في الاحتفال باليوم العالمي للشعر في 21 آذار (مارس):

(وطن جموح)

أمين دراوشة – رام الله - فلسطين


هكذا
تأتين كالريح
تغيبين قبل أن يرتد إلي طرفي
اشتهي نارك
تحرق حزني
تنثر رماده
فوق ماء النهر الحزين
هكذا
يعود كالريح
ولم أبلل شفتي بعد


وطن
بين الإبهام والسبابة
يرقد وطن قلق لا ينام
وسنوات عجاف تمضي في بئر جاف
كشفتين لم يتبللا يوما بالقبل

جموح
ما بين جحيم لغة مبهجة
وامرأة جامحة
يتوه في قبضة جنون واعي
أو منفلت


اعتراف
ينادي
ولا أحد يجيبه
سوى صدى صوته
أتذكرين
يوم التقينا في المقهى القديم
يوم انتفضت غضبا
يوم سخرت من طيبتي
يوم دست على خاتمي
ورحلت دون عودة
ومشيت أنا في شوارع المدينة
الموحشة والمعزولة والمكبلة بالجدران
ألوذ بالذهول والصمت
وقشعريرة كئيبة وساذجة تتملكني
أمشي وقد ثقب قلبي
وتتسع الفوهة
وعتمة ظلال الأشجار
ولكنني ظللت في المشي
ورأيت البؤس يتنقل
في أسمال الأطفال
وفي وجه فتاة ضائعة وجائعة ينهشها عجوز
ورأيت اليأس
في أم لا تقدر على قراءة رسائلها المهربة
من خلف القضبان
وفي أب يرسم بعصاه حفلة عرس
فوق قبر طازج
ورغم كل شيء
تفتحت نوافذ الحلم
والحصان الجميل في داخلي
عرف طريق البحر والينابيع
وشرع يعدو ويصهل في السهول الخضراء المشمسة
اعترف
كنت أجمل
خسائري
وأفدح مكاسبي

 

حنان
في بداية السنة الجديدة
ثمار شجرة قلبك
تهدهد الموت حتى غفا
العربة المجنحة تصهل
وسط الغيوم المفعمة بالحنان


أحبك
لأن عينيك ببساطة الندى
أحبك أكثر
لأن عينيك البائستين
كعيني الضجرتين
أحبك
حتى آخر الحسرة التي لا تنتهي
قلبك مكان لعيني المهمومتين

تعليق عبر الفيس بوك