المعتصم البوسعيدي
(1)
يقول المثل: "من أجل عين ترخص مدينة"، ويُقال: من أجل المنتخب يمكن أن "يرخص" دوري!!، وما فيها "شيء" نضغط جولات "ونكّثر" التوقفات القصيرة منها والطويلة، والأندية ـ "معليش" ـ "أضغط المضغوط أكثر"، "وشوفوا".. كيف فزنا بكأس الخليج!!.
(2)
بعد احتراف بعض لاعبي المنتخب إثر الفوز بكأس الخليج، يتبادر للذهن أكثر من سؤال: هل استفادت الأندية من احتراف لاعبيها؟! وهل موافقة الأندية تمت على اعتبار مصلحتها دون غيرها؟! أعتقد حينما نرفع "القبعة" لتضحيةِ الأندية بعدم "تفويت" فرصة الاحتراف للاعبينا، يجب ـ أيضًا ـ الوقوف عند حسبة مصلحة النادي والدفاع عن حقوقه وقيمه ليست المادية فقط، بل المعنوية بحق جماهيره ومطالباتهم بالنتائج الإيجابية وإيجاد التوازن نحو تعزيز موقفه بالدوري أو حتى المحافظة عليه، وهذا في اعتقادي ما لم يتم خاصة مع نادي السويق!!.
(3)
في كرة القدم باتت عملة "الهداف" مطلب أي نادٍ، وفي دورينا وعلى مستوى المنتخب كذلك أصبح هذا المطلب أشبه "بالحلم"، ومع ذلك نجد أن قائمة هدافي الدوري الستة تضم لاعبين أجانب فقط، احتلَ المركزين الرابع والخامس على التوالي (روبوت من نادي الشباب، وفينيوس من نادي ظفار حاليًا)، أما البقية فهم أربعة محليين والغريب أن ثلاثة منهم (محمد الغساني ومحمد خصيب ويونس المشيفري) خارج أسوار المنتخب، والمتصدر للقائمة (عبد العزيز المقبالي) لاعب احتياطي للهولندي بيم فيربك!!.
(4)
يُعتبر اللاعب الأجنبي المُحترف في أي دوري قيمة مُضافة للنادي، لكن الأمر لا يبدو كذلك في دورينا منذ مدة ليست بالقصيرة، وأعني هنا بالمحترف "السوبر"، وإن لم تخنِ الذاكرة فإنَّ آخر أفضل لاعب محترف مرَّ على دورينا كان اللاعب "جمعة سعيد" نجم هجوم النهضة العُماني وقد كان ذلك منذُ سنوات خلت، رغم أن هناك أسماء لم تكن سيئة ولكنها لم تكن بالمستوى المأمول!!.
(5)
المدرب في دورينا أشبه بقصة "ألف ليلة وليلة" قليل منهم من سيحظى بمواصلة ليلة الأفراح، فمقصلة الإقالة مشحوذة على كل حال؛ نتيجة لقناعة سابقة لا أساس لها، والأرقام مخيفة في السنوات الأخيرة وتستدعي الوقوف معها بكل جدية وحزم، وربما في هذا الموسم كان نجم الدوري على جميع المستويات مدرب نادي السويق الاسم الكبير في التدريب والملقب بصائد البطولات "بلاتشي" والذي ـ ربما ـ سيخرج من بين ظهرانينا وقد كثُر شيبه وانحنى ظهره، وها قد صار العجب يملأه حتى أخرج ما أخرج باتساع فاه!!.
(6)
ترتيب دورينا بعد آخر جولة ترتيب مُثير "بشكل تنازلي"؛ فالتنافس بات بشكل حصري ـ لحد بعيد ـ بين السويق والشباب، أما بقية المراكز فالأمر يتعلق بتنافسها على الهبوط في "دراما" معكوسة لم تستثنِ حتى حامل اللقب الزعيم الظفاري، وهو النادي الذي كانت عودته خلال الموسم الماضي مصدر تفاؤل لعودةٍ ليست "كسحابة صيف" لكن "الرياح تجري بما لا تشتهي السفن"، ومع ظفار نجد أن الغرق يمكن أن يتخطف أي نادِ دون أن نغفل نظام الهبوط الجديد وما حمله ويحمله من علامات تعجب!!.
(7)
يواصل التحكيم العُماني ألقه ورفع راية الرياضة العُمانية في أكبر المحافل القارية، فيما يدور حوله كثير من "اللمز والهمس" والانتقادات على مستواه في الدوري، وبدون الدخول في تفاصيل ذلك يبقى الأمر ـ في أعتقادي ـ طبيعيا ويحدث في كل دوريات العالم؛ نظرًا للتعصب والحكم العاطفي، وما أرجوه حقًا أن يتواصل الاهتمام بالحكم العُماني وإعطائه حقوقه وصقله ودعمه وتلبية كافة احتياجاته داخليًا وخارجيًا على حد سواء.
(9)
من دورينا وإليه.. الرسالة الأخيرة يجب أن تصل لإدارات الأندية، فبيدكم النسبة الأكبر لتطوير كرة القدم؛ من خلال بناء أندية قائمة على نهج إداري صحيح مُستدام دون تسرع، ومن خلال تحري المصلحة العامة في قرارات الجمعية العمومية، والاختلاف مطلوب دون خلاف يورث معادلة "أنت ضدي أو معي"، والكراسي إن ضاقت يمكن تركها ولا خجل في ذلك، فهناك من تتسع له ويمكنه إصلاحها وتجميلها ومن بعد يتركها ـ هو الآخر ـ لآخرين!!.