أحمد السلماني
شاءت الأقدار أن أتمكن من متابعة مباراة الرستاق ومجيس واللذين لعبا لحساب المرحلة الثانية من دوري الأولى المؤهل لدوري الأضواء، اللقاء الذي باغت فيه مجيس منافسه المتصدر وأحرجه في عقر داره ولا أستطيع أن أقول "بين جماهيره" لأن جماهير البحري سحبت البساط من جماهير "عنابي الجبل" بأهازيجها وحماسها وهو ما كان له تأثير مباشر على لاعبي مجيس خاصة في الشوط الأول عندما فرض إيقاعا جميلا تناغم مع صيحاتها وهز شباك الرستاق ليخرج متقدما في شوط المباراة الأول، ومع ذلك تمكن الرستاق من العودة في الشوط الثاني ويواصل صدارته، في المقابل وكعادتها وباستثناء رابطة المشجعين فإنّ بقيّة الجماهير الرستاقية الحاضرة كانت سلبية بصمتها بل وتجاوزت ذلك بأن سبب بعضها الإشكاليات التي كادت أن تعصف بالمباراة وبفريقها، وهنا لا بد وأن تسجل إدارة نادي الرستاق "نقطة نظام" للوقوف على آلية وطريقة مثلى تنظم دخول وخروج وجلوس الجماهير بإنشاء إدارة داخلية لها، كما ومن الأهمية بمكان أن تحدد أماكن خاصة للإعلاميين ليتمكنوا من أداء رسالتهم.
ليست هذه قضيتنا ولكن لفت انتباهي حضور وتألق لاعبين بعينهم في كلا الناديين إذ قدموا مستويات فنية عالية وحضور لافت لم أشاهده في مباريات دوري عمانتل، وبصراحة وحتى منتصف الشوط الثاني من المباراة وعلى سبيل المثال لا الحصر كنت اعتقد أنّ أحد لاعبي الدفاع بمجيس إنما هو محترف مغاربي وتفاجأت من خلال قائمة لاعبي الفريقين وأنا أتابع تحركاته وإجادته لمهامه الدفاعية وبصفر من الأخطاء إنما هو اللاعب عبدالرحمن البلوشي، ابن مجيس وتساءلت، نعم ربما نمتلك خط دفاع قوي حاليا بمنتخبنا ولكن ما الضير من إضافة هذا "الرقم الموجب". فمصطلح "صخرة الدفاع" نحن كإعلاميين كنا قد نسيناه منذ أمد بعيد في كتاباتنا كون كرة القدم الحديثة تعتمد حاليًا على الدفاع المنظم والجماعي ولكن هذا اللاعب ذكرني صراحة بالدفاعات الكلاسيكية بعد أن كان صمام أمان خلفي لفريقه، وكثيرا ما كان يصحح أخطاء زملائه وتركيزه كان عاليا جدا وقطع حتى الهواء على مهاجمي الرستاق، بل كان ثيرمومتر بحساسية عالية اتزن معه إيقاع لعب مجيس دفاعا وهجوما.
قابل هذا اللاعب مدافعا آخر في الرستاق كان هو الآخر من القوة البدنية ما مكنه من التعامل وبقوة مع هجمات مجيس ليساهم بتدخلاته في امتصاصها تماما وأيضا هو لاعب محلي يدعى يوسف المعمري ولو قدر لي متابعة باقي المباريات فاعتقد جازما بأنّ القائمة ستطول وسأتهم بالترويج للاعبين والحق أنني لأول مرة أتابعهم وأقر بالقصور الإعلامي في إبرازهم ومن على شاكلتهم إذ قدر لهم أن يلعبوا بدوري المظاليم والأضواء والشهرة إنّما هي في دوري عمانتل العقور والعقيم.
منتخبنا الأول ينتظره استحقاق هام وسيواجه المنتخب الفلسطيني المتحفز 27 مارس الحالي والمثير للاستغراب والدهشة أنّه وبالرغم من توقف الدوري لعيون المنتخب والأندية المشاركة آسيويا وهو ما أتمنى إيقافه، إلا أنّ الأجندة التحضيرية لا تحمل مباراة إعداد واحدة، على كل حال فرسالتي للجنة المنتخبات ولمدرب منتخبنا الهولندي فيربيك وجهازه المعاون أن يسبروا أغوار دوري الأولى ويتابعوا مبارياتها فقد يجدون ضالتهم في لاعب هنا وآخر هناك ولا بأس من رفد بقيّة منتخباتنا بالمجيدين من اللاعبين أو تشكيل منتخب رديف يعزز قدرات الأولمبي والمقرر له أن يلعب في الآسياد فكل ذلك قد يمثل استمرارية العطاء المميز لمنتخبنا في قادم الإستحقاقات وعلينا العمل من اليوم لمنتخب كأس العالم 2022 في دوحة الخير، فهل أنتم مستمعون، اعتقد جازما بل سمعت أن فيربيك وفريقه يعملون لذلك.