الغيبوبة تضرب الدوري مجددا .. والأندية تستغيث

اتفقت رؤى إدارية وفنيّة على تضرر الأندية إثر توقف دوري عمانتل مجددًا، واصفين المسابقة بأنّها الأغرب على مستوى العالم، داعين القائمين على شؤون الاتحاد بتسجيلها في موسوعة الأرقام القياسية لأطول فترات توقف لمسابقة محلية من بين كل مسابقات العالم، مؤكدين أنّ كل مكوّنات اللعبة ستتضرر من تلك الروزنامة غير المنتظمة، فالأندية ستتأثر ماليًا واللاعب سيتراجع فنيا، والإرهاق في الشهر الأخير سيؤثر سلبا على الدوليين وقد يعرضهم إلى إصابة تهدد بفقد خدماتهم في الاستحقاق الأهم للأحمر.

مسقط - الرؤية

انتقد رئيس نادي صحم عادل الفارسي توقف دوري عمانتل لـ 47 يوما، واصفا الروزنامة بالعبثية، مؤكدا أنّها تضر بمصالح كل أطراف اللعبة، لافتا إلى أنّ اجتماع اتحاد الكرة بالأندية كان شكليا وأنّ قرار التوقف اتخذ مسبقا، موجها سؤاله لرئيس الاتحاد حول رؤيته الانتخابية التي كشف عنها قبل الانتخابات وتعهد خلالها بتطوير المسابقة التي تعاني وضعا مترديا صعبا غير مسبوق في تاريخ المسابقات المحلية.

وقال الفارسي "سيدخل دورينا موسوعة جينس في طول التوقفات. مسابقة فريدة من نوعها. ثلاثة توقفات، والأخير47 يوما. نحن منحنا اللاعبين إجازة طويلة. الوضع بات مملا للغاية".

وفي معرض إجابته عن التأثير المالي قال "نحن نعاني من موازنة مرهقة، ونواجه تحديات صعبة للغاية في توفير جانب من رواتب اللاعبين. نحن مطالبون بسداد الأجور رغم التوقف، ولا سبيل أمامنا سوى السداد من أجل استكمال هذه النسخة الصعبة".

وحول الموافقة على قرار توقف الدوري اشار الى أن الاندية اجتمعت مع رئيس لجنة المسابقات، وطالبته بانطلاق الدوري عقب العودة من كأس الخليج دون النظر لمشاركة المنتخب الأولمبي في نهائيات أمم آسيا، ووافق على ذلك 11 ناديا في ظل معارض من نادي ظفار غير أنّ القرار اتخذ بعد ذلك بتوقف الدوري متعارضا مع رأي الأغلبية". وأضاف قائلا "اعتقد أنّ قرار التوقف كان معد سلفا، حضورنا شكليا ومناقشاتنا جاءت أشبه بالصالون الثقافي ولم تفض إلى شيء. ظفار كان متأكداً من توقف الدوري رغم رفض الأغلبية".

ويرى أن وعود رئيس الاتحاد التي تعهد بها في رؤيته الانتخابية قد تبخرت، فالمسابقات التي أكّد على تطويرها تراجعت لأدنى مستوياتها، ولم تلامس وعوده أرض الواقع.

وقال حمزة الجمل مدرب نادي النصر "توقف الدوري سيعود بالسلب على الجانب الفني. المسابقة في مجملها غير منتظمة، وعانت من التوقفات الطويلة. نحن مطالبون بعد كل توقف بإعادة تهيئة الفريق لما يشبه بداية مرحلة المنافسات".

وأضاف "توقف الدوري في 27 نوفمبر 2017 بعد فوزنا على صحم ومن هذا التاريخ وحتى 17 أبريل 2018 لعبنا مباراتين فقط في الدوري أمام نادي عمان والمضيبي، ومع العودة سيضغط الدوري بشكل صعب جدا حتى يبلغ ذروته في الشهر الأخير الذي يتزامن مع شهر رمضان فنلعب خلاله 8 مباريات".

وأشار إلى أنّ فريقه ظهر بشكل جيّد مع نهاية الدور الأول بفضل الحالة التدريبية التي بلغها اللاعبون، غير أنّ التوقف الطويل أفقد اللاعبين لياقة المباريات فضلا عن تأثرهم نفسيا لابتعاد المنافسة وافتقاد حساسية المنافسة. ووصف المسابقة في مجملها بغير المنتظمة، وأنّ الحلول كانت وفيرة أمام لجنة المسابقات في بداية الموسم مضيفا بالقول "تنتظرنا أيام صعبة. سنخوض مباراة كل ثلاثة أيام. العبء البدني لا يتحمله لاعبون محترفون، لذا على الهواة سيكون أصعب بكثير".

يحدث لأول مرة

سالم المزاحمي رئيس نادي النهضة أبدى امتعاضه الشديد واستغرابه حين قال" للمرة الأولى نرى روزنامة مسابقات وتأجيل للدوري لما يقرب من 47 يوما طوال تاريخه، وهذا ليس له ما يبرره ومهما كانت الأسباب، وما أعلمه أن هناك اعتراضا من 11 ناديا على هذه التأجيلات وفقط 3 أندية وافقت، روزنامة مثل هذه وتأجيلات الدوري بلا شك لها تأثير فني ولا تساهم في تطور المستوى، فضلا عن الكلفة المادية رغم أنّها أمر ثانوي بالنسبة لنا ولكنها مؤثرة بلا شك، لكم أن تتخيلوا أننا بنهاية الموسم وفي شهر مايو تحديدا سوف نلعب 7 مباريات 4 منها في شهر رمضان المبارك حيث يكون التعب والإنهاك قد نال من اللاعبين، وستكثر إصاباتهم وهذا سيؤثر على النتائج لذا كلي أمل أن يعلن اتحاد الكرة ممثلا في لجنة المسابقات عن روزنامة الموسم المقبل بكافة تفاصيلها، وبالتالي فإنّ الأندية ستكيف أوضاعها وفق الجداول والمواعيد المحددة أسوة بما يحدث بدول مجلس التعاون الخليجي".

وقال أنور الحبسي مدرب نادي المضيبي "توقف الدوري لا يصب في مصلحة الندية خاصة من الجانب الفني وهذا رأي يتفق عليه كل المدربين والفنيين، واعتقد أن من وضع هذه الروزنامة شخص غير فني ولا متخصص ولم يقدر الوضع العام للأندية واللاعبين، هذا غير التأثير المادي الكبير، والضغوطات التي ستواجهها إذ أنّها ربما دفعت مستحقات ورواتب أجهزتها الفنية واللاعبين لأربعة أشهر بلا جدوى، سنلعب 4 جولات في رمضان المبارك أي بنهاية الموسم، حيث الصيام لـ16 ساعة، وبالتالي فاللاعب يكون فاقدا لكثير من السوائل عدا أنّ ضغط الدوري في هذا الشهر سيمثل إرهاقا بدنيا هائلا على اللاعبين وستكثر الإصابات لذا كلنا أمل أن يتم تلافي ما حدث هذا الموسم وأن يتم وضع الروزنامة من قبل خبراء فنيين متخصصين يراعون كل الجوانب الفنية والإدارية وحتى المالية للخروج بموسم مفيد فنيا وينعكس إيجابًا على اللاعب والنادي والمنتخبات بلا شك".

اتحاد الكرة: الموضوع أخذ أكثر من حقه

ومن اتحاد الكرة قال أحد المشتغلين على هذه الروزنامة وطلب عدم الكشف عن اسمه "هذا الموضوع أخذ أكثر من حقه وتحدثنا مرارًا وتكرارًا بأننا مجبرون على التعاطي مع هكذا وضع فالأندية نفسها طلبت تأجيل انطلاقة الدوري فضلا عن المشاركات الدولية للمنتخبات وبطولة كأس الاتحاد الآسيوي، ولدينا غير دوري عمانتل دوري الدرجة الأولى والثانية والكأس الغالية وكأس مازدا التي انتهينا منها، هذا عدا دوريات الفئات السنية ناشئين وشباب؛ كل هذا على عاتق الرابطة وبالتالي لم يكن لدينا خيار، ولكن نبشر الوسط الكروي من أندية ووسائل إعلام بأنّ روزنامة الموسم المقبل تمّ الانتهاء منها كاملة وستكون متاحة وواضحة للجميع وذلك تفاديا لمثل هكذا إشكاليات وجل ما نرجوه هو تعاون الأندية معنا هذا الموسم.

وقال حمزة البلوشي رئيس نادي الشباب إن روزنامة المسابقات المحلية تمّ إعدادها مسبقا ومن ضمنها مباريات الدوري، مضيفا أنّ بعض الأندية لم تبدِ موافقتها النهائية على الروزنامة منذ البداية إلا أنّ نادي الشباب إلى جانب عدد من الأندية الأخرى كنادي العروبة وظفار أبدوا موافقتهم كون أنّ عددا من لاعبي الفريق كانوا قد تواجدوا لفترة معينة في صفوف المنتخبات الوطنية ضمن الاستحقاقات التي شارك بها المنتخب الاول والأولمبي في الفترة الماضية، وأشار رئيس نادي الشباب إلى أن الروزنامة الخاصة بالمسابقات تشهد ضغطا كبيرا نظرا لتعدد المسابقات في هذه الفترة ومنها مسابقة الكأس الغالية ومشاركة ناديي السويق وظفار في البطولة الآسيوية، لافتا إلى أنّه وفي ذات الوقت يجب بأنّ نراعي القائمين على لجنة المسابقات بالعمل الكبير الذي يقومون به ودرايتهم الكاملة بمختلف المشاركات الخارجية للاندية والمنتخبات وضغط المسابقات المحلية.

وذكر حمزة البلوشي أن توقف الدوري لما يقارب من 47 يوما سيكون له ضرر فني على جميع الاندية وليس على نادي الشباب فحسب، فلا يصح أن يلعب النادي مباراة واحدة ويتوقف بعدها لمدة أسبوعين ومن ثمّ يخوض مباراة أخرى، ويتوقف لمدة شهر كامل، موضحا في الوقت نفسه أنّ توقف الدوري سيتطلب جهدًا مضاعفا للجهاز الفني واللاعبين من ناحية الجانب التدريبي والاشتغال عليهم من الصفر؛ خصوصا أنّ بعض اللاعبين ينقطعون عن التدريبات في بعض الفترات، كما أنّ خوض المباريات الودية في فترة التوقف لا يجدي نفعا دائما، وتطرق رئيس نادي الشباب إلى أنّ دورينا لا يطبق فيه الاحتراف بالشكل الحقيقي؛ ناهيك عن أن المستوى الفني للدوري دون الطموح.

تعليق عبر الفيس بوك