام الرعاية الصحية.
كما ألقى الدكتور فولكير فيسينج وزير الشؤون الاقتصادية والنقل والزراعة بولاية راينلاند بفالز بجمهورية ألمانيا الاتحادية، كلمة أشاد فيها بالتعاون بين السلطنة وألمانيا في مجال السكتة الدماغية.
يُذكر أن المؤتمر يهدف لتعزيز التعاون المشترك بين السلطنة وجمهورية ألمانيا الاتحادية في مجال السكتة الدماغية، وتسليط الضوء على آخر المستجدات العلمية والطبية في هذا المجال، والارتقاء بمستوى خدمات الرعاية الصحية في المؤسسات الصحية بالسلطنة في مجال السكتة الدماغية، وتبادل الخبرات بين الكوادر الطبية في مجال السكتة الدماغية، وتنمية المهارات الطبية في مجال علاج مرضى السكتة الدماغية بدءاً من مرحلة دخول المستشفى ومراحل العلاج المختلفة بما فيها التأهيل، والاعتماد وتأثيره على جودة وسلامة خدمة السكتة الدماغية.